مصالح الوطن وتوجه قيادته تفرض على الجميع الالتزام بها مهما كانت الإغراءات والمصالح الخاصة، ومع بداية مقاطعة السعودية والبحرين والإمارات ومصر وعددا من الدول للعلاقة مع قطر بادر النادي الأهلي بإلغاء عقده مع القطرية للطيران، وهذا أقل واجب يفعله النادي الأهلي وأي ناد سعودي آخر يرتبط بعلاقات استثمارية أو عقود تدريب ومع بعض الاكاديميات، وبعد ذلك تواصلت استقالات الرياضيين السعوديين من محليين ومدربين ومعلقين من الفضاء في الدوحة استجابة لتوجه القيادة وقراراتها ومصالح الوطن وعدم البقاء في وسائل إعلامية تمثل حكومة الغدر القطرية الأمر الذي وضع الإعلام والفضاء “المتقطرن” في موقف صعب للغاية يجسد اعتماده الكبير والدائم على الرياضة الكوادر السعودية وانه من دونها يبقى مستقبل هذا الإعلام على كف عفريت وآيلا للسقوط في أي لحظة.

هذه العاصفة من الاستقالات التي لم تحدث من قبل كشفت بوضوح الوطنية المتجذرة لدى هؤلاء وأنه مهما كان العقود والمغريات والمزايا التي يحصلون عليها – والكثير منهم عمل هناك عن حسن نية ولا يعرف ما تضمره حكومة الدوحة من خيانة ودعم للإرهاب- فأرض الحرمين تستحق التضحيات بكل شيء وتوجه الجميع مستمدا من توجه وما تطلبه القيادة السعودية حفظها الله، وإذا كان هناك من ملاحظات يمكن الإشارة إليها في هذه السياق فهي بعض الاتفاقيات التي بعضها شرفية وعبارة عن توأمة، وابرمتها أندية سعودية مع أندية قطرية في سياق تبادل المصالح ومنح بعض الشخصيات في الجانبين العضوية الشرفية وربما الفخرية، فضلا عن استمرار بعض الرياضيين – القلة جدا- من دون شجب مباشر لخيانة وغدر الدوحة لجيرانها وبعض الدول، إذ قرأنا في السابق وشاهدنا عبر الصور توقيع بعض هذه الاتفاقيات، ولكن مع قرار المقاطة لم تعلن هذه الأندية السعودية عن مصيرها حول هذه التؤامة التي يجب بترها، وكان يفترض الإعلان عن الغائها والتعامل مع الموقف على أنه لاخيار غير القطيعة، فالأمر يخص الوطن ولا سواه، وأي اتفاقية مع الأندية وأي جهة رياضية قطرية يفترض أن ينتهي وأن يكون ذلك عبر وسائل الإعلام حتى يكون الموقف واضحا ومشاهدا ومكملا لعمل كل رياضي سعودي قرر قطع العلاقة وفق مصالح الوطن.

نعرف أن الجميع يباركون خطوات القيادة لأنها تصب في المقام الأول لصالح الوطن والمواطن ولكن الاتفاقيات والعقود التي اعلن عنها عبر الإعلام مثل عقد النادي الأهلي مع “القطرية”، تم اشهار الغائه عبر الإعلام أيضا حتى يعرف الجميع، اضافة إلى رحيل المعلقين والإعلاميين والمحليين كان عبر أكثر من وسيلة، فيما هناك تؤامة بين أندية سعودية وقطرية لم يعلن عن الغائها على الرغم من ضرورة المبادرة بذلك، وهذا طرح العديد من التساؤلات مع يقيننا التام أن صمت هؤلاء ربما يكون عن حسن نية أو انهم يرون أن مثل هذه المواضيع لا تستحق الإشارة لأنها غير مهمة وبالتالي فهي منتهية، عكس الجماهير الرياضية التي ربما يحاول بعضها أن يصطاد في الماء العكر، والبعض تدفعه الغيرة والوطنية إلى أن يرى قرارات مقاطعة جميع العقود والاتفاقيات الرياضية مع قطر وقد اكتملت.