على غير العادة ولأول مره منذ مواسم عدة مضت يشهد “دوري جميل” حالة من الاستقرار الجيد في الأجهزة الفنية للأندية المشاركة بتواجد ستة مدربين جددت الثقة بقدراتهم، في المقابل أتمت الأندية ثمانية تعاقدات جديدة، وهذا سيعطي الدوري مزيدا من الثبات، خصوصا وان الموسمين المنصرمة شهدت تغيير جميع الأندية لمدربيها الذي يعتبر أمرا سلبيا ومرهقا للأندية كلفت خزائنها الكثير من الأموال، لدرجة انه في موسم 2013م والموسم الذي يليه سجلت المسابقة رقما قياسيا في عدد تعاقب المدربين من خلال قيادة 64مدرباً لفرق لـ” دوري جميل” بواقع32 مدرباً لكل موسم، لدرجة تغيير أكثر من أربعة أندية لثلاثة مدربين في الموسم الواحد، وجاء الهلال والأهلي الأكثر استقراراً على جهازهما الفني لموسمين متتالين.
وتعتمد عملية استمرار المدرب أو إقالته على أدائه ونتائجه وإنجازاته مع الفريق، وهي تخضع أيضا لعدد من الاعتبارات التي تحكم هذه الخطوة أو تلك ومنها الشرط الجزائي في عقده ومدة العقد، وأشياء متعددة ترتبط بالحالة العامة للفريق وجماهيريته، مع أهمية الاتفاق مع المدرب قبل التعاقد معه على العديد من التفاصيل، ووضع كل المعلومات عن الفريق أمامه، ووضعه في المسابقة سواء التي انتهت أو المستمرة، وإمكانيات اللاعبين، وأن يتم الكشف أمامه عن كل المعلومات بدقة، ووضع النقاط على الحروف قبل التوقيع.
وأصبح تغيير المدربين بشكل فجائي عبارة عن عملية مزاجية في عدد من مجالس إدارات الأندية ما أدى إلى نوع من عدم الاستقرار في هذه الأندية، والتي تعد قناعة أزلية بدأت في الزوال.
هذا وتعاقدت ثمانية أندية مع مدربين جدد استعدادا للموسم الجديد، أربعة منهم يظهرون للمرة الأولى في الملاعب السعودية، بينما سبق لمثلهم التواجد في الدوري في فترات سابقة، وهم الأوكراني سيرجي ريبروف مدرب الأهلي، والبرازيلي ريكاردو غوميز للنصر، الصربي فوك رازفيتش للفيصلي، والبرتغالي يواكيم ماتشادو للباطن، وأربعة أندية استعانت بمدربين لهم تجارب سابقة في الدوري السعودي، حيث تعاقد الرائد مع الجزائري توفيق روابح، والقادسية مع التونسي ناصيف البياوي، والفيحاء مع الروماني كونستانتين جالكا، والصربي ميودراغ يزيتش للاتفاق.
في المقابل، ستة أندية احتفظت بمدربيها للموسم الثاني على التوالي، وهو ضعف العدد مقارنة بالموسم ما قبل الماضي الذي شهد استمرار ثلاثة مدربين فقط، وهم مدرب بطل الدوري الأرجنتيني رامون دياز، التشيلي لويس سييرا مع الاتحاد، والسعودي سامي الجابر مع الشباب، ومواطنه عبد الوهاب ناصر مع أحد والبرتغالي جوزيه غوميز مع التعاون والتونسي فتحي الجبال مع الفتح.
وتبرز المدرسة التدريبية الاوروبية الاكثر حراكا وتواجداً وثقة بتواجد ستة مدربين، مقابل خمسة مدربين عرب يشملون اثنين سعوديين، على عكس الموسم الماضي الذي بدأ بستة عرب وخمسة أوروبيين، فيما يستمر عدد المدربين اللاتينيين ذاته وهو ثلاثة.
البطولة تشهد استقرار بطل الدوري الهلال على مدربه عكس ما فعله الأهلي حامل اللقب في موسم 2016م، عندما استغنى عن كرستيان غروس قبل أن يعيده في منتصف الموسم لإصلاح ما يمكن إصلاحه. وعلى الأندية تهيئة سبل الراحة لأجهزتها الفنية إذا أرادت تحقيق نتائج ايجابية ونجاح عمل مدربيها.