بعد طردهم من المدينة القديمة في الرقة، لا ينفك مقاتلو تنظيم داعش عن محاولة التسلل إليها، لكن قوات سورية الديموقراطية وقناصتها المتمركزين في الطوابق العلوية يحبطون تحركاتهم بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

في أحد شوارع المدينة القديمة، يتجول مقاتلون من قوات سورية الديموقراطية (قسد) مدججين بالسلاح بين أبنية مدمرة وأخرى تصدعت طوابقها العلوية، فيما تملأ المكان رائحة منبعثة من جثث ملقاة على الطريق تعود لعناصر التنظيم المتشدد قتلوا خلال المعارك.

وداخل عربة عسكرية من طراز همر، يقول القائد الميداني أردلان حسكة باللغة الكردية وهو يرافق فريق وكالة فرانس برس في جولة داخل أحياء الرقة القديمة الأحد: “كل قوتهم كانت هنا، حاولوا مراراً وتكراراً الهجوم علينا بأعداد كبيرة لاستعادتها لكن رفاقنا تصدوا لهم بقوة وكسروا هجماتهم”.

ويضيف “كانت (المدينة القديمة) تعد مركزهم الإستراتيجي ويتمركز فيها عناصرهم من جنسيات أجنبية”.

وأعلنت قوات سورية الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، الجمعة سيطرتها على المدينة القديمة في الرقة.

وتخوض هذه القوات منذ يونيو بدعم من التحالف الدولي، معارك عنيفة داخل مدينة الرقة لدحر مقاتلي التنظيم من معقلهم الأبرز في سورية. وباتت تسيطر على أكثر من ستين في المئة من مساحة المدينة.

وفي العديد من أبنية المدينة القديمة، يتمركز مقاتلو قوات سورية الديموقراطية في الطوابق العلوية المطلة على باقي أحياء الرقة.

على إحدى النوافذ، يثبّت أحد المقاتلين رشاش قنص معدل يطلق عليه اسم “زاغروس”، ثم يستعد لإطلاق الرصاص بعد رصده تحركات عناصر من التنظيم المتطرف قرب أحد أبراج خطوط الاتصالات الخلوية على أطراف المدينة القديمة.

وبعد دقائق من ضربة جوية نفذها التحالف الدولي، تسببت بتصاعد سحابة من دخان كثيف، يشرح القيادي في قوات سورية الديموقراطية أركيش سيامند لفرانس برس وهو يراقب المكان المستهدف من نافذة مرتفعة “نقوم بتمشيط الشوارع المحيطة بالرقة القديمة، وهاجم داعش يوم (الأحد) بعض نقاطنا لكننا تصدينا لهم وطيران التحالف قصفهم”.ويتوقع هذا القيادي أن يحاول التنظيم “تكرار الهجوم مجدداً في محاولة لاستعادة المدينة القديمة التي تحظى بأهمية إستراتيجية”.

ومع سيطرتها على المدينة القديمة في الرقة، باتت قوات سورية الديموقراطية تشرف على المربع الأمني الذي يتحصن فيه مقاتلو التنظيم في وسط المدينة حيث الأحياء السكنية الأكثر كثافة.

وتعد صوامع الحبوب الواقعة على بعد نحو كيلومتر من المدينة القديمة الهدف المقبل لقوات سورية الديموقراطية. ويقول المقاتل أحمد العيسى (25 سنة) وهو يشير بيده إليها: “سنتجه بإذن الله إلى الصوامع لتحريرها من داعش الإرهابي”.