فيما كانت مراكز التسوق الكبرى ومحال التجزئة في مناطق المملكة، تستعد لاستقبال عيد الأضحى المبارك، بخطط تسويقية وعروض وتخفيضات، تشمل السلع التي يقبل عليها المحتفلون بالعيد، كانت بائعات الأرصفة المجاورة للأماكن الترفيهية بدأن بالفعل استعداداتهن المكثفة للمناسبة نفسها، بجلب كميات كبيرة من الحلويات والمثلجات وألعاب الأطفال والمكسرات، وعلى مقربة منهن تمركز بائعو القهوة والشاي بجميع أنواعها، لمعازلة المحتفلين بالعيد السعيد، فضلا عن بائعي الكراسي والطاولات والوسائد.

وتتوزع عشرات البائعات الجائلات في الواجهة البحرية في الدمام وكورنيشي الدمام والخبر وأماكن المدن الترفيهية، وكأنهن في تنافس كبير فيما بينهن لجذب أكبر عدد من زوار الشرقية وأهاليها الذين اعتادوا على ارتياد هذه الأماكن في العيد، وتستثمر هؤلاء البائعات عدم وجود مراكز تجزئة في هذه الأماكن، ويبسطن نفوذهن التجاري على المنطقة، ويعرضن عشرات السلع بأسعار متفاوتة، تتصدرها حلويات الأطفال والمثلجات والمياه المعدنية، وبعض لوازم الشوي، من فحم وشوايات، رغم منع الشوي رسميا في الحدائق بشكل رسمي من قبل أمانة الشرقية.

وترى البائعات الجائلات أن موسم عيد الأضحى المبارك سيكون آخر مواسم الإجازة الصيفية، التي استمرت نحو أربعة أشهر، لذا قررن استغلاله في بيع أكبر كميات من السلع. وجلبت سعاد عبدالرحمن (بائعة جائلة في الشرقية) بمساعدة زوجها، كميات كبيرة من الحلويات ولعب الأطفال، ووضعتها في مكان بارز على البسطة الخاصة بها في الواجهة البحرية في الدمام، وقالت: “الواجهة البحرية من الأماكن التي ترتادها مئات الأسر كل يوم، ويتضاعف هذا العدد في المناسبات المختلفة، من بينها مناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث يسهرون حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي، ويساعد على ذلك اعتدال الأجواء المناخية في فترة المساء، لذا قررت أن أكثف من نطاق العمل، وتوسيع دائرته، عبر جلب المزيد من السلع والمستلزمات الخاصة بالعيد، مثل ألعاب الأطفال، والحلويات والشيكولاته، وكذلك المكسرات التي يزداد عليها الطلب”. وتضيف: “بجانب هذه السلع، أحرص على تأمين بعض العباءات وأغطية الوجه وإسدالات الصلاة للنساء، اللائي يقبلن عليها، في حال تعرض عباءاتهن للتلف، أو ضياع أغطية الوجه”.

الألعاب النارية

واستأجرت فاطمة محمد (بائعة متجولة في كورنيش الخبر) سيارة نقل صغيرة، لتنقل لها السلع إلى المكان الذي اعتادت الجلوس فيه، وتقول: “اتفقت مع السيارة ذاتها، على تأمين السلع التي أحتاج لها على مدار اليوم أثناء إجازة العيد، بشرائها في تاجر الجملة، وإيصالها إلى البسطة، وهذا يرتبط بكم الطلب المتوقع على السلع المعروضة أمام مرتادي الكورنيش”.

وتضيف: “المبيعات اليومية المتوقعة في مناسبة العيد، تتراوح بين ثلاثة وخمسة آلاف ريال، وهو ما يضمن مكسبا صافيا، يصل إلى 20 في المئة من إجمالي المبيعات”. وقالت: ” الإقبال الكبير في العيد، يتركز على ألعاب الأطفال والحلويات والمياه المعدنية، إلى جانب بعض الألعاب النارية الصغيرة التي لا تجلب الأضرار لمستخدميها”، مضيفة أن “بعض البائعات يجلبن حلويات أطفال ردئية الصنع، وغير معروفة، ويبعنها بأضعاف ثمنها، وهو ما يؤمن لهن مكسباً كبيراً في نهاية اليوم”.

الشاي العدني

وعلى الجانب المقابل من الواجهة البحرية في الدمام، يتمركز صانعو الشاي والقهوة العربية على الفحم. وتقبل الأسر من مرتادي الواجهة، على شراء احتياجاتهم من الشاي والقهوة، على مدار اليوم. ويقول عمر الشريفي (بائع شاي وقهوة): “المشروبات الساخنة على الفحم لها طعم مختلف وجذاب، ويفضل الكثير من الأسر السعودية شرب القهوة العربية المصنوعة على الفحم دون سواها، بجانب أنواع الشاي المختلفة، مثل الشاي الأحمر، والشاي العدني، والشاي الصيني، والشاي الأخضر، وشاي المرامية، وشاي المنكه”، مشيراً إلى أنه “من الصعب أن يصنع أي شخص هذه الأنواع المختلفة، إذا لم يكن لديه خبرة ومتدرباً على صنعها”.

ويضيف: “في عيد الأضحى، أسهر حتى ساعات الصباح الأولى، لتلبية الطلب المتزايد على القهوة العربية والشاي، وتصل المبيعات اليومي إلى نحو ثلاثة آلاف ريال، وهو ما يضمن لي نسبة أرباح مرضية في نهاية أيام العيد”.