دخل آلاف المسلمين يتقدمهم مشايخ القدس أمس إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة العصر لأول مرة منذ أسبوعين، بعد أن أزالت سلطات الاحتلال البوابات الحديدية والكاميرات الإلكترونية والجسور التي نصبتها على أبواب المسجد.

وقالت مراسلة فرانس برس إن الداخلين إلى الحرم القدسي هللوا بالتكبير “لبيك اللهم لبيك” ثم سجدوا سجود الشكر، وبكت بعض النساء تأثراً، وكانت أعداد المصلين هائلة كأن هذا اليوم “ليلة القدر”.

واحتفل آلاف الفلسطينيين بإزالة كل الإجراءات التي أثارت غضباً فلسطينياً وإسلامياً عارماً وصدامات دامية بين المحتجين وقوات الاحتلال.

في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى وأطلقت قنابل الغاز باتجاه المصلين.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس أنها عالجت 46 إصابة في مواجهات على أبواب المسجد الأقصى وداخل باحاته بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال.

وقالت الجمعية: «تعاملت طواقمنا مع 41 إصابة خلال مواجهات باب حطة وباب الأسباط تنوعت ما بين اعتداء بالضرب أدى إلى كسور وإصابات بالرصاص المطاطي وبغاز الفلفل وقنابل الصوت». وأضافت أنه «يجري علاج خمس إصابات بالمطاط داخل عيادات الأقصى».

وكان عشرات الآلاف من مختلف مناطق القدس المحتلة وخارجها، شاركوا في صلاة العشاء أمس الأول في محيط بيت المقدس، احتجاجاً على الانتهاكات بحق المسجد المبارك.

وشهدت الشوارع والساحات والطرقات المحيطة بالمسجد اعتصاماً حاشداً تخللته هتافات التكبير، والهتاف ضد الاحتلال.

من جهتها، قررت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان أمس الأول تشكيل لجنة عربية لرصد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وتقديم تقريرها خلال ثلاثة أشهر، مطالبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالإسراع في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

جاء ذلك في توصيات اللجنة الصادرة في ختام أعمال دورتها الـ(42) التي استمرت ثلاثة أيام بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس تسعة فلسطينيين من محافظتي بيت لحم والخليل، وأفادت مصادر محلية وأمنية في المحافظتين أن قوات الاحتلال اعتقلت تسعة فلسطينيين، خلال عمليات دهم وتفتيش نفذتها في عدة بلدات في محافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية، كما استدعت أسيراً محرراً، واعتقلت مسناً وشاباً من بيت لحم بعد دهم منزليهما وتفتيشهما.