انعشت باكورة إنتاجها وتصدير الأسمدة الفوسفاتية السعودية من شركة معادن وعد الشمال للفوسفات الأسواق العالمية ولاسيما الأسواق الأسيوية التي تشهد طلباً متنامياً وخاصة من الهند وبنجلاديش والدول الزراعية الكبرى حيث نجحت شركة معادن وعد الشمال للفوسفات بضخ 26 ألف طن متري، من أسمدة ثنائي فوسفات الأمونيوم للأسواق العالمية وفق أسعار مرتفعة وطلب قوي متزامن مع شح الإمدادات من الولايات المتحدة بعد توقف إمدادات شركة “موزاييك” الأمريكية المتأثرة بإعصار “إيرما” الذي ضرب ولاية فلوريدا والتي تحتضن أكبر مصانع الأسمدة الفوسفاتية في العالم.
ودخلت شركة معادن وعد الشمال للفوسفات السوق العالمي بقوة تنافسية هائلة مدعمة بطاقة تصميمية ضخمة بطاقة إنتاجية تصل إلى ثلاثة ملايين طن في السنة من الأسمدة الفوسفاتية والتي تأتي ضمن إجمالي الطاقات الإنتاجية لوعد الشمال للفوسفات البالغة 16 مليون طن متري سنويا، ومدعمة أيضاً بشركاء عالميون في صناعة وتسويق الأسمدة ضخوا نحو 30 مليار ريال لهذا التحالف الذي يضم شركة “سابك” عملاقة البتروكيماويات والأسمدة العالمية بتزعمها إنتاج اليوريا بالمرتبة الأولى عالمياً، فضلاً عن خبراتها في تعزيز القدرات التسويقية العالمية للمشروع، وشركة “موزاييك” الأمريكية والتي تعتبر أكبر منتج للأسمدة الفوسفاتية في العالم، بما يضمن مواصلة النمو وتعزيز مكانة معادن ومركزها التنافسي حيث تسعى للصدارة العالمية في صناعة الفوسفات، بعد ان نفذت منتجاتها من الأسمدة الفوسفاتية إلى 16 دولة حول العالم لكل ثقة وتقل وثبات.
وشهد سوق الفوسفات مزيدا من النشاط هذا الاسبوع، حيث ادى ارتفاع المعروض المستمر الى ارتفاع الاسعار في معظم المناطق، وفقا لما ذكرته مصادر يوم الجمعة. وفي باكستان، أبرمت صفقة فوسفات ثنائي الأمونيوم من الصين، مما يشير إلى ارتفاع أسعار العرض من المنتجين. ولا يزال توافر النفط في الصين ضيقا بسبب القيود والتزامات بيئية مستمرة تجاه السوق المحلية خلال موسم الذروة.
ومن المتوقع زيادة الطلب على فوسفات ثنائي الأمونيوم من شبه القارة الهندية، الأمر الذي قد يثير مشاكل لأن معظم المنتجين في الصين والمملكة العربية السعودية وشمال أفريقيا قد باعوا شحنات شهر أكتوبر.
وفي خضم المنافسة في عروض المنتجين للسوق تقدمت عطاءات من أثيوبيا للنيتروجين والفوسفور والكبريت مع عروض أسعار افتتحت هذا الأسبوع. فيما قدم منتج مغربي رئيس “المجمع الشريف للفوسفات” عروض أقل من جميع العروض الأخرى بخفض 80 دولار من سعر الطن وهي أقل بكثير عروض المنتجين الآخرين. وتقدم الشركة المغربية أفضل عروضها للشحن خلال الفترة نوفمبر-يونيو، والتي تشهد الشركة خلالها طفرة في الإمدادات للسوق، في وقت يخطط تجار من البرازيل تأمين حمولاتهم ومخزوناتهم لمطلع العام المقبل.
وتأثرت مناطق غرب السويس من توقف الإمدادات الأمريكية بعد أن هيمن إعصار “إيرما” في الولايات المتحدة على وفورات السوق وقد تأثر إنتاج الفوسفات في عدة مصانع في فلوريدا التي ضربها الإعصار وإعلان المنتجين حالات القوة القاهرة. وفي 14 سبتمبر، رفعت شركة “موزاييك” الأمريكية، وهي أكبر منتج للأسمدة الفوسفاتية في العالم، أسعار العرض الفورية المحلية لفوسفات ثنائي الأمونيوم، وفوسفات أحادي الأمونيوم بمقدار 20 و 22 دولار للطن.
ولا يزال اللاعبون في السوق يحاولون هضم تأثير الإعصار، ولكن هناك توقعات بانتعاش الأسعار. وسيكون معظم المشاركين خارج السوق الأسبوع المقبل، لارتباطهم بمؤتمر معهد الأسمدة في واشنطن العاصمة. ومع ذلك، فإنه لا يزال من غير الواضح مدى توافر فوسفات أحادي الأمونيوم في الأسابيع المقبلة، مع انخفاض إنتاج شركة “موزاييك” والتزام “المجمع الشريف للفوسفات” بتصدير أطنان إلى إثيوبيا.
وفي جانب العرض، فقد باع معظم المنتجين شحنات سبتمبر، مع توافر اريحية في شحنات أكتوبر، في وقت سوف يكون الموردون الروس مشغولين بالالتزامات تجاه السوق المحلية في سبتمبر، في حين تمكنت “سابك” ومعادن في المملكة العربية السعودية من بيع شحنات شهر أكتوبر للهند وباكستان وبنغلاديش وأمريكا اللاتينية.
وقال منتج رئيس ان “استمرار العرض المحدود دفع السوق الى الارتفاع، في ظل محدودية العروض من الصين والتي بالكاد ترسل شحناتها لبنغلاديش مع قيود عالية في الإنتاج نظراً للظروف الموسمية وقرب دخول فصل الشتاء والذي عادة ما يشهد ارتفاع الأسعار، مما حد بالكثير من التجار لتأمين مخزوناتهم.
