أكد رئيس لجنة تجار المواشي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، سليمان بن سعيد الجابري، أن وصول 1.200.000 رأس من المواشي الحية المستوردة إلى السوق المحلي عبر ميناء جدة الإسلامي، أسهم كثيراً في كبح جماح أسعار المواشي، وحقق استقرارا وثباتا لأسعار الأضاحي هذا العام.

وأشاد الجابري بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة في معالي الوزير المهندس عبدالرحمن الفضلي، الذي لا يدخر وسعاً في تشجيع التجار والمستوردين على توفير احتياجات الأسواق من المواشي الحية طوال العام من خلال تيسير إجراءات الاستيراد مع السماح بالاستيراد من مختلف الدول التي تتوفر بها الاشتراطات الصحية والبيطرية المطلوبة للمملكة، وتقديم كل أنواع الدعم اللازم لذلك.

ولفت رئيس لجنة تجار المواشي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة الانتباه إلى الدعم والاهتمام الذي تجده اللجنة من البنك الإسلامي للتنمية المشرف على مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، عبر تذليل مختلف العقبات التي تواجه تجار وموردي المواشي في سبيل تمكينهم من أداء دورهم في خدمة المشروع وحجاج بيت الله الحرام.

إلى ذلك أكد تجار أن عيد الأضحى المبارك الحالي أول اختبار حقيقي لأسواق المملكة، يظهر مدى التأثر الإيجابي بالأمر الملكي القاضي بإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين بأثر رجعي، مشيرين إلى عودة البدلات والعلاوات، التي صرفت لموظفي الدولة في الأسبوع الماضي، عززت القوة الشرائية للأسر، وزادت من نسبة الإنفاق العام للعائلات، في الوقت نفسه، تعزز البدلات حجم ومحيط العيديات التي يمنحها الكبار لأبنائهم وأقاربهم، وهو ما ينعكس إيجابا على القوة الشرائية.

وكان وزير المالية محمد الجدعان عدّد في وقت سابق مزايا قرار إعادة صرف البدلات والمكافآت لكافة موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، وقال إن “إعادة البدلات والمكافآت سوف تؤدي إلى انتعاش الاقتصاد السعودي وسيزيد الثقة فيه، كما سوف تسهم في توفير السيولة المالية التي سترفع مستوى القوة الشرائية”، مشيراً إلى أن “سبب عودة البدلات والمكافآت هو أن القرار السابق كان يحوي مادة تنص على إمكانية عودة النظر في وقف صرف البدلات؛ إذا حدث تحسن في الوضع الاقتصادي”.

وتتوقع مصادر في قطاعات اقتصادية عدة تحسن حركة البيع فيها خلال إجازة عيد الأضحى، بعكس عيد الفطر الماضي، لاعتبارات عدة، أبرزها صرف المكافآت والعلاوات لموظفي الدولة بأثر رجعي، الأمر الذي يعني توفر السيولة لديهم، وتعزيز القوة الشرائية للأسر السعودية، ومن هذه القطاعات، قطاع السياحة والترفيه، الذي -بحسب مروان عبدالله المدير المسؤول في إحدى مدن الترفيه- استعد للعيد ببرامج تسويقية وترويجية عدة، تهدف إلى جذب العملاء، وبخاصة الأطفال منهم”.

ويضيف مروان: “تعتبر المدن الترفيهية في المملكة، مناسبة عيد الأضحى الفرصة الأخيرة لها، لإنعاش المبيعات قدر الإمكان، قبل الدخول في فترة ركود قسري، بالتزامن مع بدء الموسم الدراسي الذي ينطلق منتصف الشهر الجاري، لذا سنجتهد من أجل استثمار هذا الموسم، ويحفزنا على ذلك صرف البدلات والمكافآت لموظفي الدولة كافة في الأسبوع الأخير من الدوام، قبل إجازة العيد، وستظهر آثار هذه العودة في زيادة إنفاق الأسر على العديد من السلع والخدمات الثانوية، من بينها قطاع الترفيه الذي ينتعش مع انتعاش الدخل، والعكس صحيح”.

ونالت محال التجزئة لبيع المواد الغذائية والبقالات الصغيرة نصيبها هي الأخرى من علاوات الموظفين، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسب متفاوتة في وقت مبكر، ووفقا لنبيل عوض (مدير مبيعات في أحد مراكز البيع بالتجزية)، فقد زادات مبيعات متجره في نفس اليوم الذي أعلنت فيه عودة المكافآت والبدلات، وقال: “ليست كل سلع مراكز بيع المواد الغذائية من الأساسيات، إذ توجد ما نسبته 35 في المئة من السلع الترفيهية أو الكماليات، مثل الألعاب والحلويات ومشروبات الطاقة ومستلزمات شواء اللحم، التي أرى أنها تشهد حاليا زيادة مبيعات كبيرة على غير العادة، إذا ما قارنا هذه المبيعات مع مبيعات نفس السلع في عيد الأضحي من العام الماضي”، مبينا أن “السبب من وجهة نظري يكمن في انتعاش دخل المواطن، بعد عودة البدلات والمكآفات إليه، بأثر رجعي، وهو ما أشاع جواً من السعادة والراحة والاطمئنان بين الموظفين، وتنعكس هذه الحالة على مزاج المواطن العام، فيقبل على شراء السلع الترفيهية أو الثانوية، للتعبير عن حالة السعادة التي يعيشها، وهذا ما حصل في هذه الأيام”.

وتأثير عودة البدلات والمكافآت إلى موظفي الدولة، لن يقتصر على الأسواق بكافة تخصصاتها، وإنما سيشمل أيضا “العيديات” التي سيمنحها الكبار لأقربائهم من الصغار في مناسبة العيد. ويقول المواطن عثمان القرواني: “زيادة دخل المواطن بعد صرف البدلات والعلاوات، ينعكس بالايجاب على أفراد أسرته، كما ينعكس على جميع الأسواق التي يتعامل معها، فضلا عن الحالة المعنوية الجيدة التي يشعر به المواطن، وهو ما يدعوه إلى زيادة معدل الصرف”. وأضاف: “حجم العيديات ومحيطها الاجتماعي، يتأثران بدخل المواطن بشكل عام، فتراجع الدخل في الفترة الماضية، التي توقفت فيها بدلات المواظفين ومكافآتهم، أثر سلبا في حجم العيديات، حيث ترجعت قيمتها، كما أنها اقتصرت على محيط العائلة وبعض الأسر المقربة منها”. وقال: “في هذا العيد أعتقد أن هناك عوامل محفزة على زيادة حجم العيديات بشكل أكبر من ذي قبل، وتوسيع نطاق منحها”.