نجحت مصانع الكيماويات التايلاندية والسنغافورية والصينية بالظفر بشحنات وافية من الميثانول الكيماوي من السعودية خلال النصف الأول من العام الحالي 2017؛ حيث بلغت وارادات تايلاند طاقة 267.000، والواردات السنغافورية طاقة 350.000، والصينية طاقة 785.000، في ظل منافسة منتجين من الولايات المتحدة الأميركية، وإيران، وقطر، وإندونيسيا، وماليزيا، والبحرين، في وقت تتزعم السعودية الإنتاج العالمي بالمرتبة الثانية بطاقة 8 ملايين طن متري سنوياً تدر إجمالي عوائد سنوية تقدر بنحو (3) مليارات دولار وفق متوسط سعر الطن لشهر أغسطس الذي تأرجح حول مبلغ 350- 360 دولارا للطن.

في وقت تتنافس السعودية والولايات المتحدة وإيران لزيادة صادراتهم لليابان بوصف الدول الثلاث المصدرين الرئيسين لليابان، حيث يقدر إجمالي واردات اليابان السنوية من السعودية أكثر من (2) مليون طن، في حين تعد الصين أكبر دولة مستوردة للميثانول في العالم؛ حيث تشهد الأسعار الفورية استقرارا بقيمة 2405-2600 يوان. ورفعت شركة ميثانيكس الكندية وهي أكبر منتج للميثانول في العالم أسعار تعاقدات سبتمبر للسوق الأميركي بنسبة 45 في المئة.

وتتصدر المملكة إنتاج الميثانول عالمياً بطاقة أكثر من (8) ملايين طن عبر شركات “سابك” من خلال مجمعين بتروكيماويين ضخمين بالجبيل الصناعية هما الشركة السعودية للميثانول “الرازي” التي تعد أكبر مجمع منفرد لإنتاج الميثانول في العالم بطاقة 6 ملايين طن متري سنويا والمتحالفة مع شركة ميتسوبيشي اليابانية لكيماويات الغاز، والأخرى الشركة الوطنية للميثانول “ابن سينا” بنحو مليون طن.

إضافة إلى طاقات أخرى خارج “سابك” من الشركة العالمية للميثانول التابعة لشركة “سبكيم” المتحالفة مع الشركة العربية اليابانية للميثانول المحدودة وهي شركة مملوكة من قبل مجموعة من الشركات اليابانية ومنها شركتا متسوي وميتسوبيشي، بطاقة مليون طن، ويعمل مصنع الميثانول بكامل طاقته التصميمية، ويتم استخدام جزء من إنتاج المصنع كلقيم أساسي لمصنع الشركة العالمية للأسيتيل المحدودة التابعة لسبكيم، بينما يتم شحن باقي الإنتاج إلى عملاء الشركة محليا، وعالميا، وإقليميا. وكميات أخرى تضخها شركة كيمانول.

وتكمن أهمية الميثانول في استخداماته المتعددة ودخوله في قائمة لا حصر لها من الصناعات الكيماوية وفي صناعة قطع السيارات والطائرات وكافة المركبات المتحركة والأجهزة الإلكترونية والبلاستيكيات ويشكل قاعدة واسعة لسلسلة من الصناعات التحويلية التي استفاد منها القطاع الخاص السعودي؛ حيث يستخدم في صناعة كافة أنواع المواد اللاصقة التي تستخدم في الجدران والأسقف والأرضيات وقيعان برك السباحة والدهانات والأغلفة البلاستيكية والعدسات والوسائل البصرية والألياف الصناعية والخيوط التركيبية التي تدخل في صناعة الملابس، ويستخدم أيضاً في إنتاج الجلد الصناعي الذي تصنع منه حقائب السفر والمقاعد والمعاطف وغيرها من المنتجات النهائية التي تمكن القطاع التحويلي من إقامتها.

إضافة إلى دخول الميثانول في إنتاج مادة (إم تي بي إي) التي تضاف إلى البنزين بدل الرصاص للحد من تلوث البيئة فضلاً عن بدء استخدامه كوقود في بعض الدول المتقدمة كاليابان.

وتتم عملية تصنيع الميثانول وفق تقنية عالية ودقيقة جداً تتمثل في فصل الكبريت من الغاز الطبيعي وخلطه ببخار الماء ومعالجته بدرجة حرارية عالية للحصول على غاز التصنيع (أول وثاني أكسيد الكربون والهيدروجين) ثم يتم رفع ضغط الغاز لإتمام عملية التفاعل وإدخال الغاز المضغوط إلى مفاعل الميثانول لإنتاج الميثانول الخام ثم تصفيته لإنتاج ميثانول كيماوي نقي له أهميته القصوى في العالم.