يعتبر حقل منيفة هو خامس أكبر حقل للنفط في العالم، وأكبر مشروع ممتد لإنتاج المواد الهيدروكربونية في العالم، وأحد أصعب الحقول التي عملت أرامكو السعودية على تطويرها، وقد استخدم في تطويره أفضل التقنيات في أعمال البنية التحتية وفي مجال الحفر والإنتاج.

“منيفة”.. الاسم الذي أطلق على أحد أقدم الحقول النفطية البحرية في المملكة، الذي تم اكتشافه في عام1957م، ويبلغ طوله 45 كيلومترًا وعرضه 18 كيلومترًا ويضم ستة مكامن للزيت، ويقع على بعد حوالي 255 كيلومترًا شمال غرب الظهران وعلى مسافة 15 كيلومترًا تقريبًا من شاطئ منيفة على عمق 15 مترًا تحت الماء، وقد بدأ إنتاجه لأول مرة في العام 1964م بطاقة إنتاجية بلغت 125 ألف برميل يوميًا.

ونظرًا لانخفاض الجدوى الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط آنذاك حيث لم تكن تتجاوز الدولارين للبرميل الواحد، فقد أجلت أرامكو السعودية الإنتاج من هذا الحقل، وتم بالفعل إغلاق الآبار ووقف الإنتاج في الحقل عام 1984م.

وبعد توقف دام 25 عامًا، ومع ارتفاع الطلب العالمي على النفط وارتفاع أسعاره إلى مستويات مناسبة في السنوات الأخيرة، والتزامًا من المملكة بتوفير احتياجات عملائها من المواد الهيدروكربونية في أنحاء العالم والإسهام في دعم استقرار سوق النفط العالمية، بدأت أرامكو السعودية عام 2007م بتطوير حقل منيفة ضمن مشاريعها التطويرية لزيادة طاقتها الإنتاجية القصوى الثابتة المستهدفة إلى 12.5 مليون برميل يوميًا. وقد بدأ الحقل إنتاجه بعد تطويره الأخير في أبريل من العام 2013م بطاقة 500 ألف برميل يوميًا من الزيت الخام العربي الثقيل، وبلغت طاقته الإنتاجية القصوى 900 ألف برميل يوميًا نهاية العام 2014م. ويضم حقل منيفة 350 بئرًا بأعماق قصوى تصل إلى أبعد من 32000 قدم، وقد تم تطويره بأسلوب مبتكر وفق أفضل معايير السلامة والمحافظة على البيئة في العالم. ورغم ما واجه المشروع من عقبات كان من أهمها الأزمة المالية العالمية عام 2008م، إلا أن الشركة نجحت في التغلب على كافة العقبات وإنجاز المشروع قبل موعد استكماله المقرر بثلاثة أشهر.

ويتميز تطوير حقل منيفة بتصميمه الهندسي المبتكر والفريد، فهو الحقل الوحيد في العالم الذي تشتمل بنيته التحتية على 27 جزيرة اصطناعية تربطها مجموعة من الجسور يبلغ مجموع أطوالها 41 كيلومترًا، وقد مكَّن هذا التصميم المبتكر من المحافظة على محاضن الحياة البحرية والبيئة الطبيعية ودورة الحياة في المنطقة البحرية للحقل وحماية ما يحتويه هذا الخليج من ثروات طبيعية ثمينة.

كما تضمن المشروع بناء محطة عالية الكفاءة للتوليد المزدوج للبخار والكهرباء بقدرة تبلغ 420 ميغاواط ليحقق المشروع اكتفاءً ذاتيًا من الكهرباء مع إمكانية تدوير جميع كميات الغاز المرافق في المشروع واستغلالها ليصبح أول مشروع في الشركة تنعدم فيه شعلات حرق الغاز.

ولما كان حقل منيفة ينتج الزيت الخام العربي الثقيل، فقد خُصّص إنتاجه لتغذية مصفاتي ساتورب بالجبيل، وياسرف بينبع، وهما مصفاتان جديدتان تم إنشاؤهما بالشراكة مع شركة توتال الفرنسية، وساينوبك الصينية على الترتيب، وهما مُصمّمتان لمعالجة هذا النوع من الزيت.

جدير بالذكر أن حقل منيفة هو خامس أكبر حقل للنفط في العالم، ويعد أكبر مشروع ممتد لإنتاج المواد الهيدروكربونية في العالم، وأحد أصعب الحقول التي عملت أرامكو السعودية على تطويرها، وقد استخدم في تطويره أفضل التقنيات في أعمال البنية التحتية وفي مجال الحفر والإنتاج، كما حقق فريق تطوير الحقل نحو 80 مليون ساعة عمل دون إصابات، ليسجل واحدًا من أعلى مستويات السلامة العالمية، وليستحق بذلك جائزة أفضل مشروع نفطي ابتكاري في العالم لعام 2012م. كما يُعد مشروع تطوير حقل منيفة نموذجًا ساطعًا على تميز أرامكو السعودية عبر تاريخها الممتد لثمانين عامًا في مجال إدارة المشاريع العملاقة؛ فقد فتح صفحة جديدة في مجال الابتكار والتطوير التقني والإبداعي، وكان نموذجًا تجسدت من خلاله قيم الشركة الأساس وعلى رأسها قيمة المواطنة من خلال الحرص على المحافظة على البيئة ومعدلات السعودة وتوطين المشتريات، إذ تجاوزت نسبة المواد المصنّعة محليًا أكثر من نصف قيمة المشتريات الإجمالية، إلى جانب ما تضمنه المشروع من برامج تدريبية للشباب السعودي على أحدث التقنيات في أعمال تصميم وإنشاء وتشغيل المشاريع النفطية العملاقة والمتطورة.

