يخطط منتجو “البولي إيثلين ترفتالات” (PET) في أوروبا، أحد أهم المنتجات البتروكيماوية الذي تتزعم إنتاجه المملكة في الشرق الأوسط، لزيادة وارداتها من المصانع السعودية حينما عاود سوق المنتج الأوروبي من العطلات بزيادات ضخمة مفاجئة في الوقت الذي يستأنف فيه أطراف السوق رجوعهم للأنشطة المعتادة بوتيرة بطيئة في المنطقة.

وشهد شهر أغسطس، قيام بعض أطراف السوق بتأمين كميات من المخزون ودفع زيادات طفيفة. ومع أن توقعات شهر سبتمبر كانت تدعو لنبرة مماثلة، بدأت الصفقات تختتم في نهاية شهر أغسطس بزيادات تصل إلى ثلاث نقاط رقمية، وفق تقرير “كيم أوربس”.

وقد مهد نقص المعروض لتمرير زيادات كبيرة غير متوقعة في الفترة الأخيرة في ضوء غياب المُنتج “جي.بي.إف” في بلجيكا وحالة الظروف القهرية المعلنة من قبل “لوت كيميكال” على معروض الـPET من منشأة “ولتون” في المملكة المتحدة. وصرح مصدر من جانب الشركة بأن حالة الظروف القهرية المعلنة في بداية شهر أغسطس لازالت قائمة على الرغم من عدم صدور أي بيانات رسمية وقت النشر.

وفي هذا الصدد وصلت أسعار الـPET في شمال غرب أوروبا وإيطاليا لأعلى مستوياتها منذ شهر مايو لعام 2015، أي منذ ما يزيد على عامين تقريبًا، وذلك وفقًا لما أفادته “أداة تحليل أسعار “كيم أوربس”. وفي غضون ذلك، أكد مُوزع من سويسرا على مسألة انكماش حجم المعروض بناءً على توقف عمليات الإنتاج مؤخرًا في أوروبا قائلًا “ارتفاع سعر الصرف بين اليورو والدولار الأميركي إلى 1.20 وسّع الفجوة بين سوق الاستيراد والسوق المحلي، مما يدفع المشترين لشراء خامات مستوردة أكثر تنافسية نسبيًا، إلا أن هذا الوضع قد يتغير قريبًا لأن الأسعار المرتفعة في أوروبا ستجذب انتباه المُوردين العالميين”.

ومن جانبه، أوضح مُنتج للـPET في الصين أنهم أنجزوا مبيعات جيدة لأوروبا رغم تباطؤ الوتيرة التجارية داخل سوق التصدير نظرًا للتحقيقات الجارية بشأن مكافحة الإغراق المفروضة على خامات الـPET الصينية في مختلف البلدان مثل إندونيسيا واليابان وكندا. ويقول مصدر من جانب المُنتج “الطلب مستقر من أسواق التصدير حيث أسهم تحسن الرغبة الشرائية من أوروبا في تعويض نقص الطلب من اليابان وإندونيسيا”.

إلى ذلك أشار مُوزع من فرنسا إلى أن مشهد الأسواق سيظل حازمًا حتى شهر أكتوبر على اعتبار أن الأسعار ستحتفظ بنبرتها الصعودية على الأرجح بفضل نقص المعروض، كما أن الشحنات البحرية التي قام المشترون بتأمينها خلال شهر أغسطس لن تصل قبل نهاية سبتمبر.

وفي سياق متصل، يقول مُصنع من ألمانيا “السوق الفوري على الأخص يعاني نقصًا في الخامات لأن الطلب قوي. وتلقينا عروضًا لعقود أغسطس بزيادات تصل قيمتها إلى 80 يورو/طن مقارنة بشهر يوليو، لكننا لا نعتقد أن بوسعنا الضغط للحصول على بعض الخصومات”.

ويقدر حجم السوق العالمية للبولي إيثلين ترفتالات أكثر من 40 مليار دولار في 2017، ومن المتوقع أن يصل إلى 65.4 بليون دولار بحلول 2022، في حين يشكل ارتفاع الطلب على البولي إيثلين تيرافثالاتي من قطاع الأغذية والمشروبات، وتزايد الطلب على الأغذية المعلبة، والارتفاع في الطلب على الإلكترونيات وتطبيقات السيارات، العوامل الرئيسية الدافعة للسوق.

وتنتج المملكة نحو مليون طن من “البولي إيثلين ترفتالات” في وقت طورت شركة “سابك” تقنياتها لفرض منافسة أعلى في الأسواق الدولية، في وقت يحظى بطلب عالمي قوي منتعش وسعر مرتفع ثابت نظرا لأهمية استخداماتها وأبرزها دخوله في صناعة القوارير بمختلف أنواعها المخصصة للمياه والعصائر والألبان والمشروبات الغازية والأدوية التي بدأت المصانع العالمية الاعتماد عليها عوضاً عن العلب البلاستيكية نظراً لانعدام أخطاره البيئية، فضلاً عن دخول المنتج في ألعاب الأطفال وحاويات الطعام وغيرها نظراً لخصوصيته البلاستيكية الصلبة التي لا تسمح بنفاذ الغازات والرطوبة.

وتقدر سوق “البولي إيثلين ترفتالات” في أوروبا بنحو 3 مليارات يورو سنويا وتعتمد شركات كبرى مثل كوكاكولا في أوروبا على المنتج في تصنيع عبوات المشروبات، فيما يقدر حجم الاستهلاك العالمي بنحو 30 مليون طن خلال عام 2017، في وقت تعد الأسواق الأوروبية والأميركية الجنوبية والآسيوية أكبر الأقاليم المستوردة والمستهلكة للمنتج.