طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أمس الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات فورية وعاجلة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين ومقدساتهم على خلفية التوتر الحاصل معها في شرق القدس.
وحذر الحمد الله في بيان صحفي أصدره عقب اجتماعه في مدينة رام الله مع سفراء وممثلي دول الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين، من تدهور الأوضاع الأمنية جراء التصعيد الإسرائيلي في القدس. ونبه إلى مخاطر محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وأكد الحمد الله أن السلطة الفلسطينية تتحرك لدى العديد من الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية للوقوف على تداعيات الخطوات الإسرائيلية الخطيرة في القدس، ولإلزام إسرائيل بالتراجع عنها.
وفي السياق نفسه، دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الحكومة الإسرائيلية إلى إزالة كل القيود التي فرضتها على المسجد الأقصى مؤخراً بما في ذلك البوابات الإلكترونية والكاميرات وغيرها من القيود.
وشدد على أن الأمن والسلام والاستقرار لن يأتي عبر بناء الجدران وفرض الكاميرات والأجهزة الإلكترونية أو المستوطنات وفرض الحقائق على الأرض وهدم البيوت والحصار والإغلاق وتهجير السكان، وإنما من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام .1967
من جانبه أكد كبير قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية، محمود الهباش، رفض القيادة الفلسطينية الإجراءات الإسرائيلية كافة في المسجد الأقصى، ورفض التدخل الإسرائيلي في الدخول والخروج إلى حرم الأقصى، بما في ذلك إقامة بوابات إلكترونية لتفتيش المصلين المسلمين من خلال جنود وشرطة الاحتلال، وأوضح أن وضع سلطة الاحتلال بوابات إلكترونية وقيام جنود الاحتلال بتفتيش المصلين انتهاك سافر لحرمة الأقصى واعتداء على دور الأوقاف الإسلامية وتدخل فج في مكان إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين فيه.
من جهة ثانية أكدت الحكومة الفلسطينية إن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تصر على تحدي القوانين كافة، والشرائع الأممية، وتضع العوائق أمام أي جهد سياسي، يهدف إلى تحقيق إرادة السلام الدولية، والإقليمية التي ترتكز على تحقيق مبدأ حل الدولتين.
وحمل المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود في بيان أمس حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار التصعيد الاستيطاني الذي يطال المسجد الأقصى، ومدينة القدس العربية المحتلة، وسائر أنحاء الضفة الغربية.
وقال “إن الإعلان عن بناء مستوطنة جديدة شمال شرق مدينة القدس، ومواصلة الاعتداء على المسجد الأقصى، يعني إصرار الحكومة الاسرائيلية على الدفع بالأوضاع الى مزيد من التوتر، وهي تعلن بذلك عن عدائها الصارخ للجهود المبذولة كافة من أجل تحقيق اختراق على صعيد العملية السياسية.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قد كشفت أمس عن مخطط لإقامة 1100 وحدة سكنية استيطانية شمال شرق القدس من شأنها أن تفصل بين التجمعات السكنية الفلسطينية، وتمنع إقامة تواصل جغرافي بين أحياء القدس الشرقية وبين الأطراف الجنوبية لمحافظة رام الله والبيرة.
وبحسب الصحيفة، تعمل وزارة الإسكان الإسرائيلية على هذا المخطط، ذي “الأبعاد الاستراتيجية”، مشيرة إلى أنه بموجبه سيتم توسيع حدود البناء في القدس إلى الشرق، وتربط بين “نفيه يعقوف”، ومستوطنة “جيفات بنيامين” (مستوطنة آدم) التي تقع شرق جدار الفصل.
وأوضحت “أن هذا الحي الاستيطاني الجديد سيعتبر جزءا من مستوطنة جيفات بنيامين”، مشيرة إلى أن هذا المخطط في “مراحل تخطيط متقدمة”.