كشف المشرف السابق على المنتخب المصري الأول لكرة القدم ومخطط الأحمال واللياقة البدنية الدكتور أحمد سالم أن المستوى البدني واللياقي العالي الذي كان عليه الهلال والاتحاد خلال جميع البطولات الموسم المنصرم تحديدا يعد العنوان الأمثل والأبرز على مستوى الكرة السعودية والوطن العربي وقال: “هذا ساهم بشكل واضح في اقتصار بطولات الموسم بينهما وهناك خطوات يجب على الأندية والمدربين اتباعها لتقديم موسم جيد أبرزها دراسة البرنامج الزمني للمباريات ومواعيدها وفترات التوقف، وعدد المباريات في كل شهر، واللقاءت الموازية، ومناقشتها مع الكادر التدريبي حتى تتضح الأمور المتعلقة بالعملية التدريبية بجوانبها الإدارية والفنية والتنظيمية والمالية، والعمل على تهيئة مستلزمات العملية التدريبية من تجهيزات وأدوات وأجهزة وملاعب، وتحديد الأهداف المراد تحقيقها خلال الخطة التدريبية السنوية كونها تحدد مسار العملية التدريبية، ولكل فترة من فترات التدريب أهداف وأولويات خاصة بها”.
وحول بعض الأخطاء التي تقع من المدربين خلال مرحلة المعسكرات قال: “يجب أن يكون التدرج في الأحمال التدريبية أي بمعنى ان اللاعب بعد تنفيذه لتدريبات بدنية معينة ولفترة من الزمن نجد سيتكيف على الأحمال التدريبية وسيقل تأثيرها وفاعليتها على الأجهزة الوظيفية وهذا يتطلب تغييرها والانتقال إلى تدريبات جديدة أكثر حجماً وشدة أو اقل راحة لايجاد تكيفات جديدة تضاف إلى التكيفات المكتسبة خلال الفترة السابقة، ويجب الاعتماد على التنظيم السليم للدوائر التدريبية الأسبوعية والشهرية في فترات التدريب المختلفة وبناء التدريب على أساس الدوائر التدريبية المختلفة يضمن للمدرب تحديد الواجبات والأهداف واختيار الطرق والوسائل التدريبية وينظم العملية بالشكل السليم، ومراجعة وتقييم ما تم تنفيذه من تدريبات خلال الفترة السابقة من الخطة التدريبية”.
وأهاب سالم بالأندية الاهتمام بوسائل استعادة الاستشفاء أثناء التخطيط للتدريب وأن تكون جزءا لا يتجزأ من العملية التدريبية خصوصا بعد التدريبات ذات الحمل القصوى وقال: “التدريبات وحدها لا تحقق الهدف ولكنها تضمن حوالي 60% من عملية التكيف أما 40% الباقية بوسائل استعادة الشفاء تحققها بإتباع الأسس العلمية التي تهدف إلى تسريع استعادة مصادر الطاقة المستهلكة ولراحة الجهاز العصبي والعضلي باستخدام مختلف الأساليب منها المساج و”الساونا” وحمام الثلج، وهذا يعني التناسق الزمني بين التدريب وفترات استعادة الشفاء سواء خلال الوحدة التدريبية أو بين الوحدات التدريبية ووفقاً للأسس الفسيولوجية، ويجب خلال فترة المعسكرات الخارجية مراعاة الأسس الفسيولوجية والكيميائية عند ترتيب تدريب الصفات البدنية أو المهارات أو الخطط خلال الوحدة التدريبية أو الدائرة التدريبية الأسبوعية فمثلا تقديم تدريبات تركيز الانتباه التي تتطلب قدراً كبيراً من التوافق بين الجهازين العضلي والعصبي في بداية الوحدة التدريبية كونها تحتاج إلى قدرة عالية للجهاز العصبي أي يكون الجهاز العصبي غير متعب، وتخصيص مواعيد محددة للمحاضرات النظرية لتطوير الجوانب النفسية والإرادية والمعرفية التي تتعلق بالعملية التدريبية وبكافة جوانبها التربوية والاجتماعية والثقافية وذلك لزيادة خبرة اللاعب في هذه الجوانب ولإعداده كمدرب في المستقبل، وتخصيص محاضرات لتحليل وتقويم الأداء الفني للاعبين والفريق للمباريات الدولية وكذلك عن طريق تسجيل المباريات التي يخوضها الفريق أو اللاعب وعرضها عن طريق الفيديو للتعرف على النواحي الايجابية والسلبية للأداء المهاري للاعبين والفريق وفي مختلف المسابقات.
وحذر مخطط الأحمال واللياقة البدنية الأجهزة الفنية من مغبة التعب العضلي من الموضوعات الرئيسة التي تهم المدربين واللاعبين والإداريين باعتباره أحد معوقات الأداء الرياضي الجيد وأحد أسباب الإصابات الرياضية، وهو يعني عدم القدرة على الاستمرار بالجهد البدني بالشكل المطلوب أو هو هبوط وقتي للقدرة على الأداء، وهو ظاهرة فسيولوجية كيميائية تحدث لأجهزة وأعضاء الجسم المختلفة نتيجة الأداء البدني أو المهاري أو الخططي الذي نفذها الرياضي خلال التدريبات، وتقديم المعلومات الخاصة بالتعب العضلي وعمليات استعادة الشفاء هي من أجل أن يطلع المدرب واللاعب والإداري على ما يحدث داخل أجهزة وأعضاء جسم اللاعب أثناء وبعد الجهد البدني من عمليات هدم وبناء وما تفرضه التدريبات الرياضية اللأوكسجينية والأوكسجينية من تعب على الجهاز العضلي والعصبي وعلى الأجهزة الوظيفية الأخرى وبناءً على هذه المعرفة يمكن إيجاد الحلول الخاصة بالتعب وآليات التخلص منه.
واختتم حديثه بالقول: “التعب يمكن أن يكون عاماً أي يشمل جميع أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة نتيجة مشاركتها جميعا في الأداء الرياضي كما في السباحة والجري أو المباريات وربما يكون التعب موضعيا أو يشمل عضلة واحدة أو مجموعة عضلية معينة نتيجة مشاركة هذه العضلة أو مجموعة العضلات في الأداء الرياضي وننصح الأندية السعودية خلال معسكراتها الخارجية بأهمية خوض مباريات ودية وعدم التركيز فقط على التدريبات ورفع مستوى المعدل البدني، فهذا يؤدي لتشخيص نقاط القوة والضعف للاعبين والفريق مع مراعاة ان هذه المباريات يجب أن لا تؤدي إلى الإخلال بحركة الحمل لفترة الإعداد الخاص بل يجب أن تدخل هذه المباريات ضمن الدائرة التدريبية الأسبوعية والمتوسطة وتكون احدى وسائلها الفعالة في تحسين مستوى الأداء الوظيفي والبدني والفني والخططي والنفسي للاعبين والفريق، وبذلك فإن الحمل التدريبي في هذه الفترة يميل إلى الطابع التخصصي، وفي نهاية الفترة يمكن أن يضع المدرب التصور للتشكيلة النهائية للرفيق في ضوء التدريبات والاختبارات البدنية والوظيفية والمهارية التي نفذها على اللاعبين في هذه الفترة والفترة السابقة وما قدمه اللاعبين من أداء خلال هذه المباريات التجريبية”.