أصبحت منطقة الكرادة الشرقية الواقعة في قلب العاصمة بغداد، والتي كانت لا تنام الليل ويتوافد إليها المتسوقون في الأعياد والعطل الرسمية، شبه خالية منذ وقوع التفجير الدامي الذي قتل المئات في 3 يوليو من العام الماضي.
ورغم انتشار المحلات التجارية والمطاعم بمختلف صنوفها، إلا أنها صارت مهددة بالإغلاق بسبب التفجيرات التي تتعرض لها المنطقة بين الحين والآخر.
وحالياً تحاصر الثكنات العسكرية الكرادة الشرقية التي كانت المحطة الأولى للزائر القادم من المحافظات الأخرى للتبضع، ما ساهم أيضاً في انعكاس ذلك على دخل أصحاب المحلات والمراكز التجارية في المنطقة.
أما مدينة الموصل فهي تقرع الآن ناقوس إعادة الإعمار عقب الدمار الذي أصابها قبل تحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
ووفق تقديرات أولية، ستصل كلفة إعادة تأهيل الخدمات الأساسية في الموصل، وخصوصاً المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات، إلى أكثر من مليار دولار، بحسب منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي.
وأعلنت السلطات العراقية في العاشر من يوليو، تحقيق النصر على التنظيم بعد تسعة أشهر من معارك دمرت البنى التحتية للمدينة الشمالية.
والجانب الغربي من الموصل هو الأكثر تضرراً وفق غراندي، التي اعتبرت أن “مستوى الدمار الذي نلحظه هو الأسوأ في العراق”. ولا تزال الأنقاض والركام وقطع الخردة، تغطي شوارع غرب الموصل الممتدة بين مبان نصف منهارة.
ويؤكد مدير بلدية الموصل عبدالستار حبو أن أكثر من 90% من البنى التحتية والخدمات العامة مدمرة، و70% من الملكيات الخاصة.
ويشير حبو، الذي قدر قيمة الدمار بمليارات الدولارات، إلى أنه يتطلب ثلاثة إلى أربعة أشهر لتحقيق “الاستقرار” في الجانب الغربي، ما يعني استعادة المياه والكهرباء والخدمات العامة بشكل جزئي.
وبحسب تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة، ففي المدينة القديمة وحدها، حيث دافع التنظيم عن آخر مواقعه وخاض قتالاً شرساً، فإن “حوالى ثلث المنازل تضرر بشكل كبير أو دمرت تماماً”.
من جهة ثانية، يوضح رئيس برنامج المستوطنات البشرية التابع للأمم المتحدة في العراق عرفان علي، أن “بعض المستشفيات المهمة دمرت بالكامل تقريباً، فيما تعرضت أخرى للتخريب أو الحرق خلال احتلال التنظيم”. ويتابع “لكن القطاع الصحي يتعافى تدريجياً، وحالياً فإن نصف المستشفيات تعمل تقريباً”.