عقدت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله أمس، أول اجتماع لها منذ العام 2014 في قطاع غزة، في خطوة أولى على طريق إرساء عودة السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا الى القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس منذ 2007.
وقال الحمد الله عند افتتاح الجلسة: نحن هنا لنطوي صفحة الانقسام إلى غير رجعة، ونعيد مشروعنا الوطني إلى وجهته الصحيحة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة وحل القضية الفلسطينية على أساس قواعد القانون الدولي والقرارات الأممية وكافة الاتفاقيات والمواثيق ومبادئ الشرعية.
وأعلن الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود في مؤتمر صحافي أن الحكومة أجرت مناقشة سريعة لملفات الكهرباء والمياه الإعمار، وأن ملف الأمن والمعابر والموظفين سيتم بحثها في القاهرة الاسبوع القادم.
وقال: الحكومة لا تمتلك عصا سحرية لحل مشاكل قطاع غزة ولكنها سوف تتنقل في قطاع غزة مجددا.
وأوضح ان اتفاق إنهاء الانقسام سيكون على ثلاث مراحل، تتمثل بتشكيل لجان للبدء بالعمل على حل مشاكل المعابر والكهرباء والماء وملفات أخرى.
وتأتي هذه المحاولة الجدية لإرساء مصالحة فلسطينية بعد حوالى عقد من القطيعة بين حركتي فتح وحماس.
من جهته، أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أهمية نجاح المصالحة، مقدرا الجهد المصري لإتمامها والعمل بكل ما هو ممكن لتكريس الوحدة الوطنية، وشدد على شعار «لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة».
وقال عباس في مقابلة تلفزيونية إن الخطوة المهمة هي ذهاب حكومة الوفاق الوطني إلى غزة، ومن ثم اللقاء الذي سيتم في العاصمة المصرية القاهرة بين قيادتي حماس وفتح لبحث كل الأمور المتعلقة بالتطبيق.
وفي مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيين اثنين ونصبت عدة حواجز عسكرية وفتشت منازل في المحافظة.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية في الخليل بأن قوات الاحتلال داهمت مدينة الخليل، واعتقلت مواطنين، بعد تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياته.
وعلى الصعيد الانساني، أكدت مؤسسات مدنية ومنظمات حقوقية فلسطينية أنها وثقت 5233 لاجئاً فلسطينياً تعرضوا لانتهاكات جسدية جراء العنف المتواصل في سوريا.
وذكرت في بيان مشترك أمس أن 3594 حالة قتل للاجئين فلسطينيين قضوا بسبب القصف والحصار والتعذيب والغرق أثناء محاولات الفرار من الحرب في سوريا بالإضافة إلى 1639 حالة اعتقال واختفاء قسري، منها 78 حالة إخفاء قسري.
وطالبت المؤسسات والمنظمات الفلسطينية من الأمم المتحدة والدول الكبرى بممارسة الضغط على نظام الأسد من أجل وقف الانتهاكات المتبعة داخل سوريا بحق اللاجئين الفلسطينيين واعتبرت هذه الانتهكات جريمة بحق الإنسانية وخرقا فاضحا للشرائع الدولية.
بدورها أكدت تقارير مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا أن نظام الأسد يواصل سياسة الإيذاء الجسدي والنفسي على اللاجئين الفلسطينيين.
ويواصل فرض حصاره على مخيّم اليرموك لليوم 1538 على التوالي، مما تسبب في موت 195 لاجئاً ولاجئة فلسطينية نتيجة نقص التغذية والرعاية الطبية بسبب الحصار وقطع الماء والكهرباء منذ أكثر من 1100 يوم على التوالي ومنع عودة الأهالي أو خروجهم من مخيم اليرموك.
كما استطاعت مجموعة العمل توثيق شهادات لمعتقلين فلسطينيين تم الإفراج عنهم من سجون نظام الأسد تعرضهم لكافة أشكال التعذيب والقهر كما نقلت شهادة لمعتقلة فلسطينية تروي فيها عن ممارسات عناصر الأمن السوري مع النساء بشكل عام والفلسطينيات بشكل خاص بدءاً من الصعق بالكهرباء والشبح والضرب بالسياط والعصي الحديدية.