تعكف شركة التعدين العربية السعودية “معادن” على توسعة قدراتها الإنتاجية للفوسفاتية لخدمة أسواق الأسمدة العالمية، في وقت تضاءلت صادرات أكبر منتج في الصين، في حين أخذ الإنتاج في المغرب في الارتفاع، فيما تعتبر الهند وجهة استيراد رئيسية مستمرة.

ومن المتوقع أن يبدأ مشروع توسعة معادن وعد الشمال للفوسفات في النصف الثاني من هذا العام، وذلك بعد أن نجحت الشركة في تدشين انتاج مصنع وحدة الأمونيا بطاقة تصميمية تبلغ 1.1 مليون طن سنويا وبتكلفة أكثر من 3 مليارات ريال، في حين من المتوقع إتمام كافة مصانع وعد الشمال ضمن أكبر مجمع لإنتاج الفوسفات في العالم خلال عام 2017 بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 16 مليون طن متري سنويا وبتكلفة 30 مليار ريال.

ومن شأن هذا التوسع أن يضاعف قدرة الشركة الحالية على إنتاج الفوسفات إلى نحو 5.8 مليون طن سنويا، مما يجعل من معادن ثالث أكبر منتج للفوسفات في العالم. ومع ذلك، فقد تغير الكثير في سوق الفوسفات العالمي من حيث التوازن بين العرض والطلب منذ أن بدأ مشروع وعد الشمال للفوسفات أوائل 2012.

وقد طرأت في البداية بعض المخاوف من زيادة العرض، مع استمرار المغرب في زيادة قدراتها الإنتاجية والتي تضل منافس رئيسي لشركة معادن حيث تستثمر الأخيرة في ثلاث وحدات تحبيب جديدة، بطاقة إنتاجية تبلغ 1 مليون طن سنوياً.

وسوف تنتج هذه الوحدات مجموعة واسعة من الأسمدة القائمة على الفوسفات، بما في ذلك الأسمدة الفوسفورية النيتروجينية. وبافتراض اكتمال الوحدات الثلاث الجديدة بحلول أواخر عام 2017، ستصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى 11 مليون طن سنويا، وهو ما يمثل 10٪ من الطاقة العالمية.

وتعكف معادن نفسها حاليا على مشروع ثالث لتصنيع الأسمدة الفوسفاتية في المملكة، ويتوقع أن ينفذ هذا المشروع على مراحل بدءاً من الإنتاج في أوائل العقد المقبل، وسوف يسهم في زيادة تصل إلى 3 ملايين طن سنويا من الطاقة الإنتاجية بحلول عام 2024، ويبلغ مجموع استثماراته 24 مليار ريال (6.4 مليار دولار).

ويخضع المشروع لإتمام الدراسات النهائية والحصول على الموافقات اللازمة من مجلس الإدارة، وتشمل الفوائد المقدرة من المشروع مساهمة الناتج المحلي الإجمالي بحوالي (9) مليار ريال ما يعادل (2.4 مليار دولار) ومجموع عمالة يبلغ 7000 وظيفة غالبيتها وطنية.

وقد كانت الصين في عام 2015، أكبر مصدر في العالم لثنائي فوسفات الأمونيوم بحصة 46٪ من الصادرات، وحصة 28٪ من سوق فوسفات أحادي الأمونيوم، وفقا للرابطة الدولية لصناعة الأسمدة.

وقد شهد البلد نموا في أحجام صادراته على أساس سنوي منذ عام 2013، إلا أن عام 2016 شهد تباطؤا كبيرا في هذا التقدم، ويرجع ذلك إلى انخفاض القدرة التنافسية للصين بسبب ارتفاع التكاليف المحلية وانخفاض أسعار الأسمدة الدولية السائدة.

وانخفضت حصص الصادرات الصينية في عام 2016 إلى 35٪ لثنائي فوسفات الأمونيوم، و18٪ لفوسفات أحادي الأمونيوم، وزاد عدد من الموردين الآخرين من مبيعاتهم لتعويض الانخفاضات في الصين، في حين زادت المغرب صادراتها لكلا المنتجين، فيما صدرت الولايات المتحدة والمملكة أيضا كميات أكبر من فوسفات أحادي الأمونيوم.

في الآونة الأخيرة، تم تخفيض إنتاج الصين من المنتجين تدريجيا بسبب التشديد الحكومي تجاه التلوث البيئي المحتمل، وهذا قد يساعد سيناريو العرض قليلا حيث تحاول الصين إدارة إنتاج الفوسفات عن طريق زيادة عدد المصانع التي تغلق مؤقتا، وبعضها لعمليات التفتيش الرسمية للبيئة.

وعززت معادن منافستها في الأسواق الأسيوية بالظفر بصفقة توريد لثنائي فوسفات الأمونيوم لبنجلاديش خلال عام 2017م، في وقت تفرض منتجات “معادن” الفوسفاتية نفوذها في أكثر من 15 سوقا عالميا وبأسعار منافسة عززت من الطلب على منتجاتها عالمياً.

وكذلك الحال لمنتج فوسفات أحادي الأمونيوم الذي فرضت معادن تسويقه في البرازيل كسوق رئيس في ظل منافسة أمريكية حيث بلغت واردات البرازيل في عام 2016 طاقة 2.17 مليون طن، شكلت منها الواردات الأمريكية 772.045 طن، والواردات السعودية 329.397 طن لترفع حصتها إلى 12%.