أشاد اقتصاديون بقرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة الموافقة على (إنشاء المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة) مشيرين أن هذا القرار نشأ من التنبؤات الاقتصادية للعقد القادم المتوقع أن يصل فيه الاستهلاك الداخلي لـ 40%، وكذلك نظراً لما سيحدث من زيادة النمو الصناعي والسكني.

وقال الخبير الاقتصادي أحمد الشهري: في المستقبل القريب قد يصل استهلاكنا الداخلي إلى 40% من إنتاجنا النفطي والغاز ويعود ذلك إلى كثافة الاستهلاك الصناعي للطاقة مثل محطات تحلية المياه ومصانع البتروكيماويات والصناعات الفلزية بجميع درجاتها الاستهلاكية للطاقة، ويشكل استهلاك القطاع العائلي النسبة الأقل بما في ذلك السيارات الخاصة والتجارية والكهرباء الخاصة بالمباني السكنية والتجارية.

وتابع بطبيعة الحال المملكة تحتاج إلى هجين من الطاقة ومن مصادر متعددة للوفاء بالاستهلاك المتنامي من الطاقة في المجال الصناعي والاستثماري؛ لذا ليس من الحكمة أن نستمر في مراقبة تطور الاستهلاك الداخلي من النفط دون أن نتخذ إجراءات في تنويع مصادر الطاقة.

وأشار إلى أن هذا المشروع الوطني للطاقة الذرية ينبع من التنبؤات الاقتصادية للعقد القادم وزيادة النمو الصناعي والسكني ولاسيما في المجالات الحيوية كالأمن المائي الوطني لتحلية المياه من أجل استدامة الامتداد بالطاقة ذات التكلفة المنخفضة للقطاعات الاقتصادية المختلفة.

وقال: المناطق ذات التكلفة التسعيرية المنخفضة من الطاقة تعتبر منطقة جذب استثماري، ولاسيما للأجانب، والمملكة ستكون ذات ميزة نسبية عالية إذا تراجعت أسعار الطاقة داخلياً نتيجة لسياسات التهجين بين موارد الطاقة، وسياسة تنويع مصادر الطاقة سواء من المدن الشمسية أو الرياح أو النووي والتي تمثل أحد الخيارات الإستراتيجية لمستقبل استدامة الطاقة وتعزيز الخبرات الوطنية في مجالات صناعة الطاقة المختلفة.

وحول أهم الأهداف التي سيحققها المشروع قال الشهري: المملكة تمتلك مخزوناً كبيراً من المساحات لبناء المدن الشمسية والرياح، وكذلك تشير بعض الإحصائيات إلى أن المخزون من اليورانيوم في المملكة يمثل 5% من المخزون العالمي مما يتيح للمملكة فرص كبيرة في فتح مجالات غير مسبوقة في إنتاج الطاقة داخلياً ضمن تكاليف اقتصادية تنافسية محلياً وعالمياً، وهذا بدروه ينعكس على فاتورة الإنفاق الحكومي العام بشكل إيجابي، وكذلك في المجالات الاستثمارية سيخفض من فاتورة رأس المال للمشروعات الصناعية في السعودية خلال العقدين القادمين.

وحول الهدف من إنشاء هذا المشروع قال أستاذ المحاسبة بجامعة الطايف د. سالم باعجاجة: إن الهدف من إنشاء المشروع الوطني للطاقة الذرية لتمكين المملكة من الحصول على مكتسبات وطنية عديدة في الاستخدمات السلمية للطاقه الذرية ومنها تعزيز مصادر الطاقة الكهربائية وتحلية مياه البحر وفي مجال الصحة، وغير ذلك من المجالات الحيوية التي تولد طاقة سلمية، وذلك ضمن التزام المملكة بالاتفاقيات والتعهدات الدولية التي تضمن الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.