على موعد الستين دولاراً تمشي الهوينا، متثاقلةً قيوداً طال أمدها وعواملَ مختلفة استدعت تواجد “الأوبك” بين الفينةِ والأخرى في مواقع القرار لدعم تعافيها، فأسواق النفط على الرغم من ثقلها الاقتصادي الكبير، إلا أنها سريعة التأثر بالعوامل المحيطة التي تسببت في الضغط على مؤشر الأسعار لفترة ليست باليسيرة.
ويرى خبراء مختلفون أن الأسعار مرشّحة لبلوغ مستوى الستين دولاراً بنهاية العام الحالي، فعلى لسانهم تجلّت أحاديث الفأل يدعمها بحسب وصفهم مؤشرات إيجابية، ومحْتمين في ذات الوقت من وطأتها بالإجراءات التي تعدّها “الأوبك” حال الحاجة إليها.
كما وصفوا خلال حديثهم في وسائل إعلامية مختلفة نمو إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة الأمريكية بالمبالغ فيه، ولا تعكس واقعها الحقيقي، حيث إن هذه الأرقام مبالغ فيها ولا تعكس الواقع عبر البيانات التي يتم نشرها في أوقات مختلفة عن مستويات الإنتاج؛ لأهداف متعلقة بالضغط على أسعار النفط، فالنفط الصخري قد بلغ مرحلة ذروة الإنتاج وبدأ بالانحدار اليسير.
يقول المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي تدعم الأسواق النفطية العديد من العوامل الإيجابية ساعد في توفيرها اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، كذلك التركيز على حجم وحركة الصادرات من تحالف المنتجين في أسواق النفط، كما أعلنت المملكة خفض صادراتها من النفط الخام خلال شهر أغسطس للعام الحالي ليدور حول 6.6 مليون برميل يومياً يرافقه نمو في استخدام النفط محلياً لتوليد الكهرباء في موسم الصيف.
وذكر أن المملكة وروسيا أبدتا تضايقهما من الدول التي مازالت نسب التزامها بما تعهدت به في اتفاق تعديل الإنتاج دون المتوقع المؤمل، حيث تقدر بعض المصادر أن تلك الكميات تعني خفضاً إضافياً بمقدار 200 ألف برميل يومياً كذلك من العوامل الأخرى المؤثرة في الأسواق آفاق ارتفاع الإنتاج من ليبيا ونيجيريا الذي لازال محدوداً ضمن العديد من الاعتبارات، ووجود عددٍ من المؤشرات التي تحوم حول مخاطر تأثر إمدادات النفط في كل من نيجيريا وفنزويلا، بالإضافة إلى بداية تباطؤ نشاط إنتاج النفط الصخري، وتقلّص الكونتانغو في كل من أسعار نفط الإشارة برنت والأمريكي، واستمرار السحوبات من المخزون الأمريكية بلغت 10.2 مليون برميل للأسبوع السابق.
وأضاف من العوامل كذلك المؤثرة إيجاباً على أجواء الأسواق التأكيد على تمديد العمل بالاتفاق لما بعد مارس 2018م حال حاجة السوق إلى ذلك.