تولت دولة الكويت رئاسة المجلس التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى للدورة السنوية الحالية لأول مرة منذ انضمامها لعضوية هذه المنظمة الدولية.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” اليوم الاثنين أن مندوب الكويت الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة بروما المهندس يوسف جحيل ترأس أعمال الدورة السنوية لأعمال المجلس التنفيذي، التى انطلقت صباح اليوم بالمقر الرئيسى لبرنامج الأغذية العالمى بالعاصمة الإيطالية “لاستعراض ما اضطلع به البرنامج فى السنة الآخيرة وتوجيه أنشطته عام 2017
“.
وشدد جحيل مفتتحا أعمال الدورة على الدور الخاص المنوط ببرنامج الأغذية العالمى منذ نشأته عام 1961 فى مساعدة الملايين من ضحايا الكوارث الطبيعية، والتى يصنعها الإنسان بتوفير المساعدة.
وقال إن هذه الدورة “تصادف أيضا لحظة تاريخية عصيبة للغاية حيث تتعرض فيها أربعة بلدان لخطر المجاعة أو وقعت بالفعل فى براثينها” مشددا على دور البرنامج الذى “لا يدخر وسعا فى تعبئة جهوده مع الشركاء للتصدى لهذه الأزمات من أجل التخفيف من محنة ضحاياها ممن يعانون الجوع“.
وأكد رئيس المجلس الرئاسى الذى ينظم عمل برنامج الأغذية العالمى المسؤولية التى تقع على عاتق المجتمع الدولى بدوله ومؤسساته ومنظماته الأهلية والمجتمعية فى توفير الدعم والتمويل اللازمين لتمكين البرنامج للنهوض بمهمته الإنسانية التى لا غنى عنها لبقاء وحياة عشرات الملايين ممن يحتاجون لمساعداته لاسيما فى هذه المرحلة الأسوأ من الأزمات.
وهنأ المدير التنفيذى الجديد لبرنامج الأغذية العالمى دافيد ديسلى الجحيل برئاسة المجلس التنفيذى متمنيا له التوفيق فى قيادة الدول الأعضاء فى البرنامج العالمي.
وقال ديسلى إنه ورغم التقدم المحرز فى السنوات الآخيرة بتقليص مستويات الجوع بمقدار النصف فإن “المسار قد انقلب فى 13 بلدا تعانى من نزاعات مدمرة هى من صنع الإنسان“.
ولفت إلى ضخامة التحديات الإنسانية أمام برنامج الأغذية العالمى مع تعاظم أعداد النازحين واللاجئين من 35 مليونا إلى 65 مليونا وارتفاع عدد الذين يحتاجون مساعدات غذائية ملحة من 80 مليونا إلى 108 ملايين.
وشدد المدير التنفيذى على أولوية التصدى للتطرف الذى يشعل الصراعات منبها إلى أن زيادة فى معدلات الجوع بنسبة 1 فى المئة تؤدى إلى زيادة معدلات الهجرة بنسبة 2 فى المئة.
من جانبها، شددت مفوضة الاقتصاد الريفى والزراعة فى الاتحاد الإفريقى جوزيفا ليونيل ساكو على دور البرنامج فى إفريقيا حيث يفتقر خمس السكان للموارد الغذائية فى حين يعانى ما بين 30 و40 فى المئة من الأطفال سوء التغذية المزمن.
وفيما أوضحت ساكو أن “أهداف إفريقيا أكثر طموحا من أهداف أجندة 2030 للتنمية المستدامة” أكدت أهمية علاقة الشراكة والتعاون مع برنامج الأغذية العالمى فى بناء القدرات التنموية وفى تعزيز قدرات الاستجابة للكوارث والأزمات فى القارة.
وعلى الصعيد نفسه أعرب ممثل الكويت المهندس يوسف جحيل لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن اعتزازه بتولى منصب رئيس المجلس التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى بما يتسق مع مكانة الكويت وشراكتها الواسعة مع البرناج فى إطار دورها الريادى المتجسد فى قيادة سمو أمير البلاد للعمل الانسانى فى العالم.
وقال إن تبوؤ الكويت هذا الدور القيادى بين الدول الأعضاء بهذه الوكالة الرئيسية فى العالم يبرز ما تبذله الكويت ورؤيتها الأصيلة فى مجال العمل الانسانى والتنمية البشرية والمجتمعية.
وتتولى الكويت التى تتمتع بعضوية المجلس التنفيذى حتى ديسمبر 2018 رئاسة المجلس المؤلف من 36 من الدول الأعضاء طوال الدورة الحالية حتى فبراير 2018
.
وسبق أن نالت عضوية المجلس التنفيذى لدورتين متتاليتين فى الفترة من 2006 وحتى عام 2010
.
ويتبنى برنامج الأغذية العالمى كإحدى منظمات الأمم المتحدة “رؤية” لعالم “يمكن لكل رجل وامرأة وطفل فى كل وقت الحصول على الغذاء اللازم لحياة نشطة وصحية“.
ويقدم البرنامج كل عام مساعداته الغذائية إلى نحو 80 مليون شخص فى أكثر من 80 بلدا حول العالم ويعمل فيه حوالى 12 ألف شخص معظمهم فى المناطق النائية لخدمة الفقراء الجوعى بشكل مباشر.