انخفض معدل التضخم العام للمملكة بنسبة 0.4% خلال الفترة من يونيو 2016م إلى يونيو 2017م. وسجلت معظم مدن المملكة معدلات تضخم سالبة خلال الفترة باستثناء مدينة الدمام التي ارتفع فيها معدل التضخم بنسبة 2.9%، ومدينة جازان التي ارتفع معدل التضخم السنوي فيها بنسبة 1.2%، ومدينة الطائف بنسبة 0.9%، ومدينتي الباحة والمدنية المنورة بنسبة 0.4% في كل منهما، ومدينة ابها بنسبة 0.2%.
أما بقية مدن المملكة فقد اظهر بيانات هيئة الإحصاءات العامة انخفاض معدلات التضخم فيها بنسب متفاوتة خلال الفترة من يونية 2016م إلى يونية 2017م، حيث انخفض معدل التضخم في مدينة عرعر بنسبة 2.6%، وفي مدينة بريدة بنسبة 2.5%، وفي مدينة جدة بنسبة 2.3%، وفي مدينة تبوك بنسبة 1.9%، وفي مدينة سكاكا بنسبة 1.2%، وفي مكة المكرمة بنسبة 1.1%، وفي مدينة الهفوف بنسبة 0.8%، وفي مدينة حائل بنسبة 0.5%، وفي الرياض بنسبة 0.2% وفي مدينة نجران بنسبة 0.1% .
وأظهرت بيانات مصفوفة التضخم بين المدن السعودية خلال الفترة من سنة الأساس 2007م إلى يونيو 2017م أن الهجرة العكسية من المدن الكبيرة لذوي الدخل الثابت (الموظفين لاسيما المتقاعدين منهم) يؤدي إلى زيادة الدخل الحقيقي بنسبة تتراوح ما بين 15% إلى 30%، يضاف إلى ذلك ارتفاع مستوى جودة الحياة لاسيما انخفاض درجة التلوث والزحام. وبالتالي يمكن تعويض ارتفاع تكاليف المعيشة في المدن الكبيرة (أو انخفاض مستوى الدخل بعد التقاعد) بالانتقال من المدن الكبيرة إلى المدن الأقل كثافة سكانية. ويمكن قراءة مصفوفة التضخم بين المدن الرئيسة من الصفوف إلى الأعمدة أو العكس، فمثلاً الانتقال من مدينة الرياض إلى جدة يخفض تكاليف المعيشة بنسبة 7.1%، والانتقال من الرياض إلى تبوك يخفض تكاليف المعيشة بنسبة 22.7%. والعكس في الحالتين، أي أن الانتقال من مدينة جدة إلى الرياض يرفع تكاليف المعيشة بنسبة 7.1%، والانتقال من تبوك إلى الرياض يرفع تكاليف المعيشة بنسبة 22.7% .
وللتبسيط، يمكن التعبير عن المصفوفة على أنها التغير في مستوى الدخل الحقيقي عند الانتقال من المدينة في الصف إلى المدينة في العامود، والإشارة السالبة تعني انخفاض تكاليف المعيشة أو زيادة الدخل الحقيقي، أما الإشارة الموجبة فتعني ارتفاع تكاليف المعيشة أو انخفاض الدخل الحقيقي.
مستوى التغير في الدخل الحقيقي لسكان مدينة الرياض عند الانتقال إلى بقية مدن المملكة. حيث تنخفض تكاليف المعيشة على الأسرة المقيمة في مدينة الرياض بنسبة 22.7% عند انتقالها إلى مدينة تبوك، وبعبارة أخرى، يرتفع الدخل الحقيقي للأسرة المقيمة في الرياض عند انتقالها إلى مدينة تبوك بنسبة 22.7% مقارنة بمعدلات الأسعار السائدة في المدينتين خلال الفترة من سنة الأساس 2007م إلى يونية 2017م. وعند انتقال الأسرة من الرياض إلى بريدة يرتفع الدخل الحقيقي بنسبة 18.4%، وإلى نجران يرتفع الدخل الحقيقي بنسبة 17.4%، وإلى مدينتي عرعر والهفوف يرتفع الدخل الحقيقة بنسبة 16.9%، وإلى ابها يرتفع بنسبة 15.2%، وإلى حائل يرتفع بنسبة 14.6%. وإلى المدنية المنورة بنسبة 14%، وإلى الطائف بنسبة 11.9%، وإلى مكة المكرمة بنسبة 11.2%، وإلى سكاكا بنسبة 9.4%، وإلى جدة بنسبة 7.1%، وإلى الباحة بنسبة 3.2%، وإلى الدمام بنسبة 2.7%. بينما ينخفض الدخل الحقيقي للأسرة المقيمة في الرياض عند انتقالها إلى مدينة جازان بنسبة 15.6% نتيجة الارتفاع مستويات التضخم التي سجلتها جازان مؤخراً .
ولا تقتصر الفائدة من مصفوفة التضخم في تحليل قرارات الأفراد، إنما يمكن الاستفادة منها في تحليل تكاليف إنشاء المشاريع الحكومية من مدارس ومستشفيات وجامعات …الخ. كما أنها مفيدة عند وضع خطط تنموية تشمل كافة مناطق المملكة للمساهمة في التوزيع الديموغرافي الأمثل للسكان.