بدأ مقاتلو “سرايا أهل الشام” والمئات من العائلات السورية اللاجئة في مخيمات عرسال شمال لبنان أمس في المغادرة إلى بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي (50 كلم شمال شرقي دمشق). وانطلقت 40 حافلة بالإضافة إلى 14 سيارة للصليب الأحمر من وادي حميّد.

ومن المقرر أن يغادر نحو 300 من المقاتلين إلى جانب نحو 3000 لاجئ لبنان بموجب اتفاق أعقب هجوماً لحزب الله على مواقع للمسلحين الشهر الماضي.

وبعد انسحاب سرايا أهل الشام لن يكون هناك سوى جيب لـ”داعش” في نفس المنطقة ليصبح المعقل الوحيد المتبقي للإرهابيين على الحدود قرب بلدة عرسال التي تضم آلاف اللاجئين السوريين.

ومع إجلاء مقاتلي سرايا أهل الشام يبدو بأن المعركة المنتظرة بين الجيش اللبناني وتنظيم داعش الإرهابي المتواجد في جرود القاع ورأس بعلبك باتت قريبة جدّاً، وهي معركة تقول مصادر عسكرية مطلعة إنها شديدة التعقيد من الناحية العسكرية وستشهد مواجهة بين جيش نظامي وبين إرهابيين دمويين لا يخضعون لترهيب.

أما سياسياً فيبدو بأن المعركة المنتظرة وضعت في سلّة البازار السياسي اللبناني، وصارت تشكّل إحدى أوراق الضغط للدفع في اتجاه التنسيق مع نظام بشار الأسد والتي ظهرت أولى “موجاتها في رغبة أبداها وزيران منضويان في “حزب الله” الإرهابي وحركة “أمل” بزيارة سورية للمشاركة في معرض حول إعادة الإعمار في 16 الجاري، لكن هذا الطلب قوبل برفض حكومي قاطع قاده رئيس الحكومة سعد الحريري واضطرّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى عقد مؤتمرين صحافيين لرفضه، في حين هدد النائب عقاب صقر بدعوة المعارضة السورية إلى لبنان في حال تمّ هذا الأمر.

وسط هذا الجدال المستجد، يستعد الجيش اللبناني بوحداته القتالية للمعركة مع “داعش” عبر عمليات تمهيدية ضرورية منها الاستيلاء على تلتين رئيسيتين تحكم الخناق على مسلحي “داعش” وتمنعهم من الهروب.

وقالت أوساط مطلعة لـ”الرياض” إن الجيش اللبناني سيخوض هذه المعركة لوحده وداخل الأراضي اللبنانية على مساحة تمتد (بحسب الخرائط اللبنانية ونظراً لتداخل الحدود مع سورية) على مساحة 190 كلم2.

وتشير المعلومات المتداولة إلى أن هذه المعركة صعبة جدّاً نظراً للطبيعة الجغرافية الوعرة والجبال الشاهقة التي يتحصّن فيها إرهابيو “داعش” واكتظاظها بالمغاور والأنفاق ومسالكها الضيقة وطرقها المحدودة بثلاثة فحسب، ما يعني صعوبة دخول آليات والحاجة الى إنزال جوّي.

وأضافت الأوساط أن الجيش وقائده العماد جوزف عون غير معنيين بأي نقاشات تحصل في الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا أحد يدفع الجيش إلى المعارك بحسب توقيته، فقيادة الجيش وحدها تقرر ساعة الصفر لبدء المعركة الفاصلة، وهي ليست معركة شعبوية بل عسكرية لها ظروفها العَمَلانية وثمة عمليات تمهيدية تجري الآن للإمساك بنقاط معينة لمحاصرة “داعش”.

وفي سياق متصل، أوقفت القوى الأمنية اللبنانية ثلاثة سوريين ولبناني في منطقة وادي خالد شمالي البلاد لانتمائهم إلى تنظيم داعش.