بدأت شركة «موتيفا إنتربرايز» المملوكة بالكامل لشركة «أرامكو السعودية» في تكساس اعادة الانتاج الجزئي في أكبر مصفاة للنفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن اضطرت لوقف عمليات التكرير وإغلاق المصفاة بالكامل على أثر إعصار هارفي الذي دمر البنى التحتية وأجزاء كبيرة جداً من سواحل ولاية تكساس الأمريكية على خليج المكسيك والذي يحتضن أكبر المدن الصناعية في العالم وأبرزها مدينتي كوربس كريستي وهيوستن اللتين تضمان عددا من أكبر المصافي الأمريكية وأكبرها مصفاة أرامكو موتيفا التي تمتلكها في بورت آرثر بولاية تكساس.
ونجحت «موتيفا»، والتي تعالج 603 آلاف برميل يوميا من النفط الخام، بإعادة تشغيل وحدة تقطير النفط الخام الضخمة، ووحدة تجزئة الهيدروجين، ووحدة معالجة الزيت من التقطير الفراغي إلى الغازات الهيدروكربونية “الكوكر” والتي تم إغلاقها بالكامل في أغسطس. 30 متأثرة بالعاصفة الاستوائية “هارفي”، وذلك وفق العديد من المصادر على دراية بشؤون وأعمال “موتيفا”.
وقالت المتحدثة باسم موتيفا انجيلا غودوين فى بيان “نتوقع ان تعود المصفاة مبدئياً الى حوالي 40 في المائة من الانتاج بنهاية هذا الاسبوع، شريطة ان تفي التقييمات النهائية بمعاييرنا التشغيلية”.
وقالت المصادر ان الشركة كانت تنتظر اعادة الشحن وخطوط الانابيب لبدء عملية اعادة التشغيل الجزئية.
ولم يتم تحديد الخط الزمنى لإعادة تشغيل الوحدات الاخرى في المصفاة، في وقت لاتزال المياه تغمر مضخات الشحن والضاغطات والمعدات الاخرى على مستوى الارض والتي تنقل الزيت والهيدروكربونات السائلة الاخرى الى وحدات الإنتاج وذلك منذ ان غمرت الامطار الغزيرة المصفاة 29 اغسطس، وفقا لما ذكره المصدر.
واضافت المصادر ان فحص وتصليح المضخات والضواغط قد يستغرق شهرا كاملا، في حين ان المنطقة التي تضم وحدة التقطير الخام التي تبلغ طاقتها التكريرية 325 ألف برميل يوميا، ووحدة تكسير الهيدروجين وطافتها 105 ألف برميل يوميا، ووحدة “الكوكر” وطاقتها 110 ألف برميل كانت جافة نسبيا، مما مكن من اعادة تشغيل هذه الوحدات بشكل أسرع.
وكانت هذه الوحدات جزءا من توسعة كلفت قيمتها 10 مليارات دولار وتم إنجازها عام 2012 والتي ساهمت في زيادة قدرة معالجة المصفاة للنفط الخام لأكثر من الضعف. وتراوحت مستويات المياه في أجزاء أخرى من المصفاة بين 3 و 4 أقدام عمقاً وفقا للمصادر.
وأضافت المصادر أن وحدات إنتاج المصفاة، مثل وحدة تقطير النفط الخام، ووحدة تجزئة الهيدروجين، ووحدة “الكوكر”، كانت على الأرجح محمية من خلال رفعها وإغلاقها كجزء من تصميمها. وتقوم وحدات تقطير النفط الخام بعمليات التكرير الأولية للنفط الخام الوارد للمصفاة وتوفير اللقيم لجميع الوحدات الأخرى.
وتنتج وحدات تجزئة الهيدروجين وقود المحركات، وخاصة الديزل، من خلال معالجة زيت الغاز تحت الحرارة العالية والضغط في وجود الهيدروجين والحفازات. وتحول وحدة “الكوكر” النفط الخام المتبقي إلى مواد أولية لإنتاج وقود المحركات أو فحم البترول البديل للفحم.
وتأتي هذه الظروف بعد أن استحوذت شركة أرامكو السعودية على ملكية “موتيفا” بالكامل أوائل مايو الماضي 2017 بعد الانتهاء من الانقسام المخطط له مع شركة “رويال داتش شل” من هذا المشروع المشترك بعد تحالف وملكية مشتركة منذ 20 عاما.
وتعليقاً على الكارثة بمجملها قال أوضح لـ”الرياض” الأمين العام للجنة مصنعي البتروكيماويات في مجلس الغرف السعودية عبدالله بن صالح الحقباني بأن اكثر المحليين ذكروا ان صناعة الكيماويات لن تعود الى العمل بطاقاتها الإنتاجية الكاملة بعد زوال غمة الإعصار حتى نوفمبر مما سيدفع المنتجين المحليين والعملاء في الولايات المتحدة الى الاستيراد من الخارج لتغطيه التزاماتهم مالم يعلنوا عن “عوامل قهرية” مما سيدفع الاسعار الى الأعلى الأمر الذي سوف ينعكس أثره إيجاباً على صناعة البتروكيماويات السعودية المحلية في ظل النتائج الضعيفة لقطاع البتروكيماويات السعودي في الربع الثاني للعام الجاري 2017.