في كل عام يبرز دور جمعية الكشافة العربية السعودية، تشاركها في ذلك وزارة التعليم ليشكلا دوراً تطوعياً كبيراً يبرز في أهم المناسبات التي يمر بها العالم الإسلامي ألا وهي مناسبة “الحج” التي تتكرر كل عام، وتجند فيها بلادنا ما يزيد على نصف مليون سعودي لخدمة أكثر من مليوني حاج سنوياً.
لأنها تعتبر خدمة الحجاج والمعتمرين شرف عظيم لكل فرد سعودي.
ومن هذا المنطلق تهيئ وزارة التعليم والجمعية آلاف المعسكرات بمزودة بآلاف الكشافة والجوالة والموظفين من مختلف قطاعاتها الكشفية لخدمة حجاج بيت الله الحرام في “مكة المكرمة” والمشاعر المقدسة؛ ليسهموا من خلال عدد من المعسكرات مع عدد من الجهات المعنية في خدمة ضيوف الرحمن، وهذا يأتي سعياً من الجمعية والوزارة في غرس روح التطوع وحب العمل وخدمة الآخرين لدى الناشئة من أبناء الوطن، إلى جانب تنمية المحبة والتآلف بين أفراد الكشافة، وإحساسهم بالواجب الذي يجب أن يقدموه لضيوف الرحمن، وإظهار الدور المنير للشباب السعودي أمام حجاج بيت الله الحرام.
الكشافة والمعسكرات
وقد بدأت الجمعية العربية السعودية برامجها في خدمة الحجاج أوآخر السبعينيات الهجرية بمجموعة من كشافي العاصمة المقدسة، ثم توالى الأمر بمشاركة كشافي “جدة” و”الطائف” إلى عام 1382، حيث بدأت الخدمة العامة رسمياً تحت رعاية جمعية الكشافة العربية السعودية، بمشاركة (150) كشافاً من سائر أنحاء المملكة،
تنسيق وتعاون، وقد أسهمت جمعية الكشافة العربية السعودية مع وزارة التعليم وبعض الجهات الحكومية والأهلية في خدمة ضيوف الرحمن، براحة الحجاج ومتابعة شؤونهم.
المشرف العام على معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة والمنافذ، الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد، تحدث عن إسهامات هذه المراكز خلال موسم الحج في عملية إدارة حشود أفواج الحجاج من المخيمات إلى الجمرات والعكس، التابعين للمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا، والمؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج إيران، مؤكداً أن خبرات الجمعية في عملية إدارة الحشود تمتد لسنوات طويلة مكنت الكشافين من الحصول على خبرات مميزة يتم تطويرها كل عام عبر مراحل زمانية ومكانية وتقنية.
وأوضح الفهد: أن معسكرات الخدمة العامة، يبلغ عددها
عشرة معسكرات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومعسكرا بالمدينة المنورة إلى جانب إشرافها على 16 معسكراً تقيمها كشافة وزارة التعليم في المنافذ البرية والجوية والبحرية، وبلغ عدد الكشافة والجوالة والقادة والرواد المشاركين في معسكرات الخدمة العامة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، والمنافذ البرية والجوية والبحرية ومدن الحجاج أكثر من 7500 عضو متطوع، وهي تسهم في بناء شباب الوطن، وتحقيق الآمال والتطلعات التي، مثمناً دور القطاعات الكشفية في إنجاح المعسكرات، مشيرًا إلى أن الجمعية وقعت عدة اتفاقيات شراكة مع عددٍ من الجمعيات غير الربحية ضمن سعيها المستمر لتطوير العمل والتوسع النوعي والكمي للمعسكرات، مؤكداً أن ما وصلت إليه الكشافة هو بفضل الله سبحانه، ثم دعم الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو نائبه -حفظهما الله-.
من جهته أفاد قائد عام المعسكرات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور صالح بن رجاء الحربي أن الجمعية تسعى إلى التوسع في نمو العمل التطوعي كماً وكيفاً لمواكبة رؤية المملكة 2030، مؤكداً أن عمل الشباب التطوعي في برامج الخدمة العامة يُعزز القيم والتنمية الوطنية.
مشاركة التعليم
وفي كل عام تشارك وزارة التعليم بمعسكرات الخدمة العامة التي تقيمها الجمعية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وقد دشن وزير التعليم، رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، الدكتور أحمد بن محمد العيسى، مع انطلاقة أعمال الحج 11 معسكراً للخدمة العامة، أقامتها الجمعية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وأكد الوزير أن جمعية الكشافة العربية السعودية عَمِلت في الفترة الأخيرة على تطوير أعمالها كافة، وفي معسكرات الحج والعمرة خاصة؛ لتسهم إن شاء الله في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، ومبادرات برنامج التحول الوطني 2020، وخاصة في عدد المنتمين للعمل التطوعي، وتزويد المنتمين للكشافة بالمعارف والمهارات والقدرات اللازمة من خلال توفير فرص التدريب في مختلف المجالات المتعلقة بالعمل الكشفي التطوعي، وبما يتفق والمتغيرات، وبما يحقق الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها الجمعية وفق منهجية للعمل بالتجهيز على مدار العام؛ بدلاً من العمل الموسمي مع تطبيق معايير الجودة، ومقاييس الأداء، لرفع مستوى الجاهزية لمعسكرات الخدمة في العمرة والحج.
وأوضح د. العيسى. أن إطلاق برامج معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، يبين حجم العمل التطوعي الذي يقوم به المشاركون فيها من القادة والكشافة والجوالة وجميع العاملين في الخدمات المساندة.
مضيفا: أن من قدم للعمل في هذه المعسكرات يدرك معنى العمل التطوعي، ومدى إيمانهم بالمسؤولية المجتمعية وخدمة ضيوف الرحمن والوطن، كما أننا ندرك حجم العقبات والمعوقات التي مر بها الزملاء في أمانة الجمعية في التجهيز لإقامة هذه المعسكرات، والتي تجاوزوها بالعزيمة والبصيرة والفكر والجدية والخبرة؛ لتحقيق الهدف الأسمى الذي يؤمنون به، وهو أن خدمة الحجاج فخر وشرف لهم ولكم.
استعدادات مستمرة
في كل عام تكتمل الشراكات بين التعليم والجمعية لترشيح القيادات الكشفية العاملة بالحج منذ وقت مبكر، وتعقدت لهم الاجتماعات وورش العمل لتقوم تلك المعسكرات بتعزيز وتطوير أعمالها من خلال تقنية المعلومات، وتعزيز الاستفادة منها في شتى الخدمات خاصة في الخرائط الإرشادية الإلكترونية، وإرشاد الأطفال التائهين، والمعاملات الداخلية، وتحرص الجمعية العربية السعودية على بذل المزيد نحو تهيئة النواحي البيئية المناسبة للمعسكرات في مشعري منى وعرفات، لإحداث نقلة نوعية في تنفيذ البرامج والفعاليات الثقافية التي تقام خلال الأيام الأولى من تنفيذ المعسكرات، وفقا لمركز التواصل الدولي في وزارة الثقافة والإعلام السعودية.
وتأتي هذه المعسكرات والأعمال التطويرية التي تنفذ ضمن منظومة العمل الكبيرة لجميع قطاعات الدولة التي تحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث يوجه دائمًا بتسخير كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية من أجل خدمة الحجاج الذين يفدون إليها من كل فج عميق، وتسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.