في تتمة لحديث الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني لـ»الرياض» أمس حول محاولات نظام طهران التوغل في الكويت، أكد الحسيني أن من ضمن أساليب النظام الإيراني هو إرسال مجموعات مخابراتية تحت غطاء التجارة، وتكون مهمتها استطلاع الأهداف وخاصة المراكز الحساسة العسكرية والاقتصادية، والمراكز التي قد تتواجد فيها القوات الأميركية. ففي هذا الإطار تم إرسال وفد يضم خمسة أشخاص تحت غطاء «زيارة تجارية» قبل فترة إلى الكويت ولكون أوراقهم الثبوتية مزورة تم اعتقالهم، وقال: «بعد أن كشفتهم السلطات الكويتية، حاول النظام الإيراني إطلاق سراحهم عن طريق سفارته في دولة الكويت حيث أصدر أوامره لعناصره المخابراتية في السفارة الذين يعملون تحت غطاء «دبلوماسيين» هناك لحسم أمرهم بأسرع ما يمكن، وفي هذا المجال حاول أحد موظفي السفارة جمع المعلومات عن كيفية اعتقال هؤلاء العناصر ومخالفتهم القوانين وذلك من خلال زياراته الخاصة للمعتقلين في محاولة لمسح أي مؤشر قد يكشف علاقة هؤلاء بالنظام، ومن ضمن الشركات التابعة لإيران تعمل في الكويت شركة يديرها (عبدالرزاق الموسوي) ويعمل نجل (حداد عادل) الرئيس السابق لمجلس شورى النظام في هذه الشركة. كما بلغ عدد الإيرانيين الراغبين في الحصول على تأشيرة دخول للكويت منذ بداية العام الجاري 13ألف و285 شخصاً، وهذا العدد يشير إلى حجم الاستغلال لرؤوس الأموال من قبل النظام الإيراني في الكويت».

وأضاف الحسيني: «كشفت تصريحات الدبلوماسي الإيراني السابق عادل أسدي الذي كان قائماً بأعمال السفارة الإيرانية في دبي حتى عام 2003 وثم طلب اللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية منذ فترة طبيعة إجراءات النظام الإيراني هذه، عن مخططات النظام الإيراني التدخلية في البلدان العربية، حيث قال إن شمخاني (وزير الدفاع الإيراني السابق) عمل على تشكيل مجاميع خاصة للقيام بعمليات إرهابية في دولة الكويت ومملكة البحرين عندما كان مسؤولاً في الحرس الثوري الإيراني، وأكد أسدي أن إيران أنشأت خلايا نائمة في دول الخليج لضرب المصالح والمنشأت الغربية هناك في حالة ضرب إيران، كما تستغل إيران جواسيس يعملون تحت غطاء مدرسين أو أطباء أو ممرضات في مدارس ومستشفيات إيرانية في مختلف البلدان العربية وخاصة دول الخليج دون استثناء، ويتم تنظيم عناصر شيعية متشددة تابعة للنظام الإيراني عن طريق سفارات النظام أو ممثليه في الدول العربية وخاصة دول الخليج. ومن ثم ينتقل هؤلاء الأشخاص عن طريق دولة ثالثة إلى إيران دون تأشير جوازات سفرهم، وفي إيران يدخلون دورات عسكرية واستخبارية وأمنية وسياسية وعقائدية حيث يتحولون إلى عناصر نشطة في خدمة المخابرات الإيرانية بعد عودتهم إلى بلدانهم».

