أيام معدودة في العام، لكنها كالغيث المغيث لأفراد بسطاء لا يملكون متاجراً ولا رؤوس أموال كافية لإقامة مشروع، لكنهم يملكون إرادة العيش بكرامة، فيهرعون كل موسم إلى المتاجرة بسلع بسيطة لأيام محدودة بغية الظفر بدخل جيد وسريع، الأمر الذي يحسن من مداخيل أولئك الأفراد كل عام، إلا أن قانونية تلك المتاجرة، ومخالفتها للأنظمة من خلال البيع الجائل وعلى الأرصفة يجعل أولئك التجار البسطاء في مواجهة مع الجهات المعنية التي تتدخل كثيراً لتمنع عمل أولئك الباعة الجائلين.

وتنعكس تلك المحاولات للحصول على أموال في المواسم على حياة أولئك المتاجرون بشيء من الدعم لميزانياتهم السنوية بشكل لافت، مما يشجعهم للحاق بكل موسم يمكن أن يمثل فرصة للبيع والشراء كل عام.

وحسب الدكتور عاصم عرب -أستاذ الاقتصاد- فإن ممارسة البيع السريع في المواسم من قبل الأفراد هي ظاهرة عالمية يكاد لا يخلو منها بلد من بلدان العالم، مؤكداً على أنه سلوك محمود لفئة تعاني من البطالة أو الفقر، مما يساعدهم على تحسين دخلهم في تلك المواسم.

وأشار د.عرب إلى أن المشاريع الموسمية لها مردود جيد من الناحية المالية على الأفراد الذين يعملون بها على الرغم من أنها قد تكون من 5 إلى 10 أيام، وقال: إن الشبان الذين مروا بتجربة استغلال المواسم واستفادوا من دخلها الجيد قد يبادرون إلى توسيع عملهم من خلال الاستعانة بأشقائهم وأصدقائهم في زيادة نقاط البيع الجائلة، مما يزيد من الدخل، ويمثل استغلالاً جيداً لأيام الموسم المعدودة.

وبين أن ممارسة هذه الأعمال البسيطة عدا كونها تدر دخلاً جيداً، فإنها تنمي في الشباب ملكة المتاجرة والبيع والشراء، وتهيؤهم إلى أن يصبحوا فيما بعد تجاراً يملكون الخبرات الكافية لممارسة التجارة.

وأشار إلى أن الدخل الإضافي الذي يحققه الشبان النشطاء قد يتجاوز الراتب في أيام ذروة الموسم، الأمر الذي يشجع كثير من الشباب على ممارسة تلك الأعمال الموسمية بشكل مستمر، وشدد على أهمية استغلال الشباب تلك المواسم التي قد تحسن من مستواهم المعيشي، سواء كانوا طلاب أو من الموظفين الذين رواتبهم لا تكفي احتياجاتهم.