تحقق حلم السعوديين بوصول “الأخضر” إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه وذلك في ليلة من ليالي العمر بحضور ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- الذي يعد أحد أبطال هذا التأهل كونه وضع بصمته في مشوار المنتخب نحو مونديال روسيا 2018م بهذا الحضور في الملعب ودعمه غير المستغرب للرياضة والرياضيين عموماً واللاعبين على وجه الخصوص، كما كانت له وقفات عدة، فالدعم الكبير الذي قدمه لم يقتصر على تواجده في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة لمؤازرة اللاعبين أمام اليابان والدفعة الكبيرة التي انعكست على معنوياتهم خصوصاً في الشوط الثاني بل أنه تكفل قبلها بدخول الجماهير مجاناً من أجل المساندة عندما اشترى التذاكر وأهداها لهم، ولا ننسى وقفته الكبيرة مع “الأخضر” في التصفيات الأولية وبالتحديد خلال قضية مباراة فلسطين ونقلها لملعب محايد، لتستمر بصماته في انتصارات الوطن في مختلف المجالات، ويواصل عمله تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- من أجل إسعاد الشعب السعودي.
وعودة إلى تفاصيل مباراة التأهل فقد زرع لاعبو “الأخضر” مساء أمس في عروس البحر الأحمر “جدة” الفرحة في قلوب السعوديين عندما اختاروا الطريق الأصعب للوصول إلى نهائيات كأس العالم بالفوز على المنتخب الأقوى في القارة الآسيوية، وهكروا “الكمبيوتر” الياباني بالفوز عليه 1- صفر ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية، ليحتلوا بوصافة المجموعة، ويلقي بأستراليا إلى مباراة الملحق مع سوريا، وقهر “رجال الأخضر” ظروف المباراة بخروج ثلاثة لاعبين أساسيين للإصابة هم أسامة هوساوي الذي تحامل كثيراً وضحى بسلامته من أجل أن يكمل المسيرة ويقود الدفاع، قبل أن يأمره الجهاز الطبي بالخروج، وزميله منصور الحربي وقبلهما المهاجم محمد السهلاوي.
وعلى الرغم من أن الشوط الأول كان محبطاً للجميع بسبب برود اللاعبين وعدم قدرتهم على الوصول للشباك اليابانية، إلا أن الوضع اختلف بالكامل في الحصة الثانية، فالروح القتالية والعزيمة والإصرار كانت واضحة وهو ما جعل كفة الأفضلية تنتقل لمصلحة الأخضر، الذي ترجم ذلك بتسجيل هدف الانتصار بواسطة المهاجم البديل فهد المولد الذي غيّر مجرى المباراة بمستواه وتحركاته ومشاغبته.
وأثمر “التلاحم” بين السعوديين في تواجد “العلم السعودي” في روسيا، فالجماهير استجابت لنداء الوطن وزحفت نحو المدرجات، وكانت خير داعم للاعبين إذ بلغ عدد الحضور الجماهيري 62165 مشجعاً، والإعلام وقف وقفة صادقة مع المنتخب، وقبلهم مسؤولو الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقاً وفي مقدمتهم أحمد عيد وقفوا مع الاتحاد الحالي برئاسة عادل عزت وتواجدوا في الملعب لدعم اللاعبين الذين كانوا في الموعد، وقرروا أخيراً إسعاد الوطن بالتأهل وتحقيق حلم الملايين بالوصول للمونديال بعد الغياب عنه في آخر نسختين.
ولا يمكن تجاهل الدور والعمل الكبيرين لهيئة الرياضة بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد سابقاً ومحمد آل الشيخ حالياً، بالإضافة للجهاز الفني بقيادة بيرت فان مارفيك ومعاونيه، إذ قدموا عملاً فنياً مميزاً، توجوه بالمساهمة في رفع العلم السعودي عالياً في المحفل العالمي الكبير.