أثبتت قوات الوطن البحرية والبرية والجوية، مدى قوتها وصلابتها ومتانتها في الذود عن منشآت النفط والغاز والطاقة والبتروكيماويات الضخمة والثروات الطبيعية الهائلة التي حبا الله بها البلاد، وتمتعها بأمن صناعي وحماية أمنية مشددة باستخدام تكنولوجيات متقدمة حديثة، وأنظمة صارمة في المراقبة الأمنية وإشعاراً للإرهابيين بمدى صرامة إجراءات الأمن، وقد حققت كافة المنشآت الصناعة، ومرافقها الضخمة إنجازات باهرة بتضافر جهود أمنية بتطبيق أعلى معدلات الامن والسلامة الصناعية التي تحمي حياة الإنسان ومقدرات البلاد ومنشآته الصناعية ومحاربة الإرهاب والتصدي للأعمال التخريبية والحماية من أخطار الحروب الكيميائية والجرثومية والنووية وغيرها.
ونجحت قواتنا البحرية الباسلة في احباط هجوم تخريبي لتدمير منصات الحقل البترولي السعودي “المرجان” في ظل تكريس حكومة المملكة إجراءات، وتدابير الحماية المدنية لمواجهة الكوارث وكيفية التخطيط والاستعداد الجيد لها قبل وقوعها في ظل اعتراف دولي بقوة الحماية الأمنية في منشآت المملكة النفطية والغازية والكيماوية وحرص كافة الشركات والمنشآت الصناعية على تطبيق أدق وأعلى المعايير والأنظمة العالمية المتبعة في مجال الأمن الصناعي حيث أثمرت تلك الجهود الموفقة عن العديد من الإنجازات وأبرزها حماية المنشآت الصناعية من أخطار الإرهاب والاعتداءات الحاقدة بكل قوة وكفاءة.
واختار التخريبيون ، الذين تم احباط محاولاتهم وردعها ببسالة، تدمير منصات حقل المرجان البترولي شمال الجبيل والذي قررت شركة أرامكو السعودية مؤخرا تطويره ضمن أعمال تطوير عدد من حقول النفط الرئيسية التابعة لها والتي تمثل جزء من التوسع المتكامل للنفط والغاز، حيث أوكلت أرامكو أعمال تطوير الحقل لشركة “أميك فوستر ويلر” البريطانية، وذلك ضمن خطط أرامكو لرفع حجم استثماراتها في قطاع النفط والغاز في المملكة وخارجها بإنفاق نحو 600 مليار ريال في استثمارات محلية ودولية ضخمة تتضمن تطوير حقول نفطية رئيسة بالمملكة إلى عام 2019.
وبالفعل قررت شركة أرامكو السعودية ومضت قدما في أعمال تطوير عدد من حقول النفط الرئيسية التابعة لها والتي تمثل جزءاً من التوسع المتكامل للنفط والغاز، حيث أعلنت شركة “أميك فوستر ويلر” البريطانية، عن فوزها بعقود تطوير حقل مرجان البحري في المنطقة الشرقية، شمال الجبيل.
واستهدفت الهجمة التخريبية صوب حقل المرجان لإعاقة أعمال تطوير الحقل التي بدأت مؤخراً بموجب عقد يمتد إلى 5 سنوات مع الشركة البريطانية التي تتولى توفير الخدمات الهندسية وخدمات التصميم وإدارة المشروعات وخدمات الدعم لوحدة إضافية لفصل الغاز عن النفط بسعة 300 ألف برميل يومي، إضافة إلى قيامها بتوفير خدمات مماثلة لوحدة جديدة لمعالجة الغاز ومرفق للتوليد المزدوج ولإضفاء تغييرات على وحدة قائمة لإضافة سعة تجزئة لسوائل الغاز الطبيعي.
وقيض الله لأمن المملكة ومنشآتها الصناعية الحماية لأكبر حقول النفط والغاز في العالم في وقت يرتبط حقل الحصباة المغمور بمعمل فرز الغاز عن الزيت رقم 2 في حقل المرجان المستهدف، وذلك بعد ان أنشأت أرامكو ست منصات لإنتاج الغاز ومنصتين لربط الحقل بمعمل الحصباة وكذلك خطي أنابيب بطول 160 كيلومترًا لنقل ما يقرب من 2.0 بليون قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المرافق، إضافة إلى تهيئة تمديدات بطول 50 كلم من التمديدات الكهربائية والاتصالات من معمل فرز الغاز عن الزيت رقم 2 في حقل المرجان إلى المعمل، وجميعها تحت مياه البحر.
وتشيد أرامكو 17 قاعدة لمنصات نفطية تابعة لها في حقلي البري والمرجان وتوريد 9 قواعد منصات نفطية في حقل بري و8 قواعد في حقل المرجان، وإطلاق أعمال هندسية ضخمة وشراء المواد والتوريد والتصنيع والنقل، لتنفيذ برامج أرامكو السعودية لتطوير حقول النفط والغاز المغمورة في المنطقة السعودية في الخليج العربي.
يشار إلى الترابط بين حقول أرامكو المغمورة في مياه الخليج ومنها مرجان الجاري تطويره ومعامل الغاز على اليابسة في وقت بدأ معمل غاز واسط الواقع شمال الجبيل والذي يعد أكبر معامل معالجة الغاز على اليابسة بالمملكة انتاجه لتلبية الاحتياج المحلي المتنامي من الغاز لقطاعات التحلية والكهرباء والبتروكيماويات وغيرها بطاقة معالجة قصوى تبلغ 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز غير المصاحب الواردة من حقلي العربية والحصبة المغمورين في مياه الخليج، وبتكاليف إنشائية للمعمل تقدر بنحو 9.375 مليار ريال وبنسبة سعودة 100% في كافة القطاعات الهندسية وتشمل مهندسي الكيمياء والميكانيكا والكهرباء ومختصي الأجهزة والمعدات.