أدى المصلون صباح أمس صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي، وفي مختلف أنحاء المملكة، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل، ففي مكة المكرمة أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد الحرام حيث أمهم إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. ماهر بن حمد المعيقلي الذي أوصى، المسلمين بتقوى الله تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى، وَحفظُ أَوَامِرَهُ وَتعَظِّيم حُرُمَاتِهِ وَشَعَائِرَهُ.
وقال في خطبة العيد: إِنَّ السَّلَامَ مِنْ أَعْظَمِ مَظَاهِرِ الْحَجِّ، فَتَرَىْ الْمُحْرِمَ مُنْذُ أَنْ يَدْخُلَ فِي النُّسُكِ، فَهُوَ فِي سَلَامٍ، فَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَقْتُلَ صَيْدًا، وَلَا يُعِينُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَا أَنْ يَأْكُلَ مَا صِيْدَ مِنْ أَجْلِهِ، ثُمَّ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ، جَمَعَ بَيْنَ سَلَامِ الْإِحْرَامِ، وَسَلَامِ الْحَرَمِ، فَالحَرَمُ لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يُقْطَعُ شَجَرُهُ، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ، وَإِذَا نَظَرْنَا مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَظَاهِرِ السَّلَامِ فِي الْحَجِّ فَإِنَّهَا تَعمُ هَذِهِ الْمَحْظُورَاتِ الْمَادِّيَّةَ، وَكَذَلِكَ أَقْوَالَ النَّاسِ وَأَفْعَالَهُمْ، وَلِذَلِكَ نَجِدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي حَجِّهِ، يَحثُ النَاسَ على الرفقِ واللين، حِرْصَاً مِنْهُ صلى الله عليه وسلمَ على سَلامَتِهمْ وَأَمْنِهِم، وَتذكيراً مِنْهُ بِمَبَادِئِ السَلامِ الأَصِيلَةِ فِي الحَجِ.
وأكّد أنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ دِيْنُ السَّلَامِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيُّ السَّلَامِ، وَاللهُ جَلَّ جَلَالُهُ هُوَ السَّلَامُ، وَيَدْعُوْ إِلَى دَارِ السَّلَامِ، ((وَاللَّهُ يَدْعُوْ إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ))، لِذَلِكَ حَرِصَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى تَرْسِيْخِ هَذَا الْمَبْدَأِ الْعَظِيْمِ فِي قُلُوْبِ أُمَّتِهِ، لِأَنَّ فِيْهِ وَحْدَتَهُمْ وَتَآلُفَهُمْ، وَعِزَّهُمْ وَقُوَّتَهُمْ. فَعَنْ أَبِيْ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَفْشُوْا السَّلَامَ كَيْ تَعْلُوْا))، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بإِسْنَادٍ حَسَن. أَيْ: لِكَيْ يَرْتَفِعَ شَأْنُكُمْ، فَتَكُوْنُوْا فِي مَنَعَةٍ وَقُوَّةٍ.
وفي المدينة المنورة أدى جموع المسلمين صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد النبوي، وأمّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، مبيّناً أن الإسلام كرم الإنسان وشرفه وفضله واستوفى الحقوق وأهلها وشرع بين العباد ما فيه صلاح معاشهم، فأمر ببر الوالدين وصلة الرحم ورعاية الذرية وإصلاحها والإحسان للجيران والضعفاء واحترام الكبير ورحمة الصغير، وأكرم المرأة وحمى عرضها وجعل لها حقوقا ودفع ظلم الجاهلية عنها، مشيراً إلى أن من الوفاء في الإسلام حب نقلة هذا الدين من الصحابة ومن بعدهم من التابعين، ومن محاسنه إنزال الكبار منزلهم فدعا لتوقير العلماء والرجوع إليهم، وأمر بالنصيحة لولاة الأمر وطاعتهم بالمعروف والدعاء لهم، ويقدر لحماة الدين ومقدساتهم قدرهم.