جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التأكيد على وضوح مشروع بلاده الذي تمثله مخرجات الحوار الوطن الشامل الذي يحقق القدر الأكبر من الشراكة في بناء الوطن.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أمس، أن الرئيس اليمني قال في خطابه بمناسبة العيد الوطني الـ 55 لثورة الـ 26 من سبتمبر “لقد عقدنا العزم منذ وقت مبكر على قيادة وخوض معركة اليمنيين الأخيرة والظافرة مع إعداء الحياة والتطور، دعاة الموت والظلام والدمار، بعد أن مددنا للسلام كل الأيادي وسلكنا إليه كل طريق”. ولفت هادي إلى خطورة ما وصفها بالإمامة الجديدة التي قال إنها حينما عادت لم تقتصر على إلحاق الضرر بالشعب اليمني فحسب، بل امتدت لتصبح تهديدا يتجاوز اليمن ويعم المنطقة ويهدد الأمن والسلامة الدولي والإقليمي، وتتحول إلى خنجر غدر وسهم خيانة ووكيل إقليمي لأطماع فارس التي أرادت به النيل من أرض اليمن وبلاد الحرمين وتهديد الأمن والسلم الدوليين. وأضاف مخاطبا الانقلابيين: “لا تزال الأيدي ممدودة بالسلام والدعوة إلى العودة عن المعاندة والكبر والغرور، قبل أن ينالكم عقاب الشعب الأليم”. وعبر الرئيس هادي عن شكره وتقديره لدول التحالف العربي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على نجدة إخوانهم ونصرة قضية الشعب اليمني.

وفي وقت سابق أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر أن الشرعية باتت قاب قوسين أو أدنى من نصر محقق سيحافظ على الجمهورية ويستعيد الدولة، مجدداً التأكيد على أن المليشيا الانقلابية لا تزال تشكل خطرا يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وتعهد بن دغر بإرغام المليشيات الانقلابية على العودة إلى مرجعيات الحل الثلاث سلماً أو حرباً وهي المرجعيات المحلية والدولية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرار الدولي 2216.

من جهته، قال نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر إن يوم 21 سبتمبر هو يوم النكبة وهو يومٌ مثّل نقطة سوداء مظلمة في تاريخ الشعب اليمني، حيث أسقط فيه عملاء إيران ومخالبها في اليمن الدولة وانقلبوا على الشرعية، مشيراً إلى أنهم يحاولون القضاء على الجمهورية وطمس معالمها وأهدافها، مؤكدا أن الخلاص والنصر على تلك العصابة الانقلابية بات قريباً.

وحذّر وزير الخارجية اليمني ونائب رئيس الوزراء الدكتور عبدالملك المخلافي من المشروع الإيراني لتقويض الدول في المنطقة، مشيرا إلى أن المشروع الإيراني في المنطقة يستبدل الدول بالطوائف والجيوش بالميليشيات، كما حدث في لبنان وسورية.

وأكد المخلافي في كلمة له خلال ندوة عقدت أمس في جنيف بعنوان “اليمن في مفترق طرق، تحديات الحاضر والمستقبل”، أن اليمن لن يقبل بتطبيق هذا المشروع على أراضيه، وأن الشعب اليمني سيظل يقاوم. وأكد المخلافي أن اليمن يواجه انقلابا غير مسبوق، حيث يكون عادة الانقلاب على السلطة، بينما الانقلاب في اليمن حدث على الدولة نفسها وعلى الوحدة الوطنية.

من جانبه، كشف وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر عن مقتل وجرح أكثر من 40 ألف شخص منذ سيطرة الانقلابيين على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام 2014.

وقال إن عدد القتلى منذ بداية الانقلاب بلغ 11746 شخصا، بينهم 1239 طفلا، و695 امرأة، فيما أصيب 28392 بجروح بينهم 3601 طفل، و3999 امرأة، مشيرا إلى أن هناك اكثر من 850 ضحية للألغام، ونحو نصف مليون لغم زرعته المليشيات الانقلابية في الأحياء السكنية والطرقات، كما قامت المليشيات الانقلابية باختطاف أكثر من 17 ألفا من الناشطين والحقوقيين والإعلاميين والصحفيين والأكاديميين، كاشفاً عن بقاء أكثر من 5 آلاف آخرين في معتقلات وسجون الميليشيا ومخفيين قسرا.

ووجه عسكر اتهاما للانقلابيين باستخدام الأطفال وقودا لحربهم ضد اليمنيين، وتجنيد أكثر من 20 الف طفل لم يبلغوا السن القانوني إلى جانب تجنيد النساء والزج بهن في جبهات القتال.

من جانبه أكد وكيل وزارة الصحة اليمنية الدكتور علي الوليدي أن ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية دمرت منذ سبتمبر 2014 أكثر من 55% من المرافق والمنشآت الصحية في اليمن عن طريق القصف العشوائي والنهب والاستيلاء.

وأوضح خلال مشاركة له في ندوة بالمركز العربي البريطاني للدراسات الاستراتيجية والتنمية في جنيف أمس، أن خسائر القطاع الصحي في عدن بلغت 7 ملايين دولار أميركي، محملاً الميليشيا الانقلاب مسؤولية دمار القطاع الصحي.

وأبان أن الحكومة اليمنية الشرعية بذلت جهوداً كبيرة للحد من انشار الأوبئة بدعم سخي من الأشقاء بالتحالف العربي وعلى وجه الخصوص المملكة العربية والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت حيث تم تخصيص 74.8 مليون دولار لمجابهة الكوليرا منها 66.7 مليون دولار بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – حيث سلم المبلغ لكل من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية باليمن ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” ,إضافةً إلى إرسال 550 طناً من الادوية والمستلزمات الطبية من قبل مركز الملك سلمان ولاتزال المساعدات مستمرة.