يقف الهولندي فان مارفيك مدرب المنتخب السعودي اليوم، مع انطلاقة مباراة “الأخضر” الحاسمة أمام مضيفه الإمارات، في الجولة ماقبل الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، أمام خطوتين فقط من تحقيق إنجاز شخصي في مسيرته الفنية كمدرب، في حال نجاحه في قيادة المنتخب السعودي رسمياً إلى المونديال المقبل، ليسجل نفسه خامس المدربين في تاريخ الكرة السعودية، الذين نجحوا في العبور ب “الأخضر” إلى نهائيات كأس العالم للكبار.

وكتب التاريخ الأسبقية للمدرب الوطني محمد الخراشي في المرة الأولى بقيادة المنتخب السعودي إلى نهائيات مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994، وثانياً الألماني أوتو بفيستر إلى مونديال فرنسا 1998، وبعدهما ثالثاً الوطني ناصر الجوهر إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، ورابعاً وأخيراً الأرجنتيني جابريل كالديرون إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006.

عدا حصول “مارفيك” مع منتخب بلاده هولندا على مركز الوصيف في بطولة كأس العالم 2010، فلا إنجازات مهمة تزين مسيرته على الرغم من تصنيفه كأبرز مدربي كرة القدم في العالم، إذ كانت بدايته في عالم التدريب كانت في 1998، مع فورتونا الهولندي حتى عام 2000، ثم بعد ذلك انتقل إلى تدريب فيينورد الألماني أيضا واستمر مع الفريق لمدة أربعة مواسم، وفي 2004 قام بتدريب بروسيا دورتموند واستمر حتى 2006، وحقق مع الفريق خلال هذه الفترة الكثير من النتائج الجيدة قبل أن يعود مرة أخرى إلى هولندا، من أجل تدريب نادي فيينورد لمدة موسم واحد فقط، ثم في 2008 قام بتدريب المنتخب الهولندي الأول واستمر معه حتى عام 2012، وشارك خلال هذه الفترة في بطولة كأس العالم 2010، وفي 2013 تولى تدريب هامبورغ الالماني حتى عام 2014، قبل أن يتولى أخيراً تدريب المنتخب السعودي بداية من 2015 حتى الآن.

ويدرك الهولندي مارفيك حتماً أن “العبرة بالخواتيم” بعد نجاحه في قيادة المنتخب السعودي إلى صدارة مجموعته في التصفيات الأولية الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018، بنتائج لافتة دون خسارة واحدة، وبسجل تهديفي مميز، على الرغم من تعرضه لسيل من التقريع والانتقادات، لعدم تفرغه طوال الموسم لمتابعة لاعبي المنتخب في المسابقات الكروية السعودية، لانشغاله بالتحليل الفني المتلفز في بلاده، إلا أن هذه الانتقادات سرعان ماتلاشت بعد أن نجح مارفيك مجدداً في قيادة “الأخضر” إلى التفوق في التصفيات النهائية الجارية، وحافظ على توازن المنتخب السعودي بين المركزين الأول والثاني، على الرغم من قوة مجموعته الثانية، التي تضم اليابان، أستراليا، الامارات، العراق وتايلاند بعد أن جمع 16 نقطة في المرتبة الثانية خلف اليابان، بخمسة انتصارات، وتعادل واحد، مقابل خسارتين فقط خارج قواعده.

ومع تبقي مواجهتين للمنتخب السعودي أمام الإمارات ثم اليابان، إذا ما حالف التوفيق “الأخضر” في تجاوزهما تباعاً أو تحقيق أربع نقاط على الأقل، سيكتب “مارفيك” اسمه في ذاكرة تاريخ المنجزات السعودية بحروف من ذهب، ومعه نجوم المنتخب السعودي، المنتظر عليهم الحمل الأثقل من المدرب، في تقدير المهمة التاريخية بكل تفاصيلها.