تتواصل الرسائل الدافئة بين قطر وإسرائيل ولكن بصورة علنية هذه المرة، ففي الأسبوع الماضي خصصت صحيفة يديعوت أحرونوت ثلاث صفحات لتحقيق مطول عن أثر المقاطعة العربية لدولة قطر، أعدته من الدوحة مراسلتها أورلي أزولاي، التي تجولت بكل حرية بين مرافق البلاد وتحدثت إلى عدد من المواطنين القطريين، في محاولة منها لرصد آثار المقاطعة. ويبدو أنها جاءت بدعوة من السلطات هناك التي كانت ولا تزال ترى في دولة الاحتلال الإسرائيلية نافذة لإيصال صوتها إلى العالم.
ويبدو أن الأمور لم تنتهِ عند هذا الحد، ففي اليوم التالي نشرت الصحيفة ذاتها مقالاً للصحفي الإسرائيلي أنريكي تسميرمان كشف فيه عن تفاصيل مثيرة حول لقاء جمعه بمسؤول رفيع في الحكومة القطرية. وقال تسميرمان أنه تفاجأ بتلقيه دعوة من هذا المسؤول خلال مشاركته في إحدى الفعاليات الدولية التي تقام عادة في قطر.
وبعد وصف دقيق لمظاهر الفخامة والترف في منزل مضيفه القطري قال تسميرمان “حملني هذا المسؤول رسالة إلى الساسة في إسرائيل، فحواها (نحن دولة صغيرة مثلكم محاطتان بالأعداء من كل اتجاه، ورغم صغر دولتنا إلا أننا مثلكم صنعنا معجزة وحولنا الصحراء المقفرة إلى حديقة غناء)”.
ويكشف فتح قطر أبوابها أمام الصحافة الإسرائيلية طبيعة السياسة المضطربة للدوحة والمتضاربة أيضاً في أغلب الأوقات.
فطوال عقدين مضت ادعت قطر حملها لواء مجابهة الامبريالية والصهيونية العالمية، وسخرت لذلك قناة “الجزيرة” التي وضعت معاييرها الخاصة لتصنيف الدول والأفراد ما بين “عميل” ووطني، رغم أنها أول من فتح منبرها للإسرائيليين.
هذه القناة التي ملأت الدنيا ضجيجاً، وشقت مجتمعات، وصدعت كيانات، يبدو أنها غفلت عن متابعة البلد المضيف لها، قطر، الذي دأب على استغلال جميع المناسبات لدعوة الصحافيين والمسؤولين الإسرائيليين للقاء بهم وتحميلهم رسائل معينة للجانب الإسرائيلي، تحت غطاء المشاركة في المناسبات والفعاليات التي تقام في الدوحة.