تتكئ أسواق النفط -برغم الضغوط التي تعايشها- على العديد من العوامل التي تسهم ومازالت في بعث الأريحية خلال المستقبل المنظور باتفاق الخبراء والمتابعين لها، انطلاقاً من عزم الأوبك والمنتجين المستقلين على تمديد اتفاق خفض وتعديل الإنتاج لحين عودة مستويات المخزون النفطي لمستوياته الطبيعية.

بالإضافة لما سبق إقبال المضاربين والمستثمرين؛ لتعزيز مراكزهم المالية وشراء العقود في الأسواق الآجلة بحسب ما أوضحه المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي مبيناً دورهم في التأثير على مسار أسعار النفط بصفة يومية.

وقال لايزال إنتاج النفط الخام من ليبيا ونيجيريا متذبذب مع عدم استقرار الأوضاع الجيوسياسية هناك، ومن الأمور التي تقدم أريحية في أسواق النفط هي التزام المملكة وروسيا بشكل جلي وواضح في دعم الاتفاق كونهما أكبر منتجين للنفط في العالم مع الولايات المتحدة الأميركية، وقد أعلنت السعودية عن عزمها خفض مبيعاتها للنفط الخام خلال شهر سبتمبر 2017م، من جانبٍ آخر الأوضاع في فنزويلا هي من الأمور التي أيضا تسبب قلقا في أسواق النفط؛ لان أي عدم استقرار قد يسهم في انقطاع جزء من الإنتاج عن السوق النفطية ولا ننسى التلويح بفرض حظر على مبيعات النفط من فنزويلا للسوق الأميركية.

وبيّن أن هنالك عدداً من الأمور التي تعدّ من أبرز التحديات التي تواجه الأسواق كالمخاوف حول تباطؤ وتيرة تنامي الطلب الصيني خلال النصف الثاني وسط مؤشرات على إمكانية هبوط نسبي في واردات النفط الخام لتدور حول 8 ملايين برميل يوميا وتباطؤ في معدل تنامي الاقتصاد الصيني وهو مما قد يقلص نسبيا اتساع النشاط الاقتصادي وما يتبع ذلك من تأثير على الطلب على النفط في الصين وارتفاع قيمة الدولار كذلك تشكل ضغطاً إضافياً على الأسعار، وتوقعات ارتفاع المخزون النفطي الأميركي من الجازولين مع نهاية شهر سبتمبر والذي يتزامن مع بداية ضعف الطلب على الجازولين في السوق الأميركية، واعتزام الولايات المتحدة الأميركية بيع 14 مليون برميل من النفط الخام من المخزون الإستراتيجي نهاية شهر أغسطس 2017م، كما أن إنتاج النفط الصخري يضع سقفاً على مستوى ارتفاع أسعار النفط الخام خصوصا مع استمرار قدرة الشركات النفطية على التأقلم مع مستويات أقل للأسعار والاستفادة من التكنولوجيا رغم أن الأمر لا يخلو من التحديات، وأخيراً تعافي آفاق مستويات الإنتاج في كلٍ من ليبيا ونيجيريا بأكثر من التوقعات.

من جانبه قال الدكتور فهد المبدّل لاتزال السوق النفطية متماسكة نوعا ما بسبب صمود الاستهلاك الذي تعدى 100 مليون برميل يوميا بالفعل، كذلك التفاهم بين اللاعبين الرئيسيين في سوق التصدير من أوبك وخارجها مثل المملكة العربية السعودية والعراق وروسيا، بالرغم من تصدير ليبيا لأول شحنة نفط منذ زمن، ومن أهم الأسباب كذلك النمو العالي للاقتصادات مثل الصين والهند، أضف إلى ذلك النمو الإيجابي لبعض مناطق أوروبا، وبالنسبة للنصف الغربي من العالم فيعتبر سعر 50 دولارا للبرميل هو خط ترسيم الحدود في السوق اليوم، وإذا انخفضت أسعار النفط لما دون الـ50 دولارا للبرميل لفترة طويلة من الزمن، فمن المرجح أن يخفض المنتجون الأميركيون استثماراتهم الرأسمالية ويبطئ نمو الإنتاج. وأضاف الدكتور المبدّل في رأيي يجب تخفيض مخزونات النفط العالمية للحفاظ على استقرار أسعار النفط واستقرار أسعار النفط بين 50 و60 دولارا للبرميل يعتبر بقعة حلوة حقيقية للمنتجين في الولايات المتحدة وأيضا للمستهلكين من المنتجات ذات الصلة بالنفط، ولاتزال الوكالة الدولية للطاقة تتوقع أن يكون النمو العالمي للطلب على النفط متسارعا عادة في النصف الثاني من العام الحالي حتى إذا قامت أوبك بتمديد اتفاقها لخفض الإنتاج بحلول نهاية العام 2017م فمن المتوقع أن تنخفض مخزونات النفط العالمية بمعدل أسرع في الربعين الثالث والرابع من عام 2017.