رعى معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن مساء امس الحفل السنوي لرؤساء وأعضاء مكاتب شؤون الحجاج وضيوف ندوة الحج الكبرى لموسم حج هذا العام 1438هـ بحضور معالي وزراء الأوقاف والإرشاد في بعض الدول الإسلامية وقناصل بعض الدول الإسلامية والعربية ورؤساء ووفود مكاتب شؤون الحجاج وعدد من المسؤولين ووكلاء الوزارة وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة.
وبدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم, ثم ألقى معالي وزير الحج والعمرة كلمة رحب فيها بالحضور الكريم في هذا الحفل السنوي الذي اعتادت وزارة الحج والعمرة على إقامته في أعقاب أداء شعيرة الحج تكريماً للضيوف الذين يمثلون مكاتب شؤون الحجاج للدول الشقيقة، مهنئاً الجميع على أداء حجهم، داعياً الله أن يتقبل منهم صالح الأعمال ويعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين وهم يحملون عن بلاد الحرمين أجمل وأنفس الذكريات عبر هذه الرحلة الإيمانية المباركة.
وأكد معاليه أن نجاح منظومة الحج منوط بتعاون القائمين على شؤون الحجاج في الدول الاسلامية ومناطق الأقليات والتقيد بالأنظمة والتعليمات مما ساعد على أداء الحج هذا العام دون عوائق، مضيفاً أن البرامج التوعوية التوجيهية القبلية للحجاج في أوطانهم سهلت عليهم رحلة الحج وجعلتهم يستفيدون من الخدمات بصورة مثالية، مثمناً الحوار الفكري المؤصل الذي دار في ندوة الحج الكبرى هذا العام وانتهى إلى عدد من التوصيات المهمة القابلة للتحويل إلى مشاريع نافعة للأمة الإسلامية.
بعدها شاهد الجميع عرضًا مرئيًا تعريفيًا عن إنجازات وزارة الحج والعمرة التي تهدف لخدمة ضيوف الرحمن والتسهيل عليهم أداء نسكهم بكل راحة واستقرار.
إثر ذلك ألقى معالي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الدكتور وائل بن محمد عبدالله عربيات كلمة رؤساء مكاتب شؤون الحجاج رفع خلالها أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على ما تحقق من نجاح مميز لموسم حج هذا العام 1438هـ, منوهاً بالجهود المبذولة من قبل حكومة المملكة لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم في راحة واطمئنان.
وأوضح أن الشواهد والأدلة ماثلة أمام الحجاج في التطور الكبير في منافذ الاستقبال الجوية والبحرية والبرية من مطارات وموانئ وطرق وشق الأنفاق وتشييد الكباري والجسور، فقد ظلت المملكة وعلي مر الدهور والأزمان تقوم بهذا العمل دون منّ أو أذي في خدمة الحرمين الشريفين التي شرفها الله بهما لتحشد كل الطاقات البشرية وتسخر جميع الإمكانات المادية والتقنية لخدمتهما, مشيراً إلى أن الكل ينظر بعين الرضى والإعجاب لما تقدمة هذه البلاد ممثلة في مختلف الجهات ذات العناية خدمة الحجاج وراحتهم وفي مقدمتها وزارة الحج والعمرة.
وأكد الدكتور عربيات أن موسم الحج لهذا العام شهد جهوداً عظيمة ووعياً متقدماً لكل القطاعات الحكومية والأهلية فكان التنظيم الدقيق في كل مراحل الحج والانسيابية الشاملة في حركة الحجاج, منوهاً بضرورة العناية بمقاصد الحج وأسراره وربط الشعائر بالاعتقادات السليمة وتغيير الصورة الذهنية لدي الحجاج وضرورة بذل الجهد وتحمل المشاق ، مجدداً وقوف الجميع ضد كل المخططات والمؤامرات للنيل من وحدة المملكة وأمنها واستقرارها وسلامتها.
عقب ذلك جرى تقديم مبادرة وزارة الحج والعمرة المتمثلة في برامج استقبال وتوديع الحجاج في منافذ مكة المكرمة ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة وميناء جدة الإسلامي بمشاركة موظفو الوزارة تحت شعارها “خدمة الحاج شرف- أمانة- مسؤولية”.
ثم ألقى نائب رئيس الأزهر الشريف الشيخ عباس سليمان شومان كلمة ضيوف ندوة الحج الكبرى التي رفع خلالها الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على ما لمسوه من حفاوة وتقدير خلال استضافتهم وإفساح المجال لهم للمشاركة في أعمال الندوة في مختلف تخصصاتهم, منوهًا بالدور الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية لنشر الإسلام وقيمه السمحاء، عبر ما تقدمه من تسهيلات وخدمات لضيوف الرحمن لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان وتكريسها لمبدأ السلام في رحلة الحجاج الإيمانية نحو الأماكن المقدسة.
وأثنى على جهود وزارة الحج والعمرة وتنظيمها لهذه التظاهرة الإسلامية الكبرى التي تتلاقح فيها خبرات العلماء والمفكرين ، مفيدًا أن الأمة الإسلامية لها شخصيتها وهويتها التي تختلف عن بقية الأمم من خلال تداعيها إلى كل خير ومحبة وسلام، مشيداً في هذا الصدد بريادة المملكة في إدارة شؤون الحج وخدمة الحرمين الشريفين, سائلًا الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد وأن يزيدها عزًّا ورفعة ويديم عليها أمنها واستقرارها.