المنافع الاقتصادية التي يوفرها حقل منيفة

يؤدي مشروع منيفة دورًا مهمًا في الاقتصاد المحلي، ويتجلى هذا الدور في جوانب كثيرة أهمها: توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة على مستوى المملكة، وإمداد 3 مصاف لتكرير النفط بجزء من احتياجاتها من النفط الخام وهي:

1- مصفاة ساتورب؛ المشروع المشترك بين أرامكو السعودية وتوتال الفرنسية.

2- مصفاة ياسرف؛ المشروع المشترك بين أرامكو السعودية وساينوبك الصينية.

3- مصفاة جازان بعد اكتمالها.

وتوفر هذه المصافي بدورها آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة لأبناء المملكة، أما عن مستقبل المشروع فهو واعد بإذن الله، حيث بلغ حقل منيفة طاقته الإنتاجية الكاملة البالغة 900 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل مع نهاية العام 2014م، الأمر الذي سيكون له أثر كبير على الدخل الوطني وسيُسهم في توفير المزيد من فرص العمل للأجيال القادمة. تم استقطاب عدد كبير من الشباب السعودي من خلال برنامج التدرج الوظيفي، وقد أكملوا تدريبهم في المعامل المشابهة في منطقة الأعمال الشمالية. كما تَمَّ تطعيم تلك القوى العاملة الفتية بموظفين من أصحاب المعرفة والخبرة في الشركة للإشراف على جميع الأعمال التي كُلِّف الشباب بإنجازها مع الالتزام الصارم بمعايير السلامة والجودة. وقد أدت هذه العملية إلى نتائج رائعة حيث حققت نجاحًا فعليًا في نقل المعرفة والخبرة بطريقة علمية ومهنية حيث تَمَّ تشغيل معامل منيفة بأيد سعودية 100%.

منيفة.. حكاية وتاريخ

1957م.. اكتُشف النفط لأول مرة في حقل منيفة على بعد 200 كيلومتر شمال غرب الظهران في المنطقة البحرية وعلى عمق يتراوح ما بين 6 إلى 36 قدمًا في مياه الخليج.

1964م.. تمَّ أول إنتاج مستدام من حقل منيفة، الذي يحتوي على الزيت الخام العربي الثقيل (26 إلى 29 IPA) وكانت التراكمات الهيدروكربونية تقع ضمن تكوينات صخرية في اتجاه شمال غرب وجنوب شرق بطول حوالي 41 كيلومترًا وبعرض 17 كيلومترًا. وقد بلغ الإنتاج في هذا الحقل 100 ألف برميل يوميًا. ويعدُّ هذا الحقل أحد أربعة حقول مغمورة بالمياه، وهذه الحقول، هي: السفانية، وأبو سعفة، ومنيفة، والقطيف الشمالي.

1966م.. تمَّ تحقيق الحد الأقصى من الإنتاج الذي بلغ 113 ألف برميل يوميًا.

1967م.. متوسط الإنتاج اليومي يصل إلى 48432 برميل يوميًا.

1977م.. تمَّ حفر 17 بئرًا: سبعة آبار إنتاج وأربعة آبار لمراقبة المياه الجوفية، وخمس آبار لمراقبة عمود النفط، وبئر واحدة مهجورة.

1977م.. الإنتاج التراكمي يصل إلى حوالي 140 ألف برميل يوميًا.

1984 م.. تمَّ توقيف البئر نظرًا لانخفاض الجدوى الاقتصادية، وتمَّ بعدها إزالة المرافق.

2006 م.. منيفة؛ تحدي الاستثمار.

منيفة.. أرقام وحقائق

9000 كيلومتر من أنابيب النفط والكابلات المرتبطة والممتدة على اليابسة وتحت مياه الخليج يحتويها حقل منيفة. أي أطول من المسافة بين الظهران وهيوستن.

80 مليون ساعة معمل خلال 613 يومًا بدون إصابات مقعدة عن العمل.

213 كيلومترًا تَمَّ حفرها في مكامن حقل منيفة. أي ما يعادل المسافة من الظهران إلى حقل منيفة.

عدد منصات الحفر 30 في حقل منيفة.

35000 قدم أطول بئر حُفر في تاريخ أرامكو السعودية والثالث على مستوى العالم، تحتضنه منيفة.

27 جزيرة صناعية مخصصة للحفر يضمها مشروع منيفة وكل جزيرة على حدة يمكنها احتواء استاد المراكانا الواقع بالبرازيل بالكامل.

4 جسور تَمَّ إنشاؤها على تقاطعات الطرق السريعة في منيفة والنعيرية وتناقيب والسفانية، لسلاسة العبور وضمان سلامة الموظفين والمواطنين.

11 مليون طن من الصخور تَمَّ نقلها من مدينة الرياض وصولًا إلى منيفة دون حدوث أي تعطيل لحركة المرور على الطرق السريعة.