أكد عدد من ذوي العلاقة بتوريد السيارات للمملكة والعاملين في مبيعاتها أن قرار السماح بقيادة المرأة السعودية سيزيد في معدل استيراد السيارات للسوق السعودية التي تعد أكبر وأهم أسواق منطقة الشرق الأوسط، ويعتبر عدد السيارات في المملكة الأكبر في المنطقة بمعدل نمو يفوق معدل السكان.
وقال عيسى العيسى المستشار بمصلحة الجمارك: إن النظام في المملكة يمنع استيراد السيارات من خارج المملكة طالما تجاوز عمر موديلها 5 أعوام ، كما أن ميناء جدة الإسلامي يعد الميناء الأكثر استقبالاً للسيارات من موانئ المملكة، ما يعني أن حظوظ توريد المركبات الجديدة هو الخيار الأول بالنسبة للأسر السعودية.
كما أكد فيصل عثمان أبو شوشة رئيس لجنة وكلاء السيارات في مجلس الغرف السعودية أن القرار سيسهم في استعادة النقص الذي طرأ على أعداد السيارات المستوردة خلال العام الماضي وسيكون له دور في زيادة معدل المبيعات بعد تطبيقه ويصعب التكهن بحجم تلك النسبة حتى موعد الإعلان عن ضوابط القرار ومعرفة عدد الشريحة النسائية التي سيتيح لها النظام قيادة السيارة، مبيناً أن اهتمام الوكلاء في الوقت الراهن سيكون منصباً على فئة السيارات المستهدفة من تلك الشريحة، والتي يرجح أن تكون من الفئة الصغيرة والمتوسطة خلاف السيارات العائلية كبيرة الحجم التي تستخدمها الأسر بالسائقين.
وانخفض إجمالي واردات المملكة من السيارات الجديدة نحو 25 % خلال 2016، لتبلغ نحو 725 ألف سيارة، مقارنة بنحو 964 ألف في 2015، كما انخفض استيراد السيارات المستعملة بنحو 44.5 %، لتبلغ 37502 سيارة مستعملة، مقارنة بنحو 67763 سيارة مستعملة في 2015.
وذكر عدد من وكلاء السيارات أن معدلات البيع والاستيراد تباطأت خلال العامين المنصرمين بنسبة تقارب 20 % عما كانت عليه جراء حالة شبه الركود التي تعيشها صناعة وتجارة السيارات على مستوى العالم.
من جهة أخرى انضم صناع السيارات للحكومات في الترحيب بالأمر الملكي المتضمن صياغة قواعد تسمح للنساء بقيادة السيارات خلال 30 يوماً. وقالت شركة نيسان في تغريدة على موقع تويتر مصحوبة بلوحة أرقام سيارة مكتوب عليها GRL 2018 ”نهنئ جميع النساء السعوديات اللاتي سيتمكن من القيادة الآن“.كما رحبت شركة بي.ام.دبليو، التي حققت سيارتها اكس5 أعلى مبيعات للمجموعة في الشرق الأوسط، بالأمر الملكي.
وتسيطر السيارات المتوسطة على السوق السعودية حالياً حيث تشكل تويوتا وهيونداي-كيا ونيسان معاً على 71 بالمئة من المبيعات.
ونقلت عن مسؤول كبير في الناغي للسيارات بجدة، الذي يبيع علامات منها بي.ام.دبليو وميني وهيونداي ورولز رويس وجاجوار لاند روفر، ”نتوقع زيادة الطلب مجدداً بعد نبأ السماح للنساء بالقيادة“.
وقال موقع ال.ام.سي أوتوموتيف المعني بأبحاث سوق السيارات: إن السماح للنساء بالقيادة قد يرفع مبيعات السيارات السعودية بنسبة بين 15 و20 بالمئة سنوياً؛ لأن ”كثافة السيارات“ في المملكة التي تقاس بما يعادل 220 سيارة لكل ألف بالغ سترتفع إلى نحو 300 في 2025 مما سيضيق الفجوة مع الإمارات العربية المتحدة.
وتملك الأسرة السعودية في الطبقة المتوسطة أو العليا سيارتين واحدة يقودها رب البيت والثانية بسائق يعمل على مدار الساعة لنقل الزوجة والأطفال.
وقد يكون تغيير القواعد نبأ سيئاً لنحو 1.3 مليون رجل يعملون كسائقين في المملكة من بينهم نسبة كبيرة من العمال الوافدين بينما سيعزز مبيعات السيارات الفاخرة حيث ستغير الأسر سياراتها للسائقات الجديدات.
وقال ديفيد أوكلي المحلل في ال.ام.سي ”السماح للنساء بالقيادة سيفيد السوق بأكملها، لكن لنا أن نتوقع تأثيراً إيجابياً أكبر للعلامات الفاخرة“.