برهنت شركة أرامكو السعودية على قدرتها لتعزيز أعمالها الأساسية ومدى التزامها لتلبية الطلب العالمي على الطاقة على المدى القريب والبعيد من خلال نجاحها في توسعة حقل الشيبة وتشغيل المرحلة الثانية من المشروع لزيادة إنتاج الحقل في منطقة الربع الخالي بمقدار 250 ألف برميل في اليوم ليرتفع بذلك إجمالي الطاقة الإنتاجية لهذا الحقل إلى مليون برميل في اليوم من الزيت العربي الخام الخفيف جدّا، وهو ما يمثل ضعف الطاقة الإنتاجية الأصلية للحقل.

وبدأت الشركة تشغيل وحدة ثانية لمعالجة سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة. بالإضافة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط في الشيبة، نجحت الشركة أيضًا في تشغيل وحدة أخرى لمعالجة سوائل الغاز الطبيعي، وستستخدم الكميات الإضافية من سوائل الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات المدن الصناعية من اللقيم وأهمها مدينة وعد الشمال الصناعية التعدينية وجيزان الاقتصادية بما يساعد على تلبية الطلب المتزايد لتحافظ بذلك على حصتها في السوق العالمية للطاقة وتثبيت دورها كمورّد موثوق للطاقة على مستوى العالم.

واشتملت أعمال الحفر والاستكشاف لهذا الحقل على توسعة المرافق القائمة في معملي فرز الغاز عن الزيت رقم 1، ورقم 3 ورقم 4 في وقت من المقرر ان يتحمل معمل فرز الغاز عن الزيت رقم 4 جزءًا كبيرًا في إنتاج الكميات الإضافية من النفط الخام حيث شهدت هذه المعامل إضافة أربع وحدات لفرز الغاز عن الزيت، وسلسلة من وحدات مناولة النفط الخام الرطب، ومضخات التعبئة والتصريف والنقل، و23 وحدة وسيطة لزيادة ضغط الغاز، و7 وحدات لتجفيف الغاز الطبيعي إلى جانب المرافق الأخرى المرتبطة بها.

ويتضمن هذا المعمل إنشاء مرافق إضافية لنقل النفط الخام مع المرافق المرتبطة بها في معملي فرز الغاز عن الزيت رقم 1 ورقم 3. وقد أسهمت هذه التوسعة في تعزيز الطاقة الاستيعابية إلى 4400 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز المصاحب، ما انعكس بدوره إيجابيًا في القدرة الإنتاجية من النفط العربي الخفيف جدًا في جميع معامل فرز الغاز عن الزيت في الشيبة.

وتمكنت أرامكو من تحويل مولدات الغاز الستة ذات الدورة البسيطة والتي كانت موجودة أصلًا في المعمل، إلى مجموعتين من مولدات الطاقة ذات الدائرة المركّبة، بواقع 3 مولدات في كل مجموعة وستتضمن عملية التحويل هذه تركيب واقتران كل مولّد بخار توربيني ووصْلِه بثلاثة مولّدات بخار آنية التسخين، ومرافق التبريد ومعالجة المياه المرتبطة بها، وتركيب محطة فرعية جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية بجهد 13.8 كيلو فولت، وتوسعة محطة فرعية بالغاز بجهد 230 كيلو فولت، ومبنى جديد للمعالجة البينية.

في حين فرض هذا المشروع تحديات هندسية هائلة دفعت أرامكو السعودية إلى تبنّي أفكار ابتكارية جديدة في تخطيط مراحل تنفيذ المشروع، مما أسهم في تقليص الوقت المطلوب لاتخاذ القرارات اللازمة للتنفيذ. ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية أرامكو الرامية إلى تخفيف اعتماد المملكة على الوقود السائل في توليد الكهرباء، وتوفير طاقة أنظف لتلبية الاحتياجات المحلية من اللقيم اللازم للمنتجات البتروكيميائية المضيفة للقيمة والتي تساعد بشكل ملموس على تنويع الاقتصاد الوطني.

ويضم هذا المشروع الجبار مرافق لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة ذات القيمة العالية متضمنًا إنشاء معملٍ جديدٍ لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي بطاقة معالجة تبلغ 2.4 بليون قدم مكعبة قياسية لاستخلاص ما يعادل 275 ألف برميل في اليوم من سوائل الغاز الطبيعي المحتوية على الميثان، والعناصر الأثقل من الغاز المُنتَج، وإعادة ضغط وحقن الغاز الخفيف في المكمن. وسيوفّر المشروع كميات كبيرة من الإيثان وهو من أهم أنواع الغاز الذي يساعد في التنمية الصناعية بالإضافة إلى سوائل الغاز الطبيعي الأخرى.

ويشمل المشروع إنشاء مرافق ووحدات لمناولة، وتنقية الغاز، وأخرى لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي، وتؤمل أرامكو أن يساهم هذا الحقل في تلبية الطلب المتنامي على اللقيم البتروكيميائي وسيفتح آفاقًا جديدة لنمو الصناعات البتروكيميائية في المملكة في وقت قامت أرامكو السعودية في عام 2014م بمعالجة 11.3 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الخام، أي بزيادة تناهز 3% مقارنة بالعام 2013م. كما سجّلت الشركة، في العام نفسه، احتياطيات من الغاز تبلغ 294 تريليون قدم مكعبة قياسية.