مشروعات صغيرة لمواطنين بدأت برأس مال بسيط، وبقيت في ذات الدائرة الصغيرة على الرغم من تفرغهم التام للعمل بها، الأمر الذي يحد من تأثيرها الإيجابي في الاقتصاد، وكذلك في قدرتها على توليد الوظائف، وحسب شبان التقتهم مصادر من رواد الأعمال، أكدوا أن غياب التمويل يمثل حجر العثرة الذي يعرقل انطلاق مشروعاتهم إلى آفاق أكثر اتساعاً، مما يزيد من قدرتها على الماسهمة الإيجابية في الاقتصاد الوطني.
ناصر عبدالله القحطاني، شاب يملك مشروعاً صغيراً، ومتفرغ للعمل به، يشير إلى أن أبرز الصعوبات التي تعترض طريق الشباب الذين يريدون أن يمتلكوا مشروعاتهم الخاصة هو غياب قنوات التمويل المرن والكافي لإطلاق مشروع صغير.
وقال: إن الإجراءات الحكومية الخاصة بإطلاق أعمال تجارية اليوم تعتبر مثالية من حيث الحصول على التصاريح والسجل التجاري، وبقية الخدمات الإجرائية، إلا أن غياب الجهات التي تمول رواد الأعمال بشكل مرن، وبدون اشتراطات تعجيزية، هي أهم العوائق التي تواجه الشباب الذين يرغبون في الحصول على مشروعات صغيرة.
وأضاف القحطاني: إن غياب التمويل يبقي الشاب الذي يملك مشروعاً صغيراً في ذات الدائرة، ولا يكبر مشروعه كثيراً، ولا يتمكن من افتتاح فروع أخرى، وهذا هو ما يبقي قطاع المشروعات الصغيرة غير قادر على توليد وظائف، فلو كان هناك دعم وتمويل، لأصبح الشاب الواحد خلال سنوات قليلة لديه أربعة أو خمسة فروع، وفي حالة نشاط موطن مثلاً، كالاتصالات، فإنه سيعين مواطنين آخرين كموظفين في تلك الفروع. وامتدح القحطاني قرار توطين سوق الاتصالات، مؤكداً أن التجربة أثرت ثقافة العمل الحر لدى المواطنين، وقال: نجد اليوم أن سعودة قطاع الاتصالات مثلاً، قد فتحت المجال للسعودي لأن يمتلك مشروعه الصغير، وهو ما لم يكن ممكناً قبل قرار السعودة، فنجد الطلاب والمتقاعدين والعاطلين عن العمل، جميعهم يمتلك مشروعاً صغيراً في إحدى صالات الاتصالات.
من جانبه قال فواز طلال العتيبي -متفرغ لإدارة مشروع خاص- أكد أن الفرص في الاقتصاد السعودي كبيرة، داعياً السعوديين إلى خوض غمار العمل التجاري بشجاعة وصبر كبيرين، وقال: بلدنا مليئة بالخيرات، ومن غير المقبول أن يبقى شاب عاطل عن العمل وقطاع التجزئة فيه فرص كبيرة للشاب الجاد، الذي يريد أن يحسن من مستواه المعيشي، وأنا لدي مشروعي الخاص، ومتفرغ للعمل به منذ فترة، وأجد أنه أفضل من الوظيفة من حيث الاستقلالية والدخل، ولكن المشكلة التي تواجهنا كسعوديين ملكوا مشروعات صغيرة، أن مشروعاتنا لا تتطور كثيراً لأنها تبدأ برؤوس أموال بسيطة، وذلك نظراً لغياب التمويل، حتى إن الغالبية العظمى منا يعتبر المحل مصدر دخل شهري لأسرته بالنظر لحجمه وحجم إيراداته.
وأضاف: إن توفير الحماية بأن يكون البيع في نشاط معين حصرياً للسعوديين هو أول أنواع الدعم، ثم يأتي التمويل ليشكل الدفع بالمشروع للمضي قدماً والتوسع، وبالتالي افتتاح فروع وانتشار أكثر، وهو ما نفتقده اليوم.