توقع مسؤولون واقتصاديون ورجال أعمال في ختام فعاليات الملتقى الاستثماري السعودي – الصيني بجدة، أن يرسم الملتقى خارطة طريق للتعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين، مؤكدين أن لقاء خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاولي، سيسهم في تسريع وتيرة رؤية الوطن 2030، وتعجيل إنشاء عدد من المشروعات التي جرى الاتفاق عليها بين الدولتين الصديقتين.

وقال المهندس أحمد سليمان الراجحي رئيس مجلس الغرف السعودية: إن متانة العلاقة والشراكة الإستراتيجية بين المملكة والصين تُوضحها التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين الجانبين، ومثل هذه المنتديات تُحفزنا لتطوير تلك العلاقات بما يضمن استمرار ما شهدته الأعوام الماضية من تقوية العلاقات الاقتصادية المشتركة، ولقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للمملكة بالنسبة للصادرات وفق إحصاءات عام 2016 حيث بلغت صادرات المملكة للصين نحو 21.3 مليار دولار، وهي ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة بالنسبة للواردات بقيمة واردات بلغت 20.8 مليار دولار عام 2016، أي إن نحو 14 % من إجمالي واردات المملكة يتم استيرادها من الصين الصديقة، كما أن نحو 12 % من صادرات المملكة تتجه أيضاً للصين، وهو ما يعبر عن الأهمية المتبادلة، وتطور وطيد في العلاقات الثنائية على المستوى السياسي والاقتصادي.

ونحن كقطاع خاص نرحب بالشراكات مع أصدقائنا الصينيين، وندعوهم للاستفادة من مناخ الاستثمار في المملكة التي تعد وجهة آمنة ومتميزة للاستثمار الأجنبي المباشر، وهو ما نراه في الاحصاءات المتخصصة، حيث ارتفعت أرصدته في المملكة لنحو 231.5 مليار دولار عام 2016م، معبرة عن جاذبية وجدوى الاستثمار الأجنبي في المملكة، الذي يتوقع ارتفاعه بمستويات متميزة في ظل رؤية المملكة 2030م.

وبدوره وصف عضو مجلس إدارة غرفة جدة الشيخ فهد بن سيبان السلمي، زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاولي أنها الحدث الأهم خلال الفترة الحالية، إذ تعتبر الصين أكثر الدول تطوراً في المجال الصناعي بالعالم، كما أنها أبدت رغبة كبيرة في تحقيق إستراتيجية موحدة مع السعودية أكبر دولة عربية وصاحبة الاقتصاد الأكثر متانة بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى بكين في مارس الماضي ضمن جولته في 7 مدن آسيوية، شهدت الإعلان عن توقيع اتفاقيات وخطابات نوايا تقدر قيمتها بـ 65 مليار دولار تشمل القطاعات التجارية والاقتصادية والعسكرية.

وأشار فهد بن سيبان إلى أن التعاون مع الصين سيدعم الابتكار العلمي والتكنولوجي، فمنذ الإعلان عن رؤية المملكة 2030 وهي تضع لنفسها موقعاً ثابتاً في هذه الرؤية، حيث زار الرئيس الصيني المملكة عام 2016 وتم الاتفاق على آلية تعاون، كما أن الرئيس الصيني أكد للملك سلمان بن عبد العزيز، بأن بكين تواقة لتعاون إستراتيجي مع السعودية، وتتطلع إلى تنفيذ المشروعات الجديدة بعد نتائج مبهرة فاقت التوقعات لتحقيق الاتفاقات السابقة.

كما رأى الاقتصادي سيف الله محمد شربتلي، أن زيارة نائب الرئيس الصيني للمملكة تحمل دلالة على مكانتها، وما تمخض عنه الملتقى المشترك من اتفاقيات ومشروعات مستقبلية يعد نجاحات ستسهم في تنمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وفرصة كبيرة للتعاون في المشروعات والمبادرات التي طرحتها رؤية 2030.

وقال سيف الله شربتلي: ستقودنا الرؤية بمشيئة الله إلى تحقيق التنمية بخطوات سريعة وتحقيق الأهداف المأمولة، وهذا ما لاحظناه بشكل واضح خلال الخطوات الأولى للتنفيذ والتي تبشر بالخير، ولا شك أن الرؤية ستكون محفزاً للتعاون مع نمر اقتصادي كبير بحجم الصين، من خلال استكشاف الفرص الاستثمارية العظيمة التي توفرها البيئة السعودية بعد اعتماد رؤيتها الطموحة، وستساعد على إيجاد مسار جديد للنمو للدول الأعضاء والاقتصاد العالمي ككل مشيراً إلى أن العلاقات مع الصين قوية وتوصف أنها علاقة متشعبة تشمل مختلف المجالات.