أصبحت الفعاليات السياحية صناعة اقتصادية متطورة أسهمت جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تنظيمها من خلال التأسيس لهذه الصناعة وتأهيل العاملين فيها وتحويلها إلى قطاع اقتصادي واستثماري، إضافة إلى دعم الفعاليات وتنويعها بحيث لا تقتصر على الفعاليات الترفيهية لتشمل الفعاليات التراثية والثقافية والرياضية والزراعية وغيرها، ولتتوزع على مدار العام وتركز على المنتجات التي تشتهر بها كل منطقة، وكان لبرنامج تطوير الفعاليات السياحية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الذي خطط له عدد من الخبراء الأجانب الذين استعانت بهم الهيئة في بداية البرنامج الدور الكبير في اتجاه عدد من الشباب السعودي إلى الاستثمار في هذا النشاط واكتساب خبرة في تنظيم الفعاليات السياحية من خلال الدورات التدريبية وورش العمل التأهيلية ورحلات استطلاع الخبرة العالمية التي قدمتها الهيئة من خلال هذا البرنامج.
ويقدر اقتصاديون حجم صناعة الفعاليات السياحية في المملكة بأكثر من 100 مليون ريال سنويا من خلال عمل واستثمار أكثر من 200 شركة ومؤسسة تنظيم فعاليات سياحية في المملكة، كما قدروا العوائد الاقتصادية التي تحققها المهرجانات السياحية سنويا بأكثر من 11 مليار ريال من خلال ما تجذبه المهرجانات من رحلات سياحية، وسكن، وتنشيط للحركة السياحية والأسواق والمطاعم ومراكز الخدمات المختلفة في المناطق التي تقام فيها المهرجانات، إضافة الحركة الاقتصادية في مواقع المهرجانات.
وتشهد مناطق المملكة سنويا أكثر من 100 مهرجان سياحي تقام على مدار العام وتتنوع بين مهرجانات تسويقية وصحراوية وتراثية، وأخرى خاصة بالمنتجات الزراعية للمناطق، ومهرجانات للرياضات السياحية، إضافة إلى المهرجانات الترفيهية، وتحقق شركات تنظيم الفعاليات السياحية مداخيل مالية من خلال ما تتقاضاه من الجهات الحكومية المنظمة للفعاليات إضافة إلى المبيعات والرسوم داخل مواقع المهرجانات.
ويتوقع عدد من الاقتصاديين زيادة حجم هذه الاستثمارات مع عمل عدد من الشركات الكبرى العاملة في هذا النشاط على توسيع عملها والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال.
وشهدت المهرجانات والفعاليات السياحية خلال السنوات العشر الماضية نموا متزايدا استقطب ملايين الزوار سنويا، مما أسهم في تحقيق عوائد اقتصادية للمحافظات والمناطق، واستفادة كافة شرائح المجتمع من فرص العمل المؤقتة التي توفرها المهرجانات، إضافة إلى تنشيط الحركة التجارية في المناطق التي تقام فيها المهرجانات، واستفادة الأسر والحرفيين والحرفيات من المهرجانات في زيادة دخلهم.
حيث يشير تقرير لهيئة السياحة الى أن الفترة من 2005 – 2016م شهدت إقامة 730 مهرجانا منوعا استقبلت أكثر من 85 مليون زائر تجاوز عدد السياح منهم 28 مليون زائر، وحققت المهرجانات خلال هذه الفترة عوائد اقتصادية تجاوزت 8 مليارات ريال، ووفرت أكثر من 86 ألف فرصة عمل مؤقتة (70%) منها للشباب، إضافة إلى المعارض التي تشارك فيها الأسر ببيع منتجاتها.
113 مهرجاناً سياحياً هذا الصيف
ويشهد صيف هذا العام 113 مهرجاناً سياحياً، و820 نشاطاً متنوعاً في جميع مناطق المملكة، ما بين الثقافي والتراثي والرياضي والمغامرات والشبابي والبيئي والترفيهي والتسوق، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد زوار المهرجانات 12 مليونا و500 ألف زائر، وأن توفر أكثر من 9100 فرصة عمل.
وترعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المهرجانات وتساند الفعاليات والبرامج إعلامياً وتسويقياً عبر توفير معلومات عنها للمواطنين والمقيمين من خلال مركز الاتصال السياحي على الرقم 19988.
وتعمل الهيئة من خلال خطتها التطويرية للأنشطة والخدمات السياحية على تطوير (300) مهرجان وفعالية بحلول عام 2020م، منها (70) مهرجانا مطورا في عام 2017م. وأوضح عبد الله بن عبدالملك المرشــد مدير عام إدارة البرامج والمنتجات السياحية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن هناك إقبالاً كبيراً على الفعاليات السياحية لكونها أصبحت من العوامل الاقتصادية التي تستفيد منها المجتمعات المحلية، ولما تحمله من فوائد للمناطق والمحافظات، حيث تتسم بتأثيرها المباشر في اقتصاديات المناطق والمواطنين الناتجة عن زيادة الحركة السياحية المحلية والطلب على الخدمات التي تقدم للسياح، بالإضافة إلى مساهمتها في تسويق المنتجات التراثية والزراعية والترويج للأنشطة والحرف والصناعات اليدوية، وتوفير فرص العمل لقطاع عريض من سكان المناطق التي تقام بها المهرجانات والفعاليات وخاصة فئة الشباب.
وأشار المرشد إلى أن الهيئة عملت على التأسيس لصناعة الفعاليات وتطويرها من خلال تأهيل العاملين فيها والمستثمرين، ودعمهم لتنظيم فعاليات متطورة بكافة نواحي الدعم المادي والتأهيلي والتسويقي وتقديم الاستشارات، وأعلنت عن البرنامج التطويري الشامل للفعاليات السياحية في المملكة خلال الفترة ما بين عامي 2014-2018م، ليكون قادراً على مواكبة إقبال المواطنين على الفعاليات وتطلعهم لتطويرها، ومتزامناً مع اكتمال مرحلة بناء مفهوم الفعاليات السياحية في البرنامج السياحي في المملكة، حيث تحول تنظيم الفعاليات السياحية إلى عمل احترافي تديره شركات متخصصة.