لم يمض الكثير من الوقت على إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم السماح للأندية السعودية الاستعانة بالحراس غير السعوديين، حتى أعلن التعاون تعاقده مع المصري عصام الحضري، ثم لحق به الهلال بتعاقده أيضاً مع العماني علي الحبسي، في صفقتين جذبتا مزيداً من الأنظار للرياضة السعودية على المستويين القاري والعالمي.

ويرى مدرب الحراس سليمان العيس أن انتقال الحضري والحبسي سيعطي إضافة للكرة السعودية على الرغم من أنه من المعارضين لقرار الاستعانة بالحارس غير السعودي لكن حين تتعاقد مع أساسيين ودوليين بقيمة الحبسي والحضري فالوضع يختلف ومن الصعب أن تبقى معارضاً للقرار وقال: “كنت أخشى أن يكون القرار سبباً في استقطاب الأندية لحراس مغمورين وبدلاء في دوريات أخرى، لكن الاستعانة بحارسين بإمكانيات الثنائي إضافة للدوري السعودي ولهما باعتبار وجودهما في دوري بقوة الدوري السعودي فنياً وجماهيرياً ولكن السؤال الأهم هل سيقدمان مستواهما المعهود أم لا ؟ وهل سيكونان على قدر انتظار الجماهير لهما والاستقبال الحافل الذي حظي به الاثنان أثناء وصولهما للرياض وبريده أم لا ؟ “.

وعن المخاوف التي تهدد نجاح تجربة حارسي عمان ومصر في الدوري السعودي وآثر تقدمهما بالسن على ذلك يقول العيسى: “الحبسي الآن عمره 36 عاما والحضري تقريباً 44 عاما وهذا ربما يضر بهما، وأنا أعرف فكري صالح معرفة شخصية وهو الذي كان يشرف على الحضري في تجربته الأخيرة بوادي دجلة وأعرف أن الحضري لم يعد يتحمل بعض التدريبات المخصصة للحراس كالطيران والحبال والمرونة فهو فقط يجري تدريبات بالكرة وبشكل أخف من بقية زملائه ليكون جاهزاً للمباريات فمثلاً المدرب يعطي الحضري ثلاث كور وبقية الحراس ست كرات ولو كثف المدرب عليه ربما تكون هذه نقطة سلبية عليه، وأما الحبسي فشاهدت له فيديو بتدريبات الهلال بمعسكره الخارجي ورأيته يتدرب بحماس كبير ولكن هل سيستمر بالحماس ذاته أم مجرد نشوة البداية وحماس الاحتفاء الكبير الذي وجده في معسكر الهلال ؟ أعتقد أن أمامه عمل كبير ليثبت أنه خيار مناسب لناديه الحالي وسيكون الدوري السعودي محكا كبيرا له فيما تبقى من مسيرته الكروية”.

واستطرد العيسى قائلا: “تقدم الحبسي والخضري بالعمر لن يكون دليل فشل أو نجاح على تجربتهما فالمقياس هو الأداء داخل الملعب والذي يحكمه الانضباط واحترام التدريبات والالتزام بتوجيهات وتعليمات مدرب الحراس وبالنسبة لظروف أنديتهما وإمكانيات الدفاع فعلينا أن نعلم أن الحارس يبرز بنفسه بعيداً عن أي ظروف أخرى وأنا واثق أنهما سيبرزان ويظهران بمستوى مميز خصوصاً في البدايات ولكن هل سيساهمون في نقل فرقهم للنهائيات والألقاب؟ وأرى أن الحبسي سيشكل 85% من قوة الهلال لو استمر بأدائه المعهود والحضري سيشكل 45% من قوة التعاون الموسم المقبل”.

وحول رأيه الشخصي في قرار الاتحاد السعودي بالاستعانة بالحارس غير السعودي يقول مدرب الحراس السعودي:” قطعاً أنا ضد القرار وهو سلبي جداً إلا إذا أتى كل نادٍ بحراس بقيمة الحبسي والحضري وهذا محال، فمثلاً نادي أحد تعاقد مع الحارس الجزائري عز الدين دوخة وهو لا يملك في رصيده إلا مباراتين مع منتخب الجزائر واحدة أمام تشاد والثانية أمام المغرب فقط وكان هذا عام 2010 وليس قريباً، ولو عملت الأندية السعودية على استقطاب حراس غير معروفين سيكون هذا مضراً للحارس السعودي”.

وعن الحلول التي كان يجب على الاتحاد السعودي القيام بها لمعالجة قلة المواهب السعودية بمركز الحراسة:” أدرك أن هناك ضعفاً بخانة حراس المرمى لكن هذا الضعف من القاعدة وليس من الفريق الأول فمثلاً النصر كأحد الأندية الكبيرة من المدربين الذين يعملون في الفئات السنية وما هو تاريخهم ؟ مع احترامي لهم كزملاء مهنة ولكن لو ذهبنا إلى انجلترا ستجد أن المدرب بالفئات السنية يبلغ من العمر 60 عاماً ولديه خبرات واسعة وتجارب عديدة وعلى الرغم من ذلك يعمل مع حراس صغار لأن هؤلاء الصغار يحتاجون عملا خاصا وكبيرا وليس عملاً عشوائياً، فكان الأولى أن نهتم بالقاعدة لنخرج حراسا أكفاء فلك أن تتخيل أن الحارس محمد العويس الذي سجل بانتقاله للأهلي أغلى صفقة حارس مرمى برز بموهبته فهو انضم للشباب في آخر عام له بدرجة الشباب اكتشفه أحد الكشافين من الحواري وجاء به ولم يتدرج من فئة البراعم أو الناشئين وهذا كافٍ لتوضيح حال الحراس بالفئات السنية في الأندية السعودية لذلك أنا أعمل الآن على تجهيز مركز إعداد حراس وسيكون بإذن الله مرخصاً وسيعمل بداخله مدربون على مستوى عالٍ من الاحترافية وهذا المركز نعمل عليه منذ وجود الأمير نواف بن فيصل رئيس لرعاية الشباب وسنعلن انطلاقته قريباً في الرياض وهو مخصص لتأسيس الحراس منذ الصغر” .