أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح أن المملكة العربية السعودية تُثبت عاماً بعد عام للعالم أجمع، مكانتها وأهميتها وقوة تأثيرها على المستويين الإقليمي والدولي، سواءٌ من خلال إسهامها الواضح في إنشاء ودعم عدد من المنظمات السياسية والاقتصادية المهمة، ومن خلال تعاملها مع العديد من القضايا السياسية والاقتصادية بشكل مسؤول.
وأضاف وزير الطاقة: في عامنا هذا، تحل ذكرى اليوم الوطني المجيد وقد لفتت المملكة العربية السعودية أنظار العالم، وجذبت اهتمام دوله ومؤسساته الاقتصادية الكبرى، بإعلانها عن رؤية المملكة 2030، بما تضمنته من رؤى مُلهمةٍ طموحة تستهدف تحقيق التنمية الوطنية الشاملة، وتوفير عوامل الاستدامة والتنوع للاقتصاد السعودي، وترسيخ مكانة المملكة كقُطبٍ من أقطاب الاقتصاد والتنمية عالمياً، وفي جميع جوانب هذه الرؤية الوطنية الطموحة، تتجلى البصيرة الحكيمة والعميقة لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، لتُضفي عليها إضاءة مهمة واستثنائية تشمل كل ما يخدم الوطن والمواطن، من خلال تعزيز دعامات الاقتصاد السعودي، بما فيها قطاعات الطاقة والصناعة والتعدين.
ومن جانب آخر، أعلنت المملكة عن إطلاق المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة، الذي يهدف إلى تعزيز وتنويع مصادر الطاقة الكهربائية، وصولاً إلى مزيج الطاقة الأمثل، وسيقوم المشروع بتطوير الكفاءات الوطنية اللازمة، ليصبح لدى المملكة قدراتها البشرية التي تحتاجها في مجالات التنقيب عن اليورانيوم واستخراجه ومعالجته، وفي دورة الوقود النووي، وفي تشغيل وصيانة وتطوير مرافق الطاقة الذرية، وغيرها من الاختصاصات اللازمة لهذا المجال الحيوي، ليكون دعامة قويةً تُساند توجهات المملكة لتحقيق مُستهدفات رؤية المملكة 2030، علما بأن المملكة تلتزم وتحترم الاتفاقات والمعاهدات الدولية والتوجيهات الإرشادية المتعلقة بمثل هذه البرامج والمشروعات.
وفي مجال الصناعة بين وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أن هذا المجال قد شهد إطلاق مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات البحرية في مدينة رأس الخير الصناعية، التي ستشكل قاعدة للصناعات المتكاملة بالمملكة، كما شهد، استقطاب سبعة مشروعاتٍ استثمارية، لمدينة جازان الاقتصادية، تركّزت في مجال صناعات البتروكيميائيات، والأدوية، والحديد، والخرسانة، بتكلفة بلغت 16 مليار ريال، إضافة إلى بناء عشرين مصنعًا جاهزًا في واحة “مُدن” في الأحساء، لتمكين المستثمرات ورائدات الأعمال من الاستثمار في أكثر من عشرة نشاطات منوّعة، كالصناعات الغذائية والمستلزمات الطبية، وكذلك احتضان أكثر من 127 مشروعًا تقنيًّا، بلغت القيمة السوقية لخمسة وثلاثين منها 290 مليون ريال، فيما وفرت الشركات المحتضنة قرابة 800 وظيفة لشباب الوطن.
وفي المجال الصناعي أيضًا، بدأ العمل على إنشاء مدينة الطاقة الصناعية، التي ستسهم في إضافة 22 مليار ريال للناتج المحلي سنوياً.
وفي قطاع التعدين: شهد هذا القطاع والصناعات المرتبطة به، اكتمال إنشاء مدينتين صناعيتين مهمتين هما: مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، على الخليج العربي، لاستثمار موارد الفوسفات والبوكسايت في المملكة، ومشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية، بمنطقة الحدود الشمالية، حيث أتمت شركة “معادن” إنشاء مجمع صناعة الفوسفات، هناك، بتكلفة بلغت 30 مليار ريال، بالشراكة مع شركتي “سابك” و”موزاييك”، أكبر منتجي الفوسفات في العالم، وشمل هذا بناء المدينة السكنية واستكمال مشروعات البنية التحتية، لتحفيز توطين الصناعة والخدمات، بالتعاون مع جميع الأطراف ذات العلاقة.
وأكد أن هذه الإنجازات، هي غيضٌ من فيض ما أُنجز أو بدأ العمل به أو وُضعت خُطط إطلاقه، تؤكّد أن هذه الرؤية المُلهمة الشاملة تستهدف نقل الوطن والمواطن إلى المستقبل، وتحقيق استدامة النمو في المملكة، بوسائل شتى منها، على سبيل المثال لا الحصر، مضاعفة إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي، وزيادة الاستفادة من موارد أخرى كالطاقة الذرية والمتجددة والصناعة، وفضلاً عمَّا تسهم به هذه الجهود من تنويعٍ لمصادر الدخل، فهي كذلك، توفّر فرصاً وظيفيةً نوعية للمواطنين، وترفع كفاءة الأداء، وهو ما تسعى إلى تحقيقه رؤية المملكة 2030، باعتمادها على الكفاءات الوطنية الشابة بعد تأهيلها، كعنصر فاعلٍ في تحقيق الرؤية.
وسأل الفالح في ختام تصريحه الله -سبحانه وتعالى- أن يُديم علينا نِعم الأمن والاستقرار والرخاء في هذه البلاد، وأن يُعيننا على تحقيق آمال وتطلعات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-، الرامية إلى خير وعز ورفعة بلادنا الغالية، ورفاه العيش لشعبها الوفي، التي تجسدت أمامنا بفضل الله، في رؤية مُلهمة وخُططٍ واعدة وإنجازاتٍ وطنيةٍ باهرة.