وأردف الحسيني بقوله: «حظر جهاز الأمن الكويتي وجود العشرات من عناصر النظام الذين كانوا يعملون في الكويت تحت مختلف الأغطية وذلك بعد كشف نشاطاتهم هناك. من ضمنهم الذين كانوا يعملون تحت غطاء المقاولين في مجال التأسيسات النفطية وآخرين كانوا يعملون تحت غطاء التجارة وناشطين في مجال الثقافة، وأدخل جهاز الأمن الكويتي أسماء هؤلاء في اللائحة السوداء، وأحد أهداف النظام الإيراني الجادة في الكويت هو استطلاع المراكز العسكرية والوزارات المهمة مثل وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع أو مواقع تواجد القوات الأميركية هناك وكيفية التغلغل فيها، وفي هذا الإطار حصل النظام الإيراني على البدلات العسكرية المستخدمة في وزارتي الداخلية والدفاع الكويتية، غير أن القوات الأمنية تمكنت من كشف المجموعة التي كانت تنقل 300 من هذه البدلات إضافة إلى بعض من التجهيزات العسكرية وضبطها قبل نقلها إلى إيران عبر الحدود المائية الإيرانية الكويتية، كما تحاول عناصر المخابرات الإيرانية التنصت على المحطات العسكرية والاتصالات الكويتية حيث تستفيد من الأشخاص المحليين الذين يشغلّهم النظام في مواقع حساسة كجواسيس».

وفي سياق خطير يقول الحسيني إن عناصر النظام الإيراني تحاول جذب وتجنيد المواطنين في الدول الإسلامية وذلك عن طريق مؤسسات إعلامية متطرفة لترويج أفكار ولاية الفقيه بين الشيعة، وبذريعة ضرورة الوحدة بين مختلف المذاهب، ثم إرسالهم إلى طهران بتشجيعهم وإعطائهم الحوافز المالية بهدف تحويلهم إلى عناصر تابعة للنظام لتطبيق نواياه ومنها القيام بدعايات للولي الفقيه وللتعبير عن معارضتهم لسياسات بلدانهم لمواجهة النظام الإيراني ونشر دعايات للنظام في الصحف، وأخيراً جعلهم عناصر مستعدة لتلقي تدريبات إرهابية ومخابراتية، ومن ضمنها «حركة التوافق الوطني الإسلامي» في الكويت التي يرأسها زهير المحمد لها والتي تربطها علاقة وطيدة مع النظام الإيراني ولها مكتب في طهران، ويعتبرها نظام الملالي واحدة من المجموعات الشيعية التي تدين بالولاء للولي الفقيه، وزار وفد برئاسة أمين عام الحركة مركز الدرسات الإستراتيجية في طهران، للمشاركة في مؤتمر دولي بعنون «الوحدة الإسلامية» برعاية النظام الإيراني تحت شعار «المسلمون في البلدان غير الإسلامية»، وكان من ضمن المشاركين إبراهيم الوزير من اليمن، والشيخ حسين المعتوق من الكويت، والشيخ حسن البغدادي من مسؤولي حزب الله في لبنان، والذين التقوا بخامنئي واستلموا إرشادات منه لتسهيل تنفيذ أهداف نظامه التوسعية، وفي هذا اللقاء قال خامنئي: (يجب علينا تعبئة المسلمين حول شعارات ضد أميركا حتى يصلون إلى نقطة الكراهية لأميركا).

وفيما يخص التعاون مع المنظمات والأشخاص يؤكد الأمين العام أن «رئيس المكتب السياسي لحركة السلفيين في الكويت فهيد الهيلم هو الآخر يحظى بالدعم من النظام الإيراني، حيث وصل الهيلم إلى نقطة إعطاء الحق للنظام الإيراني إنشاء المؤسسات النووية، وقال: «يعمل عدد من عناصر النظام الإيراني في جريدة (الرأي) الكويتية، في تقرير من الكويت بعثه إلى طهران قال أحد عناصر المخابرات الإيراني إنه ونظراً للمواقف لدى بعض الصحف الكويتية ضد جمهورية إيران يبرز أهمية دور جريدة (الرأي) الكويتية بالنسبة لنا حيث تنشر الجريدة مقالات لصالح إيران وهذا الأمر يثير التقدير والامتنان».

ويشدد الحسيني على أن النظام الايراني زاد مؤخراً وتيرة عملية استقطاب الأجانب في مراكز التطرف في مدينة قم وخاصة في مدارس المركز العالمي للعلوم الإسلامية هناك، حيث يتعرف هؤلاء إضافة إلى تلقيهم الدروس على نشاطات قوات الحرس وفيلق القدس والحرب الإيرانية العراقية، ويقول: «لهذا الغرض وفي عام 2007 تم أخذ الطلاب الرجال الأجانب في قم إلى جولة في مناطق العمليات خلال الحرب الإيرانية العراقية في محافظة خوزستان، وكانت قوات الحرس هي التي تتولى مسؤولية تعليم هؤلاء الأشخاص وزيارتهم للمناطق الحربية وبالتحديد شخص يدعى العقيد حسين عشقي في قوات الحرس الذي كان مسؤول التنسيقات لهؤلاء الطلاب الزوار، وكان عدد من هؤلاء الطلاب الأجانب من الكويت».

