تخطط كبريات الشركات الصينية فرض منافستها في السوق السعودي في مشروعات ضخمة من شركات ناطحات السحاب إلى منصات النفط، حيث تعمل الشركات الصينية في المملكة بوتيرة متسارعة على انجاز المشروعات وفعالية من حيث التكلفة، في حين تتطلع الشركات الهندسية من الصين، بالإضافة إلى تكنولوجيا المعلومات وغيرها لفرض وجود أكبر في المملكة نظراً لضخامة المشروعات الصناعية ولاسيما في المدن الصناعية الجبيل ورأس الخير واللتين تشهدان تنفيذ حزمة مشروعات جديدة ومشروعات أخرى منتظرة بحجم استثمارات تقدر بنحو 500 مليار ريال.
جاء ذلك ضمن محتوى الحوار والمناقشات بين كبار الصناعيين السعوديين والصينيين في “مؤتمر ومعرض أكسبو” الصين والدول العربية “2017” الذي انعقد في مدينة ينشوان عاصمة مقاطعة نينجشيا شمال غرب الصين والذي اختتمت فعالياته أمس في حين قال مساعد الامين العام للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية كمال حسن علي في افتتاح المؤتمر ضمن حديثة عن متن العلاقات الاستثمارية العربية الصينية “لقد تم تنفيذ ما مجموعه 321 صفقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتمويل والطاقة والزراعة والصحة والسياحة والثقافة والتعليم خلال الفترة السابقة، وفق عقود يبلغ إجمالي قيمتها 10 مليارات دولار”.
وبلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية 171 مليار دولار في عام 2016، وتم توقيع اتفاقيات حول مشاريع بقيمة 40 مليار دولار بين الجانبين بزيادة 40.8 في المئة عن عام 2015. وارتفع الاستثمار المباشر غير المالي في الدول العربية بنسبة 74.9 في المئة.
من جهته أشار وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل إلى مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى إحياء طريق الحرير التجاري القديم، عن طريق بناء شبكة ضخمة من البنية الأساسية للربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، والطريق الذي يمتد عبر أوراسيا، ملفتاً إلى إن الدول العربية حريصة على إعادة تنشيط طرق التجارة القديمة، وقد وقعت ست دول عربية اتفاقيات مع الصين على الحزام والطريق وسبعة أعضاء مؤسسين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وبلغت قيمة مشاريع البنية التحتية المشتركة 46 مليار دولار في العام الماضي.
وقال الوزير قابيل “ان الشركات الصينية توجه الطاقة الاستثمارية والانتاجية التي تمس حاجة التصنيع في الشرق الأوسط. وأضاف: “اننا نأمل في اجتذاب الشركات الصينية لبناء مجمعات صناعية في الوطن العربي والمساعدة في تطوير صناعات النسيج والاثاث والالكترونيات والصناعات الكيماوية”، وأعرب عن امله في اتخاذ اجراءات مواتية، بما في ذلك اعفاءات ضريبية وتسريع وتيرة إجراءات الموافقة. في حين قال دينغ هونغ شيانغ نائب رئيس الشركة الوطنية الصينية لصناعة الماكينات (سينوماش)، إن الحزام والطريق خلق فرصا جديدة ويوفر بيئة اعمال أفضل للشركات الصينية والعربية، وبفضل دخولها إلى الأسواق العربية منذ أكثر من 30 عاما، تمتلك “سينوماش” وجودا قويا في الوطن العربي تتضمن مشروعات في البنية التحتية التي تتراوح من محطات توليد الكهرباء إلى المدارس والمستشفيات، ولا تزال المشاريع التي تبلغ قيمتها 3.8 مليار دولار جارية على أحسن ما يرام.
وكان المعرض الذي استمر اربعة ايام ضم الف شركة وما يقرب من 5000 عارض من 31 صناعة الى جانب ممثلين حكوميين واكاديميين. وقد أقيم هذا الحدث ثلاث مرات منذ عام 2013، وهو العام الذي اقترحت فيه مبادرة الحزام والطريق. وكانت العلاقات الاقتصادية بين الجانبين ثابتة، غير أن مبادرة الحزام والطريق حولت التعاون إلى حقبة جديدة من التلاحم والتحالف في مجالات أرحب من النماء.