انسحب تنظيم “داعش” بالكامل الجمعة من محافظة حلب في شمال سورية مع تقدم قوات النظام في المنطقة الواقعة في جنوب شرق المحافظة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: “انسحب تنظيم داعش من 17 قرية وبلدة في جنوب شرق حلب. ليصبح بذلك خارج المحافظة بعد أربعة أعوام على تواجده فيها”.

وجاء انسحاب المتطرفين وفق المرصد، بعد تقدم قوات النظام السوري مساء أمس الأول من جبهتين والتقائها على طريق إستراتيجي يربط محافظة حماة (وسطاً) بالرقة (شمالاً) مروراً عبر حلب.

وأكد مصدر عسكري سوري في ريف حلب لفرانس برس: أن “تنظيم داعش انسحب من ريف حلب باتجاه أرياف حماة والرقة” لافتاً إلى: أن “العملية العسكرية مستمرة والجيش السوري يعمل على تنظيف الأمتار الأخيرة”.

وفي محافظة الرقة المجاورة، يتعرض التنظيم منذ أشهر لهجوم عنيف تشنه قوات سورية الديموقراطية بدعم أميركي. وتمكنت في السادس من الشهر الحالي من دخول مدينة الرقة، معقل التنظيم في سورية، وتخوض معارك عنيفة ضد المتطرفين.

من ناحية أخرى أكد خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقرير سري الخميس: أن غاز السارين استخدم بالفعل في الهجوم على بلدة خان شيخون السورية في 4 أبريل، حيث قتل بالبلدة الواقعة بمحافظة إدلب شمال غرب سورية 87 شخصًا بينهم 31 طفلاً في غارة جوية نفذها النظام السوري، بحسب مصادر عدة مستخدمًا فيها غاز السارين، مما دعا واشنطن للرد بضربة صاروخية غير مسبوقة على مطار قاعدة الشعيرات العسكرية التابعة للنظام السوري.

وفي تقريرهم السري قال خبراء المنظمة في ختام تحقيقهم حول هذا الهجوم: إن “عددًا كبيرًا من الأشخاص، بينهم أشخاص ماتوا، تعرضوا للسارين أو لمنتج من نوع السارين”. وجاء في ملخص للتقرير: “أن بعثة تقصي الحقائق خلصت إلى أن هذا لا يمكن أن يكون سوى استخدام للسارين كسلاح كيماوي”.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الجمعة: إنه “لا شك على الإطلاق” في أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية في أبريل.

وقال جونسون لشبكة سكاي نيوز: “تحديد المسؤولية عن إلقاء السارين ستحال الآن إلى آلية تحقيق مشتركة للتأكد منها لكن ليس لدي شك على الإطلاق في أن أصابع الاتهام تشير إلى نظام الأسد”.

من ناحية أخرى استعاد تنظيم “داعش” الجمعة السيطرة على حي الصناعة الواقع في شرق مدينة الرقة والمحاذي للمدينة القديمة، غداة شنّهِ هجوماً معاكساً على مواقع مقاتلين عرب تدعمهم واشنطن، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: “استعاد تنظيم داعش الجمعة السيطرة على حي الصناعة بشكل كامل غداة شنه هجوماً معاكساً مستخدماً الانتحاريين وطائرات مُسيَّرة والأنفاق”.

ويحظى حي الصناعة الذي خسره التنظيم في 12 يونيو بأهمية “إستراتيجية” بحسب عبدالرحمن لكونه “على تماس مباشر مع المدينة القديمة” التي يتحصن فيها المتطرفون.