أعلنت الإدارة العامة للدفاع المدني في كاتالونيا الجمعة ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداء الذي وقع في برشلونة مساء الخميس إلى 14 قتيلاً.
وكتبت الهيئة على تويتر “أمر مهم، توفيت للتو امرأة أصيبت بجروح خطيرة، ونقلت إلى مستشفى خوان الثالث والعشرين. ارتفعت حصيلة اعتداءي برشلونة وكامبرلس إلى 14” قتيلاً، ولا تشمل الحصيلة “الإرهابيين” الخمسة الذين قتلتهم الشرطة في كامبريلس.
وقال مصدر قضائي مطلع على التحقيقات الجمعة: إن السلطات الإسبانية تعتقد أن ثمانية أشخاص ربما شكلوا خلية نفذت هجوم برشلونة، وخططت لاستخدام أسطوانات غاز البوتان.
وقال خواكيم فورن المسؤول بحكومة إقليم كاتالونيا لإذاعة محلية: إن المهاجمين ربما خططوا لاستخدام الأسطوانات في الهجوم الذي قاد خلاله مشتبه به سيارة فان، ودهس المارة في شارع مزدحم.
وتلاحق قوات الأمن سائق الشاحنة الذي شوهد وهو يفر على قدميه. وقالت الشرطة إنها قتلت خمسة مهاجمين في كامبريلس إلى الجنوب من برشلونة لإحباط هجوم آخر.
وقال فورن: “الأولوية الآن للتعرف على هوية هؤلاء لإثبات وإظهار العلاقة بين كل الضالعين في الهجمات.. أولئك الذين أخذوا السيارة الفان، وأولئك الذين تمكنوا من الفرار”.
وذكرت وسائل الإعلام الإسبانية أمس، أن منفذي الهجمات الإرهابية، في برشلونة وبلدة كامبريلس القريبة، من نفس الخلية الإرهابية على ما يبدو. ونقلت صحيفة (إلبايس) عن محققي الشرطة القول: إن الخلية مكونة من 12 شخصاً، خمسة منهم قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في كامبريلس، وثلاثة منهم محتجزون حالياً لدى الشرطة وأربعة منهم، بينهم المشتبه في قيادته السيارة التي نفذت هجوم برشلونة ما زالوا طلقاء. وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة، حاول خمسة رجال تنفيذ هجوم إرهابي في بلدة كامبريلس الساحلية، مماثلاً للهجوم الذي وقع في وسط برشلونة قبل ساعات، وتقع كامبريلس على بعد مئة كيلومتر تقريباً جنوب برشلونة في منطقة تاراجونا.
وحدة في وجه الإرهاب
أثار الاعتداءان اللذان استهدفا إسبانيا سلسلة من الإدانات، وكتب رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي في تغريدة على تويتر، إن “الإرهابيين لن يهزموا أبدا شعباً موحداً يحب الحرية في مواجهة الوحشية”.
أما القصر الملكي فقد كتب نقلاً عن الملك فيليبي السادس “لن يرهبونا، كل إسبانيا هي برشلونة، شوارع لا رامبلا (حيث وقع الاعتداء) ستعود مجدداً إلى الجميع”.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس: إن ألمانيا تقف مع إسبانيا في عزمها على ألا تدع الهجمات الإرهابية تحول دون أن يحيا الناس حياتهم.
وقالت ميركل “هذه الهجمات العنيفة كشفت لنا مرة أخرى ازدراء البشرية التام الذي ينطوي عليه الإرهاب”.
وأضافت “نحن متحدون في عزمنا على ألا ندع جرائم القتل هذه… تمنعنا من أن نحيا حياتنا” مشيرة إلى أن برشلونة بالتحديد هي رمز للتسامح والجمال والتعايش السلمي بين ذوي الثقافات المختلفة. وتابعت “ربما يبتلينا الإرهاب بساعات مريرة بالغة الحزن مثلما حدث في إسبانيا لكن لن يمكنه أن يهزمنا أبداً”.
وقالت: إنها تحدثت مع رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي وقدمت له تعازي ألمانيا.
من جانبها أكدت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي ضربتها عدة اعتداءات في الأشهر الأخيرة أنها “متضامنة مع إسبانيا ضد الإرهاب”، بعد اعتداء برشلونة.
وقالت في تغريدة على تويتر: “أفكارنا مع ضحايا الاعتداء المروع الذي وقع اليوم في برشلونة”، مؤكدة أن “المملكة المتحدة متضامنة مع إسبانيا ضد الإرهاب”.
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تويتر أن “الولايات المتحدة تدين الاعتداء الإرهابي في برشلونة في إسبانيا وستفعل كل ما هو ضروري لمساعدتها”. وأضاف “كونوا شجعاناً وأقوياء نحن نحبكم!”.
وعبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر عن “تضامن فرنسا مع ضحايا الهجوم المأساوي في برشلونة. نبقى متحدين ونملك التصميم”.
بدوره أكد الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنه “يدين الاعتداءين” في برشلونة وكامبريلس، وعبر عن “تعازيه الصادقة للعائلات وأقرباء الأشخاص الذين قتلوا، وكذلك لشعب وحكومة إسبانيا”.
وقال: إنه “يتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ويأمل في إحالة مرتكبي هذا العنف النابع من الكره إلى القضاء بسرعة”. وعبر غوتيريش عن تضامن الأمم المتحدة مع “الحكومة الإسبانية في معركتها ضد الإرهاب والعنف المتطرف”.