تشهد أروقة المسجد النبوي الشريف وساحاته وسطحه تدفق مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين من داخل المدينة المنورة وخارجها منذ الليلة الأولى للعشر الأواخر رجاء الفوز بليلة القدر وحضور مشهد ختم القرآن الكريم وسط أجواء روحانية وإيمانية مفعمة بالأمن والأمان.

وتضاعف الجهات الأمنية والخدمية طاقاتها لخدمة ضيوف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوجيه ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل، وتتواجد على مدار الساعة منظومة بشرية وآلية تحرص كل الحرص على أن يؤدي الجميع عباداتهم في أجواء ملؤها السكينة والخشوع والراحة والطمأنينة في ظل رعاية شاملة وخدمات متكاملة لتحقيق أقصى درجات النجاح للخطط التشغيلية التي وضعتها الجهات المنتشرة داخل وخارج الحرم الشريف والساحات المحيطة به والطرقات المؤدية إليه.

ففي الجانب المروري تم التركيز على تنظيم وصول المركبات إلى المنطقة المركزية والمواقف وعبور المشاة بشكل انسيابي من جميع المحاور والاتجاهات، كما دفعت قوة الطوارئ الخاصة بقوة بشرية مكونة من مئات الضباط والأفراد لتوفير الأمن والحماية اللازمة للزوار والمصلين وتقديم المساعدة للضعفاء والعجزة وكبار السن والعمل على تنظيم وإدارة الحشود، وكثفت وكالة المسجد النبوي خدماتها المباشرة لمواكبة كثافة المصلين الذين توافدوا مبكراً فضلا عن آلاف المعتكفين الذين يقضون العشر في رحابه، وذلك امتداداً لخطتها التشغيلية للعشر الأواخر من الشهر الفضيل من خلال فرش الحرم وسطحه والأجزاء المخصصة للصلاة في الساحات الغربية والشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية إلى جانب تجهيز المساحة الغربية وتخصيصها كمصلى للنساء، وتم فتح الممرات في الساحات وداخل الحرم والسطح ونشر المراقبين الميدانيين، وتوريد أكثر من 300 طن من مياه زمزم يومياً إلى جانب توفير 15 ألف حافظة من مياه زمزم المبردة و40 خزاناً من المياه الباردة مع الكاسات النظيفة ذات الاستخدام الواحد، بالإضافة إلى 20 موقعاً للمشارب تحوي 385 نافورة شرب في الساحات.

وفي مجال الصحة هيأت المديرية العامة جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية لخدمة المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك وكذلك الخدمات الإسعافية والوقائية والعلاجية في المنشآت الصحية، بالإضافة إلى متابعة الإجراءات في منافذ الدخول الجوية والبحرية وتفعيل خدمات الطوارئ بالمستشفيات الواقعة على الطرق السريعة.

من جهتها، كثفت الأمانة جهودها من خلال تحقيق أرقى معايير مراقبة جودة وسلامة المنتجات الغذائية والمياه ومواجهة الزيادة المتوقعة في كمية النفايات في مناطق إقامة المعتمرين والزوار، وبدورها نشرت إدارة الدفاع المدني أفرادها وآلياتها لتنفيذ خطة القطاع لليالي العشر وخصوصاً السابع والعشرين وختم القرآن الكريم من خلال تسخير تجهيزاتها في مختلف المراكز الموسمية والمساندة للتعامل مع الطوارئ لتحقيق أعلى درجات الفاعلية والاستجابة للأخطار، أما الهلال الأحمر فقد قام بتوزيع آلياته وفرقه الطبية الإسعافية بمحاذاة الساحات لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للزائرين والمصلين، بالإضافة إلى نقل الحالات الطارئة للمستشفيات والمراكز الصحية الموسمية، إضافة إلى عدة جهات حكومية وخاصة تساند وتعزز الأداء خدمة للزوار والمصلين.