بعد غياب دام لأعوام ابتعد فيها عن الأضواء على الرغم من محاولاته المتكررة للصعود التي باءت بالفشل، لم يتبق لجمهور الطائي سوى الذكريات الجميلة عندما كان “صائداً للكبار” لحقبة من الزمن كانت هي الأجمل والأروع، خصوصاً أنها تزامنت مع وجود نجوم الكرة السعودية، ووصوله إلى نهائي كأس ولي العهد عام 1417، على الرغم من إمكانياته المالية الضئيلة مقارنة بالأندية الأخرى، ولكنها لم تقف عائقاً أمام روح لاعبيه وعزيمة إدارته وأحلام جمهوره بوجود كوكبة من النجوم كأبناء الدعيع، والرئيس الحالي ناصر الحماد، ورفيق دربه زبن الصادر، وأبناء الصقري، وفواز القبلان، وإبراهيم البكر، وخليل المصري، وسعود الحسين -رحمه الله-، والخشرم، وموسى الخالد، والكثير من اللاعبين المخلصين لشعار النادي، إضافة للمحترفين الذين لن يتكرروا، وهذا يحسب للإدارات السابقة آنذاك في عملية اختيارها واستقطابها للاعبين مثل المهاجم يحيى جاكو، ولاعبي الوسط ماما دوصو وحمادجي الذين كانوا فيما بعد مطمعاً للكثير من الأندية.

المحاولات الطائية المتكررة من أجل العودة إلى الواجهة أثمرت عن وضع أعضاء شرف النادي ثقتهم في ناصر الحماد لتولي منصب رئيس النادي بالتزكية، وتعتبر المرة الثانية له كرئيس لما يملك من خبرة فنية كلاعب سابق، إضافة إلى أنه عضو في اللجنة الفنية الأخيرة أثناء فترة رئاسة اللواء عبدالله العديلي، وإلمامه بكل ما يتعلق بالأمور الإدارية نتيجة للخبرة التي اكتسبها خلال فترة رئاسته السابقة للنادي، وتمتعه بشعبية جارفة عند جماهير النادي وعلاقات اجتماعية مميزة بحكم تواجده الدائم بجانب رؤساء النادي السابقين.

عن أوضاع الطائي واستمرار ابتعاده عن “دوري جميل” يقول عضو الشرف والداعم سعود العبيد: “في كل عام نعمل ونسعى إلى العودة، وفي العام الماضي كنا قريبين من تحقيق حلم الصعود، ولكن لم يحالفنا الحظ على الرغم من أن إدارة عبدالله العديلي عملت على تجاوز كل العقبات، ووفرت الدعم، وجلبت لاعبين جيدين، وكأعضاء كنا متكاتفين، ونحضر الاجتماعات عند كل دعوة من الرئيس، ونتبادل الأدوار في الدعم، ولدينا المدرب التونسي مكرم عبدالله، وهو مدرب ذكي ويعتبر خبيراً في دوري الدرجة الأولى، وفي الأخير أتمنى أن يكون الصعود للموسم الحالي من نصيبنا”.

وحول استعدادات الإدارة الحالية للعام المقبل بقيادة الرئيس المرشح ناصر الحماد يقول العبيد: “الشكر لله ثم لرئيس الهيئة الشرفية المهندس سعود الصقيه على دعمه اللا محدود والمتواصل، والكل شاهد عمل إدارة الحماد من خلال التعاقد مع مجموعة لاعبين محليين، والتجديد مع آخرين، واختيار أجانب في خانات مهمة وتأمين الحراسة، ولو لاحظنا غالبية لاعبي الفريق الأول كانوا مميزين، وبكل أمانة وبرأيي الشخصي مكانهم “دوري جميل” وهدف الإدارة من ذلك تنافس اللاعبين في كل مركز وهذا يصب في مصلحة النادي أولاً، وأخيراً وبإذن الله سيكون موسماً مختلفاً ومميزاً، ونحقق الهدف المنشود ونسعد جماهير “صائد” الكبار بالعودة إلى مكانه الطبيعي في “دوري جميل”.

