في كل مرة تنشر صحف ووكالات أنباء عالمية تقاريرَ عن شبهة فساد تحيط بملف تنظيم مونديال قطر 2022، يظهر الأسباني ساندرو روسيل رئيس برشلونة السابق بمظهر المدافع عن قطر محاولاً تبرئتها من الفساد وبدأت حملة الدفاع عام 2013 بعقد مؤتمر صحافي في الدوحة دافع فيه عن قطر وقال: “هذه الأقاويل والأخبار تعد خاطئة وأنا حزين للغاية أن أرى وسائل الإعلام لا تلعب دورها الرئيسي في توفير المعلومات الصحيحة وتبحث عن معلومات خاطئة لتنشرها”.

وفي العام ذاته وقعت إدارة برشلونة ممثلة برئيسها روسيل عقد رعاية مع الخطوط القطرية وهو الأمر الذي واجه اعتراضات كبرى من الأعضاء المنتمين للنادي “الكاتلوني” وكان على رأس المعارضين الرئيس السابق خوان لابورتا والذي هاجم إدارة النادي آنذاك أكثر من مرة وطالبها عام 2015 إخراج النادي العريق من قبضة الأموال القطرية وقال في تصريح صحافي: “إن لم يتمكن مجلس الإدارة الحالي من موازنة الوضع المالي للنادي فعليه أن يستقيل، الوضع بات أكثر من مقلق خصوصاً أن النادي أصبح في أيدٍ قطرية، لقد كانوا يقولون أنهم سيحصلون على أفضل عقد رعاية في تاريخ كرة القدم والنتيجة أن برشلونة باتت تحت قبضة أموال قطر وبارتوميو سيوقع على كل ما يطلبه منه القطريون”.

الرئيس الذهبي السابق لبرشلونة عاد مطلع شهر يونيو الجاري وطالب عبر تصريح صحفي له بفتح ملف التحقيق حول عقد الاستثمار القطري في برشلونة وقال: “عقد برشلونة مع قطر لم يتم تفسيره أو توضيح تفاصيله على الإطلاق لذلك ومن أجل حماية النادي أطالب بفتح تحقيق في الموضوع وتحليل كل العقود التي تم توقيعها من طرف بارتوميو وروسيل مع قطر”.

ويضيف الرجل الذي غير الكثير في تاريخ برشلونة: “يجب أن يعرف الجميع كم دفعت قطر لبرشلونة وكيف تم ذلك خلال كل هذه الأعوام؟ أعتقد أن قطر دفعت أكثر بكثير مما هو موجود في العقود، من استفاد من ذلك؟ أعتقد أن رئيساً سابقاً دخل السجن بسبب غسيل الأموال والتهرب الضريبي يمكنه أن يتلاعب في أرقام أي عقد بسهولة”.

وكانت السلطات الأسبانية قد اعتقلت رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل في مايو الماضي بتهمتي التورط بغسيل أموال والتهرب الضريبي، ورفضت النيابة الإسبانية الأسبوع الماضي إخراجه بكفالة لحين مثوله أمام القضاء الأسباني خشية هروبه خارج البلاد وجددت أوامر حبسه لحين النظر في قضيته والحكم بها.

في البيان الأخير الذي نشره الاتحاد الدولي “الفيفا” حول ما تضمنه تحقيق المدعي الأميركي مايكل غارسيا ورد اسم روسيل ضمن المشتبه بهم في ملف تنظيم “قطر 2022” وكشف عن وجود علاقة وطيدة بين القطريين وروسيل الذي تولى الإشراف على ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 مقابل حصوله على امتيازات مالية.

وأشار التقرير إلى أن الاتحاد القطري طلب من روسيل حذف المعلومات كافة عقب نهاية عمله معهم.

ويؤكد تقرير المدعي الأميركي: “بعث روسيل برسالتين إلى رئيس لجنة المشروعات القطرية في 2009 يشكره على تحويلات من قطر تلقاها أخيراً من دون معرفة سبب التحويل المالي أو معرفة طبيعة العلاقة التجارية التي تربطه بالقطريين”.

كاشفاً عن عن رسالة إلكترونية بعثها الرئيس المسجون إلى محمد بن حمد آل ثاني رئيس ملف تنظيم مونديال 2022 كتب فيها:” هذا يعني بأني سأقدر على استثمار المال لمصلحتي، وآمل بالنهاية أن يكون ذلك وهذا يعني تقديرك لالتزامي مع دولتك وشعبك وقبل ذلك أنت وعائلتك”.

كما كشف التقرير الذي أحدث ضجة عالمية منذ أن نشره “الفيفا” عن رسالة أخرى بعثها روسيل إلى بريد حسن الذوادي رئيس لجنة مشروعات مونديال كأس العالم 2022 قال فيها: “آمل بأن يكون كل ما نفعله جيداً لنا جميعاً، سأبذل ما بوسعي لتحقيق حلمنا”.

ألفا يورو لليوم الواحد

أوضح التقرير أن روسيل لعب دوراً رسمياً وغير رسمي في ملف استضافة قطر لمونديال 2022، وقد عينه الاتحاد القطري في منصب مستشار مطلع عام 2009 وكلفه بدراسة جدوى التقدم بملف الاستضافة وإلزامه بتقديم مشروع واضح لاستضافة كأس العالم 2018 أو 2022 أو حتى استضافة المونديال بالمشاركة مع أحد دول الجوار ويؤكد تقرير غارسيا أن الاتحاد القطري يدفع 2000 يورو يومياً لروسيل مقابل كل يوم عمل ويتضمن ذلك دراسة استضافة المونديال في الصيف كما هو الموعد الدائم أو الشتاء على أن يحذف كل المعلومات المتعلقة بعمله عقب تقديمه الاستشارة.

وكشف التقرير عن وجود استثمارات بين أكاديمية أسباير القطرية وشركة “بونص سبورت مانجمنت” التي يملكها الرئيس المسجون حالياً.

ويزدحم سجل المستشار الخاص لملف تنظيم مونديال قطر 2022 بالكثير من الشبهات المتنوعة والمتعددة، ففي ديسمبر 2013 قدم خوردي كاساس عضو مجلس إدارة نادي برشلونة الأسباني بلاغاً ضد روسيل اتهمه فيها باختلاس مبلغ 40 مليون يورو من صفقة التعاقد مع البرازيلي نيمار دا سيلفا بعد انتقاله من صفوف سانتوس البرازيلي، وقدم كذلك مقترحاً للجمعية العمومية للنادي الكتلوني بحجب الثقة عنه وعن نوابه الأربعة على خلفية اتفاقية الرعاية التي أبرمها مجلس الإدارة مع شركة خطوط الطيران القطرية والتي يرى كاساس أنها ممتلئة بالشبهات، وشهدت المحاكم الأسبانية دعوى قضائية أخرى ضد روسيل تقدم بها رئيس مجموعة سوندا التسويقية خوسيه بارال والذي قال لإذاعة “كادينا سير” الأسبانية: “المجموعة تتهم روسيل بالتهرب من دفع مبلغ 16 مليون من الصفقة الكلية مؤكداً على أن المجموعة التسويقية جمعت جميع الوثائق المتعلقة بملابسات الصفقة والتي تثبت أحقية النادي بـ 40% من قيمة صفقة نيمار.