قالت مصادر في الداخل اليمني إن المليشيات الحوثية وضعت إستراتيجية لمواجهة حالات الفرار من جبهات القتال بعد تسجيل مئات الحالات خلال الأيام الماضية، لا سيما بعد انهيار الثقة داخل صفوف المليشيات بين شريكي الانقلاب وانعكاس ذلك على نفسيات المقاتلين الانقلابيين.

وضمن خطة المليشيات الحوثية للحد من حالات الفرار، فقد نصبت عشرات النقاط المتخصصة بمنع عناصر المخلوع صالح من الانسحاب والهروب من جبهات القتال في مناطق صرواح ونهم شرق صنعاء، كما استحدثت نقاطاً جديدة في البيضاء لمنع المقاتلين الموالين لصالح من الفرار إلى مناطقهم في صنعاء وذمار وعمران وحجة.

وفي تعز، نصبت المليشيات الحوثية نقاطاً جديدة وقامت باعتقال عشرات العناصر الموالية للمخلوع عقب انسحابها من الجبهات وسط تصاعد أزمة الثقة بين المقاتلين الانقلابيين، إذ توجه مليشيا الحوثي اتهامات لأتباع صالح في الجبهات بالتخاذل والتراجع وبيع الذخائر والأسلحة الشخصية وترك عناصرها منفردة في الجبهات، فيما يطالب المخلوع من الحوثيين صرف رواتب لعناصره المشاركين في الحرب الانقلابية.

ورصدت مصادر قبلية يمنية في طوق صنعاء تحركات سرية يجريها أتباع صالح جنوب العاصمة صنعاء وتحديداً في مناطق سنحان وبلاد الروس، كما يقوم جنود موالون لصالح بتخزين أسلحة في المناطق الجبلية المحيطة بصنعاء من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية، وهي تحركات تأتي بمعزل عن الحوثيين، واستعدادًا للصدام العسكري المؤجل بينهما، إذ إن جميع محاولات رأب الصدع والتهدئة بين شريكي الانقلاب فشلت، وتصاعد التوتر الإعلامي بين وسائل إعلام الطرفين في ظل استمرار التوتر العسكري والأمني داخل العاصمة صنعاء ومواصلة استحداث نقاط وحواجز تفتيش حوثية في محيط المربع الأمني الذي يتواجد فيه صالح جنوبي صنعاء.

كما تعمل مليشيا الحوثي على إحلال أكثر من 12500 ضابط من عناصرها الطائفية بدلاً عن ضباط يتبعون وحدات من الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع ودائرة شؤون الضباط وقوات العمالقة وجزء كبير من الضباط المستهدفين الموالين لصالح.

وفي حادثة غير مسبوقة، أفادت مصادر محلية في اليمن عن قيام إمرأة يمنية في منطقة الحدا بمحافظة ذمار بتسديد أكثر من 10 طعنات بالسكين في عنق قيادي حوثي كبير كان يرفد الجبهات بالمقاتلين مقابل 10 آلاف ريال يمني لكل مسلح وأردته قتيلاً.

وعلى صعيد آخر وفي سياق سياسة احتكار الإعلام وتغييب الحقيقة ومحاصرة مصادر المعلومات من خارج مصادر الجماعة، عمم الحوثيون الفتوى التي أصدرها مفتيهم شرف الدين بتحريم استخدام شبكات الإنترنت على المواطنين في منطقة همدان بهدف منع المواطنين من متابعة وسائل الإعلام الموالية للشرعية والتحالف العربي، كما شددت وسائل إعلام المليشيا على الاكتفاء بمتابعة قنوات الجماعة علاوة على القنوات الإيرانية التي باتت تحتكر التغطية في صنعاء والمناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة وكلاء إيران.