تواصل إغلاق مصافي النفط والمصانع الكيماوية في ولاية تكساس الأميركية على خليج المكسيك على إثر إعصار هارفي الذي دمر أجزاء كبيرة جداً من السواحل في المنطقة والتي تحتضن أكبر المدن الصناعية في العالم.
وذكر مصدر صناعي لـ”الرياض” بأن المصافي والمصانع البتروكيماوية والصناعات الأخرى لاتزال مغلقة، ولكنها ستستأنف عملياتها مع عودة البنية التحتية إلى وضعها الطبيعي، غير أن الحوادث غير المتوقعة مثل الانفجارات والحرائق في مصنع أركيما للبيروكسيدات العضوية في كروسبي، شمال شرق هيوستن سوف تؤثر على حجم الإنتاج بعد انقشاع الأزمة.
وأشار بأنه يظل من الصعب تحديد الوقت اللازم لربط السكك الحديدية والطرق، التي تمكن العاملين المعاودة لمواقع أعمالهم في سلامة وبيئة أمنة حيث تأثر الكثيرون بعمق من جراء الفيضانات.
ومن المتوقع أن يعاد فتح المحطات فى بورت هيوستن في غضون أيام في وقت تقوم شركات السكك الحديدية باستعادة الخدمات التي ضربها الإعصار والعواصف الاستوائية. وقالت إكسون موبيل فى حديث لها إنها تجري تقييمات الأثر في مجمع بايتون الذي تم إغلاقه. كما أغلق بالقرب مصنع البلاستيك بلتفيو، في حين أنجزت شركة بومونت للتكرير والكيماويات عمليات إغلاق آمنة ومنهجية في حين كانت مصانع التكرير والكيماويات التابعة للشركة في باتون روج بولاية لويزيانا تعمل بشكل طبيعي.
وأضاف الصدر ومن الواضح أنه لن يكون من الممكن تقييم ظروف السوق لعدد لا يحصى من المنتجات حتى يعرف ما إذا كانت المصانع تضررت من العاصفة والفيضانات اللاحقة أو ما إذا كانت قد تأثرت في جانب الخدمات اللوجستية المقيدة، وكانت الفيضانات في بعض المواقع شديدة، ومع تراجع المياه، سيصبح الضرر أكثر وضوحا، ومن المتوقع أن يتم تشييد مرافق جديدة في منطقة ساحل الخليج الأميركي.
وقال لقد وضعت الشركات بحق سلامة موظفيها ورفاهيتهم أولا، وقد سعت تلك الشركات العاملة في المناطق المتضررة إلى تتبع مكان وجود العمال، وامتدح المدير التنفيذي لشركة “شل” بن فان بوردن الموظفين الذين ساعدوا على ضمان عمليات الإجلاء الآمن وإغلاق الحفارات وعمليات التكرير والعمليات الكيماوية وأولئك الذين بقوا خلفهم للحفاظ على سلامة المصانع وأولئك الذين خرجوا لمساعدة الآخرين.
وأشار إلى أن من الممارسة السليمة إعطاء الثناء لمن يستحقه وخاصة بعد كارثة طبيعية مثل إعصار. وقال “إن التخطيط للأعاصير والعواصف الاستوائية والفيضانات شيء واحد”. و”كانت الأيام القليلة الماضية شيئا آخر والتي سوف تحتاج إلى تقييمها على مدى الأيام والأسابيع المقبلة”.
وقالت وزارة الطاقة الأميركية أنه اعتبارا من الساعة 12:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الخميس، تم إغلاق 13.5 % من إنتاج النفط في خليج المكسيك في الولايات المتحدة و17.6 % من إنتاج الغاز الطبيعي في المناطق التي تديرها الحكومة الاتحادية.
وفي الساعة 15:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة من نفس اليوم، أغلقت عشر مصافٍ في منطقة ساحل الخليج الأميركي وفقا لتقارير عامة، وتبلغ قدرتها مجتمعة ما يعادل 31.7 % من قدرة ساحل الخليج الأميركي و17.6 % من إجمالي الطاقة التكريرية في الولايات المتحدة.
ويشير تحليل إلى أن 47 % من قدرة الإيثيلين الأميركي تأثرت، و37 % من البنزين الأميركي و31 % من البولي إيثيلين الأميركي، حيث أصبح تأثير العاصفة أسوأ بكثير مما كان متوقعا.
وقال فان بوردن: “وحتى الآن مع عودة الشمس وجهود تخليص الطرق السريعة من المياه، تستمر التحديات في المستقبل”، مشيرا إلى تأثر أيضاً مصانع شركة شل في مومباي حيث تعرضت المدينة للفيضانات المريرة المدمرة. وتعد تكساس أكبر منتج للكيماويات في الولايات المتحدة، في حين تأتي لويزيانا رابع أكبر، على الرغم من أن نسب البتروكيماويات المنتجة في هذا الجزء من العالم هي أكبر بكثير.
ووفقا لمجلس الكيمياء الأميركي، فإن شحنات المواد الكيميائية التي تغادر تكساس ولويزيانا تبلغ قيمتها 180 مليار دولار، منها قيمة 129 مليار دولار للأولى، و51 مليار دولار للأخرى. وقد أثرت هارفي على ما مجموعه 155 مليار دولار من الشحنات الكيميائية، حوالي 20 % من إجمالي الولايات المتحدة.
ومع استمرار الانتعاش في تكساس ولويزيانا، سيتعين على الشركات رصد وتقييم الوضع المتطور. وسيتعين عليها أيضا أن ترى ما قد يلزم من تدابير إضافية للتصدي للأحداث الجوية القاسية في المستقبل.