ويواصل الحسيني حديثه بالقول: «ترويج ثقافة الأفكار الرجعية للولي الفقيه بشكل واسع هو من جملة أهداف عناصر النظام الذي يتم عبر نشر وإصدار الكتب، حيث يسعى النظام استخدام جميع الإمكانيات المتوفرة من أجل ذلك، ومن جملة الكتب التي قام بنشرها وعلى نطاق واسع في الكويت يمكن الإشارة إلى كتاب «تفسير نموذج» بقلم مكارم شيرازي وكتاب «الإمام جعفر الصادق» لمؤلفه محمد حسن مظفر، وكتاب «نداء الوحدة والتقريب» لمحمد واعظ زاده، وكتاب «شرح دعاء سحر» للخميني، وبما أن ثقافة النظام مرفوضة من قبل معظم المسلمين، فإن النظام يرسل بعض كتبه إلى الكويت عبر عناصره اللبنانية والسورية لتأخذ جواز النشر في الكويت والمشاركة في معارض الكتب هناك، ففي عام 2008 قام المعاون في شؤون المعسكرات التعليمية للمدارس الإيرانية في الكويت صادقي بإرسال عدد من الطلاب الكويتيين الى إيران والمملكة العربية السعودية ضمن معسكرات زيارة للعمرة وزيارة مدينة مشهد وذلك بحجة التعرف على التقاليد، وزيارة الأماكن الخلابة في إيران، ومن الواضح أن غاية النظام من هذه الرحلات السياحية الدينية هي اجتذاب الأفراد المطلوبين لتحقيق أهداف النظام الإيراني في الكويت، كما أن النظام يحاول من خلال فتح جامعات حرة إسلامية جذب الشباب، وفي هذا الصدد أجرى اختباراً وزارياً في الكويت للطلاب من أجل مشاركتهم في جامعة الحرة الإسلامية وذلك بغية تحقيق هذا الهدف.

وبخصوص المخدرات يشدد الحسيني على أن من أعمال النظام خلال السنوات الأخيرة هو تهريب المخدرات إلى الدول المجاورة، لكون هذا العمل هو أحد مصادر تمويل عناصر النظام وقوات الحرس حيث يحصل عبره على ملايين الدولارات، ومن جملة الدول التي يهرب النظام المخدرات إليها الكويت.

وفيما يخص المحاولات الفاشلة لاغتيال زعماء الدول قال الحسيني إن مهدي عبد المهدي الطائي المعروف بأبي زينب الخالصي من الإرهابيين المطلوبين دولياً، ومن رؤساء شبكات الإرهاب العاملة في العراق، حيث كان يعتزم عام 1983 مع أبي مهدي المهندس (جمال إبراهيمي) وهو الآخر من رؤساء الشبكات الإرهابية للنظام الإيراني في العراق اغتيال أمير الكويت والهجوم على السفارة الأميركية في الكويت إلا أن محاولتهم باءت بالفشل، وخلال هذه المؤامرة تم اعتقال عدد من عناصر المجموعة، إلا أن أبا زينب تمكن من الهروب إلى إيران، وبعد عام 1991 تم تجنيده في وزارة المخابرات الإيرانية وأرسل إلى العراق للقيام بأعمال إرهابية. وفي يوليو عام 1997 استقبله خامنئي شخصياً وثمن العمليات التي قام بها وعبر عن تقديره له، وعمل أبو زينب الخالصي لمدة 10 أعوام مع وزارة المخابرات الإيرانية. ثم تم تجنيده إلى فيلق القدس لقوات الحرس، وأصبح أحد القادة الكبار العراقيين في فيلق القدس ومن رؤساء الشبكات الإرهابية.