وبماذا يعد أعضاء الشرف إدارة النادي واللاعبين؟ يقول العبيد: “أنا عاشق لهذا الكيان منذ الصغر، وواحد من محبيه، وأتابع كل صغيرة وكبيرة، وسبق وإن كافأت اللاعبين وأنا خارج أرض الوطن بعد متابعتي للمباراة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من انشغالي المستمر، وحبي لهذا النادي يزداد يوماً عن الآخر على الرغم من أن جميع أصدقائي المقربين منتمون للنادي الجار الجبلين الذي نكن لكل محبيه كل الود والاحترام والتقدير، وأعد اللاعبين كلما أسعدونا بأن أسعدهم، وهذا واجب وأقل ما أقدمه لنادينا، وأعضاء الشرف في النادي أوفياء ولا يحتاجون دعوة، وسيكونون في الموعد عند تحقيق الفريق نتائج إيجابية”.

المستقبل في الفئات السنية

عن أسباب ابتعاد الطائي عن دوري جميل والحلول لعودته إلى سابق عهده يؤكد المهاجم السابق إبراهيم البكر: “أن كرة القدم لعبة جماعية تحتاج لتكاتف اللاعبين داخل المستطيل الأخضر وأدعو اللاعبين للشعور بالمسؤولية واللعب بإخلاص للكيان وتقديم أنفسهم بشكل مختلف، فحقوقهم لن تضيع في ظل أنظمة الاتحاد السعودي، لذا يجب عليهم التركيز داخل الملعب والخروج في نهاية كل مباراة بمستوى يرضي طموح الإدارة وجمهوره؛ لتحقيق الصعود الذي يعتبر إنجازاً شخصياً للاعب نفسه قبل أن يكون للنادي، ونحن كلاعبين في السابق كنا أسرة واحدة داخل وخارج الملعب، نقاتل من أجل الكيان والجمهور ولأجل أنفسنا، فعندما نقدم مستوى جيداً نعيش بعد المباراة لأيام عدة فخورين وتغمرنا السعادة للمجهود الذي قدمناه، وعلى العكس نخجل ونتهرب من مواجهة الجمهور في حال كانت النتيجة سلبية”.

وأضاف: “بالنسبة للحلول حتى يعود الطائي فهي كثيرة، ولا يجب الاستعجال عليها، ومنها الاهتمام بالفئات السنية؛ لأنها المستقبل وكلما كان التركيز أكثر على هؤلاء الشباب من خلال وجود بيئة صحية مناسبة كلما كانت الاستفادة للنادي أكبر سواء ببيع بعض اللاعبين وإيجاد مصدر دخل، أو من خلال مشاركتهم مع الفريق الأول الواجهة الأولى للنادي، وأتمنى من الإدارة الحالية أن لا يتم هدر المال في صفقات لاعبين لمجرد أسمائهم، فالأهم عطاء اللاعب وقتاليته وإخلاصه للكيان”.

الطائي بحاجة لوقفة صادقة

يعزو مهاجم الطائي السابق وعضو اللجنة الفنية زبن الصادر أسباب غياب الطائي عن الأضواء إلى قلة المردود المادي للنادي، وندرة المواهب الحقيقية في المنطقة، إضافة إلى عدم المحافظة على نجوم النادي البارزين، وعدم الاستقرار الإداري والفني وقال: “الحلول في نظري والأهم وقفة أهالي منطقة حائل، وأخص رجال الأعمال، والعمل بشكل جدي على جلب مستثمرين للنادي، وفي الأخير لا أنسى شكر صحيفة “الرياض” على قيامها بدورها الإعلامي بشكل مميز وحيادي حتى نالت احترام وثقة الرياضيين بشكل عام وفي حائل بشكل خاص”.