في خضم خوض شركات “سابك” البحث عن موارد للقيم وتطوير تقنيات الإنتاج في مختلف أنحاء العالم نجحت الشركة بالظفر باتفاقية طويلة الأجل لتحويل البنزين إلى الفينول ضمن سعيها لوفورات أكبر من المنتج مع خفض كبير في التكاليف، في وقت عكفت “سابك” على دراسة مختلف التفاصيل المتعلقة بالاتفاقية والتفاوض على العقود النهائية حول مبيعات البنزين وشراء الفينول/ الأسيتون.

وتنظر “سابك” لمنتجات الفينول والأسيتون من المواد الخام الرئيسة لإنتاج البولي كربونيت الذي تتزعم إنتاجه على المستوى العالمي ويمثل الخام في صناعة السيارات، وكذلك منتج النوريل في مواقع الشركة بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والمملكة في حين ركزت الشركة إستراتيجيتها في مواقع في أوروبا لتأمين الفينول والأسيتون التي تضمن زيادة تأمين العرض في هذه المنطقة بتكلفة أقل.

وبدأت “سابك” المنافسة العالمية بقوة في سوق البنزين كمادة خام تدعم صناعاتها في مختلف أنحاء العالم ضمن خططها التكاملية للبتروكيماويات حيث نجحت مسبقاً شركة كيان السعودية التابعة لسابك إضافة إنتاج الفينول والأسيتون إلى باقة المواد الكيميائية للشركة وأصبحت ضمن مصادر البنزين ومشتقاته.

في وقت تخطط شركة أرامكو السعودية لتصنيع الفينول ضمن منتجات بتروكيماوية جديدة لأول مرة بالمملكة والشرق الأوسط وذلك عبر مصفاة رأس تنورة، والتي قررت وتخطط تحويلها إلى مجمع تكريري بتروكيماوي ضخم على غرار مصفاة رابغ. ويأتي من أبرز المنتجات المخطط لها الفينول والكيومن والعطريات وتشمل التولوين والميكسد إيكسيلين والباراكسلينز نظراً لأهميتها وندرتها بالشرق الأوسط وكذلك لارتفاع أسعارها في الأسواق العالمية حيث يتراوح متوسط أسعارها مابين 600 إلى 1500 دولار للطن إضافة إلى أن أرامكو سوف تستفيد بقوة من توافر المواد الخام لديها بطاقات هائلة مثل الغازات الطبيعية بأنواعها والمسالة والنافثا والبنزين وغيرها والتي سيكون لها دور في دعم وتعجيل إنفاذ خططها.

وتأتي هذه الخطط في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن الصين ستبقى القائد الأساسي لسوق العطريات مع مقدرتها على امتصاص الطاقات الجديدة حول الإقليم وكذلك داخل الصين ومن المحتمل أن تلعب دوراً رئيسياً لتحديد اتجاهات السوق. وستحظى آسيا بأكملها بطاقات زائدة من البنزين بينما ستظل مورداً رئيسياً للتولوين والإكسيلين خلال العام. ويبدو أن الاعتماد على توريد هاتين المادتين من الولايات المتحدة الأميركية سيكون أمراً حاسماً لمقابلة الطلب المرتفع في الأقاليم إلا أن حركة التوريد قد تتضاءل عند دخول طاقات إنتاجية جديدة في آسيا إضافة إلى الطلب المرتفع من قطاع الجازولين الأميركي الممزوج.