تنفست جماهير النصر أخيراً الصعداء، عندما بدأت تلمح أضواء العمل الإداري في تجهيز الفريق الأول لكرة للموسم المقبل، تسطع في سماء الصفقات النوعية والمتتالية، في ملف العناصر غير السعودية، لدعم خطوط الفريق، وقبل ذلك التعاقد مع جهاز فني كفؤ في وقت مناسب من فترة التحضيرات الصيفية، بقيادة المدرب البرازيلي ريكاردو غوميز ثم الانخراط في المعسكر الخارجي في تركيا، قبيل المشاركة في البطولة العربية في مصر، التي تسبق استهلال الموسم المحلي.
وجاءت نقطة البداية في ابتهاج المدرجات الصفراء بعد نهاية الموسم الفارط، بتفعيل المخالصات النهائية مع بعض العناصر التي لم يعد لديها ما تقدمه فنياً في الملعب، مع رسم خطط باكرة لفرض الانضباط على منظومة الفريق، ومنح المدرب الصلاحيات الكاملة في هذا الشأن، بعد أن ضربت الشللية في الجسد النصراوي الموسم الفائت، وكانت في صدارة مسببات الخروج بلا منجزات، للموسم الثاني على التوالي، عدا التأهل إلى دوري أبطال آسيا المقبل.
الحراك النصراوي الذي يبدو أن رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي يقوده منفرداً في ظل عزوف شرفي واضح عن دعم الفريق، بدأ في إنعاش روح الفريق بعد حالة من الإحباطات السائدة والضبابية، التي غلفت مستقبل “العالمي” في الفترة الماضية على الأصعدة كافة، خصوصاً مع تراكمات مالية مازال النادي يرزح تحت وطأتها حتى الآن، تتضمن ملفات عالقة ومرتبات للاعبين والعاملين في النادي، وصلت إلى مرحلة متقدمة من التراكم السلبي المؤثر على مشهد النادي، أمام الجهات الحقوقية المحلية والدولية.
الخطوات الإيجابية التي اتخذتها إدارة الأمير فيصل بن تركي، أعادت معها شيئاً من الثقة المهزوزة سابقاً بينها والمدرجات النصراوية، التي مازالت تطمح بسرعة وتيرة العمل، ومعالجة أوضاع الفريق فنياً ومادياً، وتساءلت هذه المدرجات بمشروعية عن المواقف السلبية للمجلس الشرفي، واختفاء الداعمين المؤثرين عن تعزيز جهود الإدارة، والالتفاف حول مصلحة الفريق.
مازال الطريق طويلاً والتحديات شاقة أمام إدارة النصر لاستعادة توهج الفريق، والوصول إلى مرحلة الاستقرار في الجوانب العملية كافة، وفِي مقدمتها معالجة الملفات العالقة على الصعيد المالي للنادي، والتي تعثر الفريق بسببها في الموسمين الماضيين، كما ترنو الجماهير النصراوية إلى تكريس الانضباط الفني بين اللاعبين والاستمرار في منح المدرب صلاحياته كاملة في هذا الصدد، من دون تدخلات تعيق سير العمل، وتؤثر على النتائج الميدانية، ولعل تشكيل اللجنة الفنية القائمة جاء لتعزيز العمل الفني في الفريق، بدأت تؤتي ثمارها في الواجهة النصراوية، وتمنح شعوراً إيحابياً لدى المشجع النصراوي باستفادة إدارة النادي من الدروس السابقة، وبعض المواقف الشائكة في الماضي، التي كانت تفتقد لمبدأ التشاور وتغليب المصلحة العامة لمنظومة الفريق ككل مع أهمية بقاء الرأي الفني الأخير للمدرب فقط.