تسعى وزارة النقل جاهدة لتشغيل قطار الحرمين حسب الجدول الزمني المعلن عنه سابقاً خلال فترة نهاية العام 2017م وبداية العام 2018م، حسب تأكيدات وزير النقل سليمان بن عبدالله الحمدان وهو ما سيسهم بإضافة نوعية لخدمات النقل في كل من منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وينعكس بالإيجاب على خدمات نقل ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار.

وكشفت أول تجربة  بين محطة القطار بحي السليمانية بجدة إلى محطته بحي الهدراء بالمدينة المنورة مروراً بمحطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية عدم اكتمال الأعمال الإنشائية النهائية وأعمال التشطيب بمحطة القطار في سليمانية جدة والتي بدت كورشة عمل تعج بمخلفات البناء، على عكس كل من المحطتين في رابغ والمدينة المنورة المكتملتين واللتين بدتا كتحفتين معماريتين من الداخل.

ومع بدء حركة قطار الحرمين على القضبان وهو يحمل على متنه كامل طاقته الاستيعابية من الركاب أي حوالي 400 راكب يتقدمهم نائب أمير مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير النقل، وخوليو غومث وزير شؤون البنى التحتية والنقل والإسكان الإسباني، وعدد من مسؤولي وزارة النقل والإعلاميين، وتفاوتت سرعة القطار خلال المسافة بين مدينتي جدة ورابغ بين 25 و100 كيلومتر في الساعة، وكان واضحاً وجود عمل لا زال في بعض المناطق خصوصاً ما بين موقع المحطة بالسليمانية وحتى منطقة الرحيلي في النهاية الشمالية من مدينة جدة.

وأكد عدد من العاملين في مشروع القطار وهو خط مزدوج يبلغ طوله الكلي حوالي 450 كيلومتراً صمم ليخدم 60 مليون راكب كل عام، أن تأخر انتهاء المشروع في السابق عائد لأسباب متعددة كان أبرزها ضعف التنسيق بين الجهات المنفذة، مشيرين إلى عدم استحالة تشغيله ضمن الفترة الزمنية المعلن عنها ولكن بصعوبة في ظل انسحاب أحد المقاولين المسؤولين عن تنفيذ بعض الأعمال الإنشائية في كل من محطتي السليمانية بجدة وبقية الأعمال في مكة المكرمة وما يترتب على ذلك من تعاقد مع منفذ جديد.

وتضمنت مقصورات قطار الحرمين في رحلته التجريبية الأولى بين جدة والمدينة المنورة والبالغ عددها 13 مقطورة خصصت بها 417 مقعداً مقطورات للدرجة الأولى ومقطورات للدرجة السياحية تم تزوديها جميعاً بدورات للمياه، إضافة إلى مقطورة خصصت كبوفيه لتجهيز وتقديم الوجبات ويمكن للراكب الاستفادة من خدمة الشحن الكهربائي إذ يوجد بكل مقعد مقبس كهربائي ثلاثي، كما تم تزويد العربات بشاشة مماثلة للشاشات في الطائرات تبين سرعة القطار ودرجة الحرارة خارجه، وخريطة للرحلة ولعل ما يلاحظ على تلك الخارطة عدم تضمينها للمسافة المقطوعة والمتبقية من الرحلة كما هو مشاهد في نظيرتها المستخدمة في الطائرات.

واستغرق الوقت للوصول إلى محطة القطار بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية 54 دقيقة، وذكر لنا أحد العاملين في المشروع أن سبب عدم تشغيل القطار بشكل جزئي بين المدينة المنورة أو جدة يعود لضعف الجدوى، إذ ما زال عدد سكان مدينة الملك عبدالله الاقتصادية محدوداً لتشغيل مثل تلك الرحلات المباشرة، وبدت من خلال تجوالنا محطة القطار برابغ من الداخل كتحفة فنية رائعة وشملت جولتنا بعض أجزاء المحطة ومركز التحكم والسيطرة الخاص بالقطار.

ومع تحركنا من رابغ نحو المدينة بدأت السرعة في الزيادة وبلغت خلال فترة قصيرة 300 كيلومتر في الساعة واستغرق منا الوصول للمدينة المنورة نحو الساعة فقط، واستقبلنا نائب أمير منطقة المدينة المنورة الأمير سعود بن خالد الفيصل وجمع من أهالي المدينة المنورة والإعلاميين، وتميز استقبالهم بالحفاوة، وبدت محطة القطار بالمدينة في حلة بهية كنظيرتها في رابغ مكتملة الإنجاز.

وتحركنا عائدين نحو جدة بعد توقف حوالي نصف ساعة بالمدينة يصحبنا نائب أمير منطقة المدينة المنورة الأمير سعود بن خالد الفيصل وكانت سرعة القطار حتى تجاوزه لرابغ 300 كيلومتر في الساعة وعاد بعدها إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال المسافة المتبقية من دخولنا إلى محطة السليمانية بجدة.

وكشف عدد من العاملين في المشروع خلال الرحلة أن هناك محظورات تمنع على متن عربات القطار وهي التدخين والعبث بأجهزته ومحتوياته وكذلك محاولة فتح الأبواب خلال فترة سيره، مشيرين إلى أن أسعار التذاكر وكذلك تأجير المحال التجارية داخل المحطات لم يتم البت فيها حتى الوقت الراهن، مؤكدين أن هناك العديد من الفرص الوظيفية التي سيسهم مشروع قطار الحرمين في توفيرها للشبان والشابات في كل